السلايدر الرئيسيتحقيقات
بسبب مقال “التراويح… هي الفوضى” صحفية مغربية تتعرض لحملة تهديدات
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ تتعرض الصحفية بيومية “الصباح” المغربية نورا الفواري، لحملة تهديد على نطاق واسع وصلت إلى حد تكفيرها والنيل منها على صفحات فيسبوكية، وذلك بسبب كتابتها لمقال بعنوان “فوضى التراويح” الذي يندرج ضمن “العمود الصحفي” على صفحات يومية “الصباح”.
هذا ونشرت بعض الصفحات “الفيسبوكية” صورا شخصية للفواري، وهي تمارس حياتها الخاصة، مهددين بمعاكستها والنيل منها. فين حين عبر متضامنون معها عن استغرابهم من صمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية باعتبارها المدافع الوحيد عن حقوق الصحافيين في إبداء أراءهم بكل حرية، ولم تصدر لحد الساعة أي بيان تضامني.
وجاء في مقال “صلاة التراويح…هي فوضى: “رمضان، يكثر المغاربة من التقوى وترتفع لديهم هرمونات العبادة بشكل غريب، وتصبح التراويح عندهم، بعد الإفطار، طقسا جماعيا مقدسا، تغلق من أجله الأزقة، وتفترش “الصلايات” وسط الشوارع، وتعلو أصوات الميكروفونات الرديئة فوق صوت القانون”.
وجاء في مقال الفواري أيضا “هؤلاء المتعبدون المغاربة، مصلو التراويح، أو على الأقل عدد كبير منهم، حتى لا نكون مجحفين، هم أنفسهم الذين نصادفهم صباحا صائمين “مرمضنين”، يلعنون سلسفيل جدود أمهاتنا لأتفه الأسباب، ويتعاركون من أجل لا شيء ويسبون “من السمطة لتحت”، ويضربون ويعطبون، وقد يقتلون ويرتكبون جريمة بشعة، فقط لأنهم “مقطوعون” من الأكل والشرب و”الكارو” ومشتقاته، ليرتدوا، مباشرة بعد “الفطور”، جلاليبهم ويحملوا لبداتهم، ويبدؤوا رحلة بحثهم عن الحسنات”.
وخلصت الفواري مقالها بالقول: “عزيزي المصلي. صلاتك تعنيك وحدك وتدخل في إطار علاقتك الفردية والشخصية مع الله. يمكنك أن تؤديها في بيتك، إذا لم تجد مكانا لك في المسجد، وتحتسب لك في ميزان حسناتك. فالمهم أن تكون نابعة من القلب خالصة لوجه الإله. لست مضطرا إلى إزعاج الناس وعرقلة طريقهم حتى يرضى عنك ربك. والأهم من هذا كله، أن تفهم أنك لست أفضل من ذلك الذي يصلي في منزله، أو حتى من ذلك الذي لا يصلي أصلا”.
وتعليقا على الهجمة الشرسة التي تتعرض لها، وصفت نورة الفواري، بالظلامية ومن يقف وراءها بـ”الدواعش”، موضحة أن مقالها عن الفوضى بسبب التراويح، على أن الصلاة إذا تم أداؤها في المنزل ستكون خالصة لله كما تكون في المسجد، وإذا لم يجد المصلي مكانه في المسجد، فلا داعي لسد الطرقات وخلق الفوضى وعرقلة الطرقات حتى يقال عنه إنه يصلي التراويح. وأنه ليس فيه أي مس بالعقيدة، وكل شخص عاقل لا يمكنه المس بعقيدة الآخر، سواء كان مسلما أو يهوديا أو مسيحيا.