أوروبا
جونسون ضد جونسون: منافسة انتخابية بين الشقيقين بوريس وريتشيل في بريطانيا
ـ باث ـ عندما نظرت ريتشيل جونسون إلى هاتفها أثناء اطلاق حملتها لانتخابات البرلمان الأوروبي شاهدت خبرا مفاده أن شقيقها وزير الخارجية السابق المؤيد لبريكست بوريس جونسون أعلن ترشيح نفسه لمنصب رئيس وزراء بريطانيا.
ورغم أن ذلك سرق منها أضواء الإعلام نوعا ما، إلا أنه لم يزعج ريتشيل، الصحافية المخضرمة (53 عاما) التي كانت نجمة تلفزيون الواقع في وقت من الأوقات، والراغبة في بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ولم تكن تطلعات شقيقها بوريس في الوصول إلى رئاسة الوزراء سرا منذ استقالته من حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي احتجاجا على استراتيجيتها بشأن بريكست في تموز/يوليو الماضي.
وإذا ما أصبح بوريس الزعيم المقبل لحزب المحافظين كما ترجّح الاستطلاعات، فإنه سيقود أجندة مؤيدة للانسحاب من الاتحاد الاوروبي، وهو ما يعارض تماما معتقدات شقيقته.
وتقول ريتشيل عن مؤيدي بريكست “أفهم مشاعر من لا يرغبون في أن يملي عليهم الآخرون ما يفعلونه، خاصة إذا لم يكونوا قد صوتوا لهم لكن أعتقد أننا أصبحنا أقوى بانضمامنا إلى الاتحاد الاوروبي وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي أقوى بنا”.
وأضافت “ولذلك، أعتقد أن هذه مسألة وجودية”.
وهذا الجدل الذي يقسم عائلة جونسون هو نفسه الذي أثار الخلافات في أوساط العائلات في أنحاء بريطانيا منذ تم التصويت لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016 بعد عقود من العضوية.
وبوريس مصّر على أن الخروج من الاتحاد سيكون بداية مستقبل مشرق ومستقل. لكن ريتشيل تفزعها فكرة خسارة بريطانيا لهويتها الأوروبية.
تقول “لا أستطيع أن أتخيل احفادي يسألونني +جدتي، ماذا فعلت عندما سيطر نايجل فاراج على البلاد؟+”.
ويخوض “حزب بريكست” الجديد بقيادة فاراج الزعيم السابق لحزب “استقلال بريطانيا” حملة انتخابية لدخول البرلمان الأوروبي بأجندة تقوم على قضية واحدة وهي إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأية طريقة وبأسرع ما يمكن.
وتشير الاستطلاعات إلى أن حزب فاراج يتصدر القائمة وسيحصل على ثلث الأصوات عندما يدلي البريطانيون بأصواتهم الخميس.
“جونسون في بروكسل”
وفي المقابل، جاء حزب “تغيير المملكة المتحدة” الجديد المؤيد للاتحاد الأوروبي والذي تقوده ريتشيل في أسفل القائمة.
وشكلت هذا الحزب مجموعة صغيرة من النواب العماليين والمحافظين السابقين الذين يحاولون ملء فراغ الوسط الذي خلقه الانقسام بشأن بريكست. ويجد هذا الحزب صعوبة في تحقيق اختراق.
إلا أن فرص ريتشيل في الفوز في انتخابات البرلمان الأوروبي تبدو جيدة.
ويحظى حزبها بأعلى شعبية في مقاطعة انكلترا الجنوبية الغربية حيث رشحت نفسها.
وما يزيد من فرص ريتشيل، الأم لثلاثة ابناء، بالفوز هو اسم عائلتها.
فهي أصغر من بوريس بعام واحد ولها نفس شعره الأشقر الذي ينسدل على عينيها مثله تماما.
ويتمتع الاثنان بشخصية كارزمية وطاقة شبابية تجذب الناس من حولهما.
وفي حال أصبح شقيقها رئيسا للوزراء وتم انتخابها للبرلمان الأوروبي فهل يمكن أن يشعل ذلك منافسة سياسية تحمل بعدا دبلوماسيا فريدا؟
ويشير البعض إلى أن فوز الاثنين يمكن أن يحول ريتشيل إلى وسيط غير رسمي بين بروكسل والحكومة البريطانية برئاسة بوريس وسط محادثات بريكست التاريخية.
وصرحت ريتشيل لوكالة فرانس برس في بلدة باث جنوب غرب بريطانيا في أول ظهور لها كمرشحة لانتخابات البرلمان الأوروبي الأسبوع المقبل “هذا توصيف رائع لمهمتي، وسأقوم بها بكل سرور”.
“اسوأ مصير”
ومع ذلك، فإن جهود حزب “تغيير المملكة المتحدة” الأوسع لاستقطاب الناخبين لم تمر بسلاسة.
فقد تعطل فيديو حملتها الانتخابية وانتهى الأمر بتقديمها إلى الناخبين في نادي باث للكريكيت دون موسيقى.
وحاول مساعدوها أن يشجعوها بإطلاق حملة تصفيق حماسية، وفي النهاية انضم إليهم العدد القليل من المؤيدين المسنين.
لكن ذلك لم يمنع ريتشيل من السير في القاعة بابتسامة واثقة.
وأثارت الضحكات وصيحات الابتهاج اثناء خطابها الانتخابي الذي استغرق ثمانية دقائق، وألقته ارتجالا.
وكانت رسالة كلمتها بسيطة وصادقة: يجب على حزب تغيير المملكة المتحدة أن يواصل كفاحه حتى لو خسر في انتخابات 23 أيار/مايو.
وقالت “إذا حقق حزب بريكست نتائج جيدة كما تشير الاستطلاعات، فإن ذلك سيمنح دعما للحكومة في مهمتها للخروج المدمر من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وبالتالي سنلقى أسوأ مصير”. (أ ف ب)