أوروبا

الرئيس الفرنسي يحذر من مخاطر “تفتت” أوروبا

ـ باريس ـ في مقابلة مع الصحافة الإقليمية نشرت الثلاثاء، حذر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من “الخطر الوجودي” المتمثل باحتمال “تفتت” أوروبا، مبررا بذلك مشاركته المباشرة والفاعلة في الحملة الإنتخابية استعدادا للانتخابات البرلمانية الأوروبية الأحد.

وقبل خمسة أيام من موعد الانتخابات التقى ماكرون على الغداء الثلاثاء مثقفين أوروبيين سبق أن وقعوا في كانون الثاني/يناير الماضي مقالة حملت عنوان “أوروبا في خطر”، دعوا فيها الى التعبئة في وجه “الموجة الشعبوية”.

وتعطي استطلاعات الرأي نتائج متقاربة جدا للائحة المدعومة من ماكرون وتلك المدعومة من اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة مارين لوبن.

وفي مقابلته التي نشرت الثلاثاء في نحو 40 صحيفة فرنسية إقليمية، يشرح ماكرون البالغ الحادية والاربعين من العمر لماذا لا يستطيع أن “يقف متفرجا على هذه الانتخابات، ولماذا يتوجب عليه أن يكون مشاركا فاعلا فيها”.

فهو يعتبر أن هذه الانتخابات “هي الأهم بأشواط منذ العام 1979 لأن الاتحاد الاوروبي يواجه اليوم خطرا وجوديا”، مضيفا “في حال تركت أوروبا التي صنعت السلام وجلبت الازدهار تتفتت، سأكون مسؤولا أمام التاريخ”.

على مستوى الاقتراحات يرغب ماكرون ب”اتفاقية تأسيسية أوروبية بعد الانتخابات” يشارك فيها المواطنون والقادة السياسيون “لتحديد استراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة، وما قد ينتج من ذلك من تعديل للمعاهدات” القائمة.

وردا على سؤال عن المسائل البيئية دعا الى “رسوم مشتركة على الكيروسين في اوروبا”.

وكان الرئيس الفرنسي دعا الاثنين مع رئيس الحكومة البرتغالية الاشتراكي انطونيو كوستا الى “بناء ائتلاف واسع للتقدميين” في مواجهة “الذين يعملون على تدمير اوروبا عبر القومية”.

إما مع ماكرون وإما مع لوبن

وندد معارضو ماكرون بشدة بمشاركته المباشرة في الحملة الانتخابية الاوروبية، خصوصا بعدما ظهرت صورته وحده على لافتة دعائية للائحة حزبه “الجمهورية الى الامام”.

وقال جوردان بارديلا رئيس لائحة “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في تغريدة “إن ايمانويل ماكرون يشوه المنصب الرئاسي ويستغله متصرفا كأنه رئيس عصابة”، مضيفا “أنه تصرف مناهض للجمهورية”.

كما هاجم غيوم لاريفيه المسؤول في حزب “الجمهوريون” اليميني بشدة ما اعتبره “محاولة سلب يقوم بها ماكرون، إذ إن كل شيء أعد لتكون هذه الانتخابات بمثابة استفتاء مع او ضد ماكرون، مع أو ضد مارين لوبن”.

أما مانون اوبري من حزب “فرنسا المتمردة” (يسار راديكالي) فقالت أن ماكرون “يتصرف كأنه يقول +إما أنا وإما الفوضى+ لكن الحقيقة أن لدينا الفوضى ولدينا ماكرون”، لأنه “مسؤول جزئيا عن السياسيات الليبرالية الاوروبية”.

وفي حال حلت لائحة ماكرون وراء التجمع الوطني من اليمين المتطرف، فسيتراجع هامش مناورة الرئيس الذي أنهكته حركة “السترات الصفراء” الاعتراضية طوال ستة اشهر.

لكن ماكرون رد على هذه الاتهامات في مقابلته قائلا “أنا لا أقدم نفسي على هذا الاساس” في الحملة الانتخابية.

في اي حال، يبدو أن المعسكر الرئاسي مستنفر بقوة. فقد شن رئيس الحكومة إدوار فيليب على غرار مسؤولين آخرين في الغالبية، حملة عنيفة على التجمع الوطني متهما اياه بأنه مثل حصان طروادة لمخططات دونالد ترامب وفلاديمير بوتين لإضعاف اوروبا. أما المستهدف في هذه الحملة فهو بشكل خاص ستيف بانون الاستراتيجي السابق لترامب الذي أكثر من مقابلاته مع الاعلام الفرنسي مشيدا بمارين لوبن.

ويقول ماكرون أن هناك “للمرة الاولى تواطؤا بين القوميين ومصالح أجنبية” لتفكيك اوروبا، واصفا ستيف بانون بأنه “قريب من الحكم الاميركي”.

وهاجم ماكرون أيضا “الروس وغيرهم من الذين لم يصلوا قبلا الى هذه الدرجة من التطفل عبر تمويل ومساعدة الاحزاب المتطرفة”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق