السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
توظيف سياسي وانتخابي لـ”جمعيات الخير” بتونس… ومطالب بعدم امتهان كرامة المحتاجين في رمضان
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ في تونس، مازالت جمعية “خليل تونس” وهي جمعية لمالك قناة تلفزيونية خاصة، تثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية والحقوقية والاعلامية، حيث تقوم الجمعية المذكورة بإقامة موائد الإفطار في شهر رمضان الكريم، وتقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين وضعاف الحال، لكن عبر تصوير تلك المساعدات والظهور المتكرر لصاحب القناة التلفزيونية الخاصة نبيل القروي، وهو ما اعتبر شكلا من أشكال الدعاية المرفوضة، وفقا للقوانين التونسية.
وبحسب مراقبين تونسيين، فإن مالك القناة الخاصة استغل نفوذه الاعلامي باعتباره يملك محطة تلفزيونية خاصة للدعاية، واعتباره تداخلا للعمل الجمعياتي بالسياسي، في ظل توثيقه وتصويره لتقديم المساعدات للفقراء بمختلف المناطق التونسية، لاستقطاب مزاج الناخبين التونسيين واعتبارها حملة انتخابية مبكرة.
ويحظى صاحب قناة “نسمة” الخاصة نبيل القروي بشعبية كبيرة لدى النساء وكبار السن الذين لا يترددون في متابعة برنامج “خليل تونس” وهو برنامج ذو طابع اجتماعي وإنساني يعالج عددا من الوضعيات الاجتماعية الصعبة، ويبث بشكل يومي على القناة المذكورة.
ومع اصدار الاردن قرارا يمنع تصوير وعرض المساعدات الخيرية اثناء توزيعها على المحتاجين، تفاعل عدد من التونسيين مع هذا القرار، وطالبوا بتطبيقه ايضا في تونس، سيما مع استغلال بعض الاطراف للعمل الجمعياتي والخيري وتوظيفه سياسيا.
من جانبه، اعتبر الاعلامي التونسي مكي هلال ان التونسيين اليوم بحاجة الى مثل هذه القرارات، لحفظ كرامة المحتاجين والفقراء، ويقطع بالتالي امام المتاجرين بفقر الناس وحاجتهم ومن يقومون بحملات انتخابية مبكرة، وان مثل هذه القرارات من شانه ان يظهر فاعلي الخير الحقيقيين من المزيفين واصحاب الاستعراض، داعيا الى قانون مؤقت لمنع تصوير تقديم المساعدان قبل ان تتصاعد حمى الانتخابات وتزدهر سوق شراء الاصوات.
يُذكر أن برنامج “خليل تونس” يقوم بعرض نشاط جمعية خيرية أسسها نبيل القروي وزوجته باسم نجليهما خليل الذي توفي في حادث سير منذ سنتين. واعتبره الكثيرون، ومنهم الهايكا، شكلا دعائياً لشخصية نبيل القروي، لا يتماشى مع طبيعة العمل التلفزيوني، حيث يتمّ فقط التركيز على النشاطات الخيرية للجمعية التي يترأسها نبيل القروي، أحد مالكي القناة، إلى جانب شقيقه غازي القروي، ورجل الأعمال التونسي والمنتج السينمائي العالمي طارق بن عمار.
كما تواجه جمعية “خليل تونس” انتقادات واسعة، بشأن عملها وتوظيف العمل الانساني في خانة الحسابات السياسية والانتخابية، اذ انتقد النائب في البرلمان عن كتلة الإئتلاف الوطني الصحبي بن فرج، بشدة انخراط عدة جمعيات خيرية في العمل السياسي والدخول في حملات انتخابية سابقة لأوانها، مفيدا ان خليل تونس ستتحول في حدود 10 يونيو القادم إلى حزب سياسي، معتبرا أن هذه الجمعية شرعت في حملة انتخابية مبكرة، موضحا أنه في صورة عدم تحولها إلى حزب فإنه سيكون لها قائمات تشريعية باسمها.