السلايدر الرئيسيتحقيقات
لحية الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير كساها الشيب وبدا متأثرا خلال استجوابه… ودولة خليجية تعرض استضافته
حسين تاج السر

ـ الخرطوم ـ من حسين تاج السر ـ استجوبت لجنة عليا شكلت للإشراف على بلاغات قتل المتظاهرين في أحداث 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في السودان الرئيس المخلوع عمر البشير أمس الثلاثاء، بسجن كوبر، حول البلاغ المدون في مواجهته بتهمة المشاركة الجنائية في قتل المتظاهرين.
وقالت مصادر عليمة، لصحيفة “الصيحة” بأن فريقا من النيابة العامة أجرى التحري والتحقيق مع البشير، الذي تجاوب مع الفريق، لافتة إلى أن اللجنة استمعت لإفاداته.
وأضافت أن الأسئلة تمحورت حول إصدار البشير تعليمات بفض وضرب المعتصمين، بجانب لجوئه إلى فتوى للمذهب المالكي أجازت قتل ثلثي المتظاهرين.
وطبقا للمصادر، قال البشير إن حديثه أخرج عن سياقه، ولم يقصد المعنى الذي أخذ به، وأضافت المصادر بأن البشير أفاد وفقا للاستجواب، بأنه اعتمد على التقارير التي تأتيه من الأجهزة الأمنية.
وبحسب المصادر، فقد اكتست لحية البشير الشيب وبدا متأثرا.
وكشفت المصادر أن النيابة الجنائية، أصدرت قرارا بضم مدير جهاز الأمن السابق الفريق أول صلاح قوش إلى البلاغ المتعلق بتهمة المشاركة الجنائية بقتل المتظاهرين.
وأكدت أنه أصدر توجيهات لقوات الأمن بقتل المتظاهرين، وتوقعت المصادر أن يتم استجواب كل الأجهزة الأمنية: جها الأمن، وزير الدفاع والشرطة.
وكانت تقارير إعلامية سودانية، ذكرت أن البشير طلب فض اعتصام المتظاهرين حتى ولو تكلف تطلب الأمر قتل ثلث الشعب السوداني، وقال لقادة الجيش قبل عزله بيوم: “طبعا كلكم تعلمون أننا نتبع المذهب المالكي، وهذا المذهب يتيح للرئيس أن يقتل 30% من شعبه، بل هناك من هم أكثر تشددا، يقولون 50%”.
لكن قادة الجيش حذروه من أن ذلك قد يدخل البلاد في فوضى عارمة، ولما رفض الاستماع إليهم اتخذوا قرارا بعزله حفاظا على أمن واستقرار البلاد وحقنا للدماء.
الى ذلك تلقت قيادات عليا في السودان طلبا من دولة خليجية نفطية لاستضافة الرئيس المخلوع عمر البشير.
ونقلت الطلب شخصية تتمتع بقبول واسع في الأوساط الاجتماعية بين تلك الدولة والسودان، وتم طرح الطلب الخليجي في دوائر رسمية ضيقة خلال الأسبوعين الأخيرين، وفقا لما نشرته صحيفة “مصادر” السودانية.
ونقل الطلب إلى قيادات عليا في السودان لم تفصح عن ردها المباشر على المقترح الخليجي، لكنها قبلت الاستماع إلى رأي الوسيط الذي ظل يساهم منذ سنوات في تقريب وجهات النظر بين البشير وعدد من قادة الدول الخليجية الذين تربطهم به صلات وثيقة ، بحسب الصحيفة.
وكانت صحف سودانية قالت إن البشير حاول الهرب إلى دولة عربية، فيما أشارت أخرى إلى أنه تم منع طائرته من الإقلاع من مطار الخرطوم، في أبريل/نيسان الماضي.
وذكرت مصادر مطلعة أن دولة خليجية “تتخذ مواقف وسطيه دائمة”، عرضت إرسال طائرة خاصة لنقل الرئيس البشير وعائلته إليها، مشيرة إلى أن الطائرة ظلت مرابطة في مطار الخرطوم ثم غادرت.
ووفقا لصحيفة “اليوم التالي” السودانية، فإن “إحدى دول الخليج تقدمت بعرض لاستضافة البشير على أراضيها، دون أن تكشف اسم هذه الدولة ومتى تقدمت بعرضها”.
وأضافت الصحيفة السودانية، أن “العرض يشمل الإقامة الدائمة للبشير وأفراد أسرته، مشيرة إلى أن الرئيس المعزول وافق على العرض، وتمت إحالته للمجلس العسكري الانتقالي للبت فيه”.
ومنذ 6 أبريل (نيسان) الماضي، يعتصم آلاف السودانيين، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم؛ للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول أخرى، بحسب محتجين.
وعزلت قيادة الجيش، عمر البشير، من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديدا بتردّي الأوضاع الاقتصادية.