السلايدر الرئيسيتحقيقات
الأردن بين فكي “كماشة” فيما يخص المشاركة بمؤتمر البحرين الاقتصادي ومصادر ترجح مشاركته بوزير المالية
رداد القلاب
ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ لم يقرر الأردن المشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي، الذي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية، حزيران المقبل، أو عدم المشاركة، كما أنه أي الأردن لم يتلق بعد دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي، وذلك وفق مسؤول أردني تحدث لـ “”.
ووفق مصدر أخر، وبنفس الإطار، فأن الحكومة تدرس المشاركة بمؤتمر المنامة الاقتصادي، وذلك من خلال مشاركة وزير المالية الاردنية، د. عزالدين كناكرية.
ويظهر أن الاردن الرسمي، في مأزق حقيقي، يتمثل بالمشاركة في المؤتمر الاقتصادي، الذي يعد أحد أذرع صفقة القرن المزمع الاعلان عنها امريكياً بعد عيد الفطر السعيد، والدخول في مواجهة شعبية، ترفض صفقة القرن وتقف مع لاءات العاهل الاردني التي أطلقها في وقت “لا للتوطين ولا للوطن البديل ولا بديل للوصاية الهاشمية في القدس”، وبين عدم وجود مساحات لإغضاب الجهات الامريكية الحليفة جداً للأردن.
وأعلنت واشنطن في 20 أيار/مايو الحالي عن مؤتمر اقتصادي سيعقد في العاصمة البحرينية المنامة خلال شهر حزيران المقبل، بمشاركة وزراء مالية عدة دول في الشرق الأوسط، وعدد من رجال الأعمال البارزين في المنطقة.
دعت الولايات المتحدة الامريكية في إلى عقد مؤتمر دولي في البحرين، حزيران/يونيو المقبل، تحت شعار “تشجيع الاستثمار بالأراضي الفلسطينية”، ضمن ما يبدو أنه أول ملامح صفقة القرن التي تعد واشنطن عدتها لإعلانها مباشرة بعد شهر رمضان.
ورفضت السلطة الفلسطينية دعوة واشنطن، المشاركة بالمؤتمر واعتبرت من يحضر من الفلسطينيين إلى المؤتمر متعاونا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأعلن وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية والعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، لـ “رويترز”: “لن يكون هناك مشاركون فلسطينيون في ورشة العمل بالمنامة، أي فلسطيني سيحضر المؤتمر لن يكون سوى متعاون مع الأمريكيين وإسرائيل”.
واتهمت الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي، إعلان الولايات المتحدة عن تنظيم “ورشة العمل” بعاصمة البحرين المنامة في حزيران المقبل للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية، بنقل الصراع من الإطار السياسي إلى الديني بغطاء اقتصادي”.
كما رفضت الفصائل الفلسطينية، وأبرزها حركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي، المؤتمر ودعت إلى عدم المشاركة فيه.
اما اسرائيل، الطرف الرئيسي بصفقة القرن، أعلنت على الفور المشاركة في مؤتمر البحرين، لتحقيق هدفين، الاول السير بإجراءات صفقة القرن كما هو مخطط لها امريكيا واسرائيليا وثانيا اعلان عن التطبيع العربي معها.
وأكد الناشط، الأردني عضو مقاومة جبهة مقاومة التطبيع، المهندس ميسرة ملص، في حال وجود تفكير لدى الحكومة بشأن المشاركة في مؤتمر البحرين تكون سوقت “مسرحية” عنوانها “رفض صفقة القرن”
وقال المهندس ملص على صفحته الرئيسية على “فيسبوك”: “إذا هنالك مجرد تفكير للأردن الرسمي بحضور قمة البحرين بكون كل ما سوقته علينا “الحكومة” برفضها لصفقة القرن مسرحيه”.
وعلق عدد من النشطاء على مشاركة ملص “الفيسبوكية”، بالتأكيد على عدم ثقتهم بالحكومة وان كل ما تقوم به “مسرحية” فقط.
بنفس السياق، وجه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وهو يرتدي “الزي العسكري”، في 27 اذار الماضي، رسالة تحذير شديدة لكل الاطراف في الداخل والخارج الذين يشككون بموقف بلاده من قضية القدس.
واستعمل الملك عبد الله، لأول مرة اللغة العسكرية وهو يتحدث عن التشكيك بموقف بلاده من ازمة القدس مستعينا بالجيش العربي المصطفوي وملوحا بان القوات المسلحة الاردنية ستتصدى لأي محاولة لإقامة وطن بديل او توطين في الاردن.
واعاد الملك الذي كان يتحدث آنذاك لعدد من كبار ضباط الجيش والاجهزة الامنية، التذكير بكلمة “كلا للتنازل عن القدس وكلا للوطن البديل وكلا للتوطين”.
وقال: ان وضعه كـ “هاشمي” لا يسمح له بالتنازل عن القدس قائلا ولأول مرة بان استمرار التشكيك بموقف بلاده من الامر لا يخدم إلا “العدو على الحدود”، دون تحديد هوية العدو.
ويجدد الملك موقفه من القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، في كافة اللقاءات، وهو الذي شكى من حملات ظالمة ومشككة بحق الاردن ومواقفة، إضافة إلى تتعرض المملكة لضغوط بشأن القدس لكن يؤكد على موقفة ودعم شعبه، وقال “لن أغير موقفي من القدس”.
وكأجراء داعم لمواقف الملك، قرر مجلس النواب الأردني: “الغاء اتفاقية الغاز مع اسرائيل بصرف النظر عن موقف المحكمة الدستورية الاردنية جراء ارسال الحكومة الاتفاقية إلى المحكمة لبيان مدى قانونية عرضها على المجلس من عدمه.
وفي خطوة غير مسبوقة حذر رئيس مجلس الاعيان، المعروف بمجلس الملك، فيصل الفايز، اطرافا لم يسمها من الايقاع بالأردن لأنه في حال شبت النار بالأردن سيحترق الجميع فيها بحسب ما نقل عن الفايز من تصريحات صحافية.
وانطلقت مسيرات تضامن وتأييد في كافة محافظات المملكة، لموقف الملك من رفض صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية والمقدسات.