تحقيقات

ناريندرا مودي من بائع شاي فقير الى زعيم قومي هندوسي قوي

ـ نيودلهي ـ شق ناريندرا مودي المعروف بذكائه وفطنته وحنكته، طريقه في الحياة ليتحول من صبي فقير يبيع الشاي في الشوارع إلى اكثر القادة الهنود شعبية وإثارة للانقسام والاستقطاب في البلاد.

كان مودي الذي أعلن حزبه حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) فوزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، يساعد والده في بيع الشاي عند محطة سكة حديد عندما كان صبيا قبل أن ينطلق في حياته السياسية مع القوميين.

وقد فرض نفسه في الهند البلد العملاق في جنوب آسيا الذي يضم 1,3 مليار نسمة بحسه السياسي العالي وشخصنته الكبيرة للسلطة، إلى درجة أن الانتخابات التشريعية نحولت إلى حد كبير إلى استفتاء على شخصه.

ولا يخجل مودي (68 عاما) من كشف ماضيه المتواضع بل يصور نفسه على أنه شخص صلب يحمي أمن الهند القومي والقيم الهندوسية ويؤكد أن الهند هي القوة الصاعدة في العالم.

وواجهت اصلاحاته الاقتصادية تشكيكا بينما لا تزال الشركات تشكو من الالغاء المفاجئ للأوراق المالية ذات القيمة العالية في 2016، الذي تم لمحاولة مواجهة اقتصاد السوق السوداء.

إلا أن قلائل يشككون في أن مودي هو المحرك لأجندة الهند القومية، فيما يواجه بخبرة عالية باكستان.

ويحظى مودي بشعبية هائلة بحيث بلغ عدد اتباعه على تويتر أكثر من 46 مليون شخص ما يجعله أحد أكثر قادة العالم متابعة.

بلحيته البيضاء المشذبة ومجموعته الواسعة من العمائم الملونة، يشعل مودي التجمعات الانتخابية بقصص عنه وكيف أنه “رجل بسيط” مقارنة براهول غاندي الذي يصفه بأنه الشخص المدلل ابن العائلة العريقة التي هيمنت على الهند منذ الاستقلال قبل سبعة عقود.

وقال في أحد تلك التجمعات “إنهم لا يحبونني لأنني من أصول متواضعة. كيف يمكن لحزب أن ينحدر إلى أكثر من ذلك المستوى؟”.

وأضاف “نعم، لقد أصبح شخص ينتمي إلى عائلة فقيرة رئيسا للوزراء. إنهم لا يستطيعون اخفاء امتعاضهم من هذا. نعم كنت أبيع الشاي، ولكنني لم أبع أمة”.

 سحر الجماهير 

تفيد مصادر أن مودي انضم إلى جماعة “راشتريا سوايامسيفاك سنغ” القومية في عامه الثامن، وترك منزل عائلته عندما كان مراهقا وتخلى عن زواج رتبته له عائلته ليصبح ناشطا في الجماعة.

وترقى مودي، المعروف بجده واجتهاده، في صفوف الجماعة وحزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الشريك ليصبح رئيس حكومة ولاية غوجارات مسقط رأسه، في 2001.

ونجح مودي في تعزيز اقتصاد غوجارات وتبنى قضايا قومية ما وفر له منصة انطلاق لقيادة “بهاراتا جاناتا” في انتخابات 2014 العامة. وسحر الجماهير بقصة حياته وحقق حزبه أكبر نصر في تاريخ الهند.

ولكن تاريخ مودي ليس خاليا من العيوب.

فبعد اشتعال النار في قطار يقل حجاجا هندوسا ومقتل نحو 60 شخصا في 2002، اندلعت أعمال شغب أدت إلى مقتل الف شخص معظمهم من المسلمين. وتم اتهام مودي بالتواطؤ في اشعال أعمال الشغب، إلا أن محكمتين لم تقوما بإدانته.

ويجد الصحافيون صعوبة في التعامل مع مودي الذي لم يعقد أي مؤتمر صحافي في ولايته الأولى. ويقول معارضون إن مقابلاته التلفزيونية النادرة يتم ترتيبها بشكل دقيق.

واعتاد راهول غاندي على انتقاد مودي منذ توليه السلطة.

 “لمسة نهرو” 

يقول غاندي “يعتقد مودي أنه لورد الهند مثلما كان يعتقد البريطانيون”. ويضيف “يمكنه أن يتجاهل المحكمة العليا، وابتزاز أي مبلغ من المال يرغب فيه من أي شركة، كما يمكنه تجاهل اللجنة الانتخابية”.

ويمكن مقارنة مودي برئيس الوزراء الهندي المؤسس جواهر لال نهرو في قدرته على الهيمنة على الحديث في أي نقاش، بحسب هارش بانت استاذ العلاقات الدولية في جامعة كنغز كوليدج فيلندن.

ويضيف “مودي يهيمن على الحديث بطريقة غير عادية ويتبعه الشباب بسبب تاريخه إذ يلمح لهم إلى أنه +اذا استطعت أنا أن أنجح، فأنتم تستطيعون كذلك+”. لديه لمسة نهرو”.

وتابع “هناك عادة جانب قوي في السياسة الهندية يناهض تولي الشخص للحكم لفترة طويلة، ولكن لا مؤشر الى أن الناس يبتعدون منه”.

إلا أن بانت وآخرين يقولون إن تأثير مودي الحقيقي لن ينكشف إلا إذا استطاع أن يضمن الحصول على ولاية ثانية كاملة في السلطة. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق