مال و أعمال

سلطات الطيران المدني فشلت في الاتفاق على موعد عودة بوينغ ماكس إلى الأجواء

ـ فورت وورث ـ فشلت الهيئات المنظمة للطيران المدني من مختلف أنحاء العالم في التوصل إلى قرار الخميس حول موعد عودة طائرة بوينغ 737 ماكس الرائدة إلى الأجواء والتي منعت من التحليق بعد حادثين كارثيين.

وقال دانيال إيلويل القائم بأعمال رئيس ادارة الطيران الفدرالية الأمريكية في ختام الاجتماع الذي استمر يوما واحداً في مدينة فورت وورث في ولاية تكساس إن الخطة الزمنية الوحيدة المتفق عليها هي “التأكد من أن الطائرة آمنة للطيران”.

وأضاف أن الجميع “متحمس لمواصلة الحوار”، لكنه أقر بأنه “يتعين على كل دولة اتخاذ قرارها بنفسها”.

وقال إيلويل “إذا قرروا إعادة تشغيل الطائرة في وقت قريب من إعادة تشغيلنا لها، أعتقد أن ذلك سيساعد في استعادة ثقة الرأي العام. لا يمكننا أن نتحرك وفق جدول زمني تعسفي”.

قبل حادثي تحطم 737 ماكس في إثيوبيا في آذار/مارس وفي إندونيسيا في تشرين الأول/أكتوبر اللذين أسفرا عن 346 قتيلاً، كانت الممارسة الشائعة هي أن يتبع منظمو الطيران المدني الإدارة التي تشرف على ترخيص الطائرة، وهي في هذه الحالة إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية.

وبدد إيلويل الأربعاء الأمل في التوصل إلى حل سريع بعد الكشف عن أن بوينغ أجلت عرض حل مقترح لمشكلة في إحدى البرمجيات للمراجعة النهائية بعد أن أثارت وكالته أسئلة إضافية.

وقالت بوينغ في بيان إنها ستحدد موعد التحليق التجريبي وتقديم وثائق التصديق النهائية ما إن تلبي طلب إدارة الطيران الفدرالية الحصول على بعض المعلومات.

ركز المحققون على برمجية عدم الانهيار التي زودت بها طائرة ماكس المزودة بمحركين أثقل على اعتبار أنها وراء الحادثين القاتلين.

وقالت بوينغ الأسبوع الماضي إن تحديث برمجية “نظام تعزيز خصائص المناورة لمنع الانهيار” MCAS بات جاهزاً لبدء إجراءات إصدار شهادة التصديق، في حين تأمل شركات الطيران الأمريكية في عودة الطائرات إلى الاجواء في الوقت المناسب خلال جزء من موسم السفر الصيفي.

لكن إيلويل قال إن العملية قد تستغرق شهراً أو شهرين أو حتى أكثر. وصرح لمحطة “سي إن بي سي” الخميس “يحدد كل ذلك نظير ما نجده في تحليلنا للتطبيق”.

بمجرد أن تقدم بوينغ جميع الوثائق، ستجري إدارة الطيران الفدرالية رحلة تجريبية وتحليلاً مفصلاً لتقييم سلامة البرمجية.

ورأى ريتشارد أبو العافية، محلل الطيران لدى مجموعة “تيل غروب” أن بوينغ تريد تجنب الاضطرار إلى تكرار العملية. وقال لوكالة فرانس برس “هناك الكثير على المحك من حيث الانطباع الأولي لدى منظمي الطيران في العالم”.

قالت شركات الطيران الأمريكية التي تشغل طائرة 737 ماكس، بما في ذلك خطوط أمرييكان إيرلاينز وساوث إيست ويونايتد إنها تأمل في أن تعود طائراتها للتحليق بحلول منتصف آب/أغسطس على أبعد تقدير.

نالت هذه القضية من سمعة إدارة الطيران المدنية الأمريكية التي وجهت إليها اتهامات بممالأة شركة الطيران العملاقة. ويبدو أن سلطات الطيران المدني في البلدان الأخرى أقل استعداداً الآن للاقتداء بها.

وقال ميشال ميرلوزو من معهد إير إنسايت ريسرتش إن المسؤولين الأمريكيين قد ينهون حظر طيران 737 ماكس في نهاية الصيف، على أن تقوم سلطات البلدان الأخرى بالخطوة نفسها بعد “عدة أشهر” من ذلك. وأضاف “نحن في طريقنا لعودة تشغيل الطائرات التي قد تستغرق بعض الوقت”.

 “مناقشة صريحة” 

وقال إيلويل إن المنظمين لم يتخذوا قراراً بعد بشأن التغييرات التي يجب إدخالها على أنظمة تدريب الطيارين بمجرد الموافقة على التعديلات.

تختلف الولايات المتحدة مع عدد من الدول حول هذه المسألة، بما في ذلك كندا. تعتقد واشنطن أن التدريب على أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية يكفي للطيارين المتمرسين لكن أوتاوا تريد أن يتم التدريب على أجهزة محاكاة الطيران.

وأكدت هيئة النقل الكندية إنها “تثق تماما” في إدارة الطيران الفدرالية وإجراءاتها، لكنها لم تستبعد احتمال أن يُطلب من طياري طائرات 737 ماكس تلقي التدريب على جهاز محاكاة.

وقال نيكولاس روبنسون المدير العام للطيران المدني لوسائل الإعلام الكندية إن التدريب “خيار ممكن” لكنه أضاف أنه من السابق لأوانه تقرير إن كان سيكون إلزامياً.

وأوضحت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران وكندا والبرازيل ودول أخرى إنها ستقوم بنفسها بالتحقق من التعديلات التي أدخلت على برمجية تثبيت الطائرة أثناء التحليق.

لكن لا يعرف ما ستفعله الصين التي كانت أول دولة تمنع 737 ماكس من التحليق بالنظر إلى التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.

قبل حوالي خمسين ممثلاً من 33 دولة دعوة إدارة الطيران الفدرالية لحضور مؤتمر المنظمين في تكساس. وقال إيلويل إن الاجتماع المغلق تخللته “أسئلة صريحة ومناقشة صريحة”، مضيفاً أن نظراءه طلبوا “توضيحات” حول الإجراءات الأمريكية.

ستستغرق استعادة ثقة المنظمين والرأي العام بعض الوقت، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجرتها شركة ساوث ويست وتظهر أن العديد من الركاب غير مستعدين بعد للصعود على متن طائرة من طراز 737 ماكس.

ويعبر الطيارون أيضا عن مخاوف. وقالت جمعية الطيارين الأوروبيين “يوروبيان كوكبيت اسوسييشن” الخميس في بيان إنه “قبل عودة بوينغ ماكس إلى الخدمة، نحتاج إلى إجابات وشفافية”.

وقالت الجمعية التي تمثل 38 ألف طيار من 36 دولة إنه “أمر مقلق للغاية” أن تفكر إدارة الطيران الفدرالية وبوينغ في إعادة الطائرة للتحليق دون الإجابة على “العديد من الأسئلة الصعبة التي تطرحها فلسفة تصميمها”.

وعدا عن سمعتها، تكبدت بوينغ جراء الأزمة تكلفة مالية كبيرة بالنظر إلى أن الطائرة مثلت 80 في المائة من طلبات الشركة المتراكمة حتى نهاية الشهر الماضي.

والشركة التي علّقت عمليات التسليم، تقبض عند التسليم وستضطر إلى تعويض شركات النقل الجوي عن الخسائر. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق