ـ تونس ـ من سناء محميدي ـ بعد تفكك حزب نداء تونس، وتصدعه نتيجة الانقسامات والاستقالات التي عصفت بحزب الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي، وفي محاولة لإنقاذ ما بقي من الحزب للمنافسة بالاستحقاقات الانتخابية المنتظرة في خريف هذا العام، افاد السبسي بإعلانه قريبا عن مبادرة وطنية لـ”لم شمل حزب نداء تونس”.
واكد السبسي في تصريحات لموقع “التونسيون” أن المبادرة ستكون استمرارية لنتائج المؤتمر الانتخابي الأخير، وذلك بهدف وضع حد للانقسامات والخلافات المتصاعدة بين قيادات الحزب في الآونة الأخيرة، مشددا ان هذه المبادرة لن تكون ضد أي طرف، وستكون من أجل طي الخلافات الجديدة والقديمة التي لحقت بالحزب، وفق تصريحه.
وأشار الى أن الأوضاع داخل نداء تونس، فرضت عليه قرار عدم الاكتفاء بدور المحايد، وانه سيعلن خلال الأيام القليلة القادمة، عن مبادرة وطنية لإعادة بناء النداء الموحد”، موضحا انه رغم تمسكه بكونه رئيسا لكافة التونسيين، وأنه لا يتدخل في شؤون الأحزاب، إلا أن ذلك لا يتناقض ومسؤوليته في وضع كل ثقله الآن وفي هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس، من أجل إعادة بناء نداء تونس، على حد وصفه.
واضاف السبسي في تصريحاته ان تونس اليوم في حاجة إلى مشهد سياسي وحزبي غير مختل، وإلى إعادة الثقة في الطبقة السياسية وفي الأحزاب السياسية خاصة، معتبرا ان حزب نداء تونس، رغم المشاكل والأزمات التي مر بها، ما زال قادرا على أن يقدم عرضا سياسيًا يقبل عليه التونسيون، وأنه انطلاقًا من هذه القناعة فإنه سيتحرك من أجل توحيد العائلة الندائية، وفق تعبيره.
وبشأن الأوضاع العامة في البلاد، وخاصة الأزمة الاقتصادية الصعبة، التي انعكست بصفة سلبية على أوضاع المواطنين من خلال تدهور المقدرة الشرائية، أكد السبسي، أن أصل الأزمة اليوم في تونس، هو سياسي بامتياز في المقام الأول، مرجعا هذه الاوضاع الصعبة الى لأزمة التي شهدها حزب نداء تونس، والتي القت بظلالها على المشهد السياسي، وعلى أداء الحكومة.
وشهد المؤتمر الانتخابي لحزب النداء والذي انعقد مؤخرا، معركة جديدة افرزت رئيسين مركزيين وصراح اجنحة داخل نفس الحزب، زب المذكور، في حين يتهم رئيس كتلة حزب” نداء تونس“في البرلمان، سفيان طوبال، حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي بـ “الانقلاب“على القيادة الجديدة للحزب، بينما يتهم حافظ قائد السبسي، في المقابل، سفيان طوبال بمحاولة الهيمنة على الحزب وشق صفوفه.