السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
الجزائر تنفي غيابها عن الأزمة الليبية بسبب “الحراك” وتؤكد تمسكها بالحل السياسي
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ جددت الجزائر تمسكها بـ “الحل السياسي” للأزمة الليبية، وألحت على ضرورة وقف القتال بين حكومة الوفاق الوطني وقوات اللواء خليفة حفتر ونفت أيضا غيابها أو تأخرها عن الأزمة الليبية بسبب التطورات الداخلية التي تشهدها منذ 22 فبراير الماضي.
وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف، في تصريح صحفي على هامش لقاء بين وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم ووزير الخارجية الليبي محمد الظاهر سيالة إن “الجزائر لا ترى بديلا عن الحل السياسي للأزمة في ليبيا”.
وقال الدبلوماسي الجزائري أنه “لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقبل الجزائر استمرار ليبيا في حالة عدم الاستقرار، التي تنجر عنها تداعيات خطيرة جدا على الأمن والسلم، ليس فقط على ليبيا وإنما على كافة دول الجوار”.
وأكد بن علي شريف أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج للجزائر “تندرج ضمن المشاورات الدائمة والمتواصلة مع الإخوة الليبيين، ومع كل الفاعلين على المستوى الدولي والجهوي، في محاولة لتجاوز الوضع الحالي في ليبيا”.
وفند على بن شريف “غياب” الجزائر أو تأخرها عن الأزمة الليبية بسبب “الحراك”، وقال إن “الجزائر حاضرة في المشهد الليبي وستواصل الجهود للوصول إلى حل يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته ويضمن أيضا الأمن والاستقرار في ليبيا وفي كافة المنطقة”.
وخلال استقباله فائز السراج أكد رئيس الدولة في الجزائر عبد القادر بن صالح، أن “الجزائر قلقة لما آلت إليه الأوضاع في ليبيا الدولة الشقيقة والجارة، جراء المواجهات الدائرة هناك وما ترتب عنها من خسائر بشرية ومادية، ناهيك عن العدد المعتبر للنازحين”.
وعبر بن صالح عن أسفه “لاستمرار الاقتتال رغم النداءات الملحة المختلفة لوقف الأعمال العدائية واستئناف الحوار كحل سياسي لا بديل له للأزمة الليبية”.
وأكد استمرار الجزائر في جهودها على الصعيد الدولي، “والتي ترمي إلى الإسراع في وقف الاقتتال واستمرار المسار السياسي بمشاركة كامل القوى الوطنية الليبية”، مشيرا إلى أن “استمرار هذا الوضع من شأنه أن يعمق الانقسامات ويزيد من الاحتقان السياسي الداخلي ويغذي التدخلات الخارجية بل يفاقمها”.
زيارة فائز السراج إلى الجزائر تندرج في إطار “جولة دبلوماسية” قام بها الأسابيع الماضية إلى أوروبا، وكذلك بعد الزيارة التي قام بها نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي بقيادة فايز السراج، أحمد معيتيق إلى الجزائر 20 أبريل / نيسان الماضي، حيث التقى رئيس الدولة الجزائرية المؤقت عبد القادر بن صالح ومسؤولين عسكريين وأمنيين.
واتهم معيتيق، في مؤتمر صحافي، أطرافاً لم يسمها “تحاول تحييد الجزائر عن المعارك التي تشهدها العاصمة طرابلس منذ شهر تقريبا”، وقال إن “بعض الدول التي كانت تعول على غياب الجزائر في هذه المرحلة وتعتقد أنَها منشغلة بما يجري داخليًا على نحو لا يسمح لها بالقيام بدور ديناميكي في ليبيا “.
وحصل نائب رئيس المجلس الليبي بقيادة فايز السراج خلال زيارته إلى الجزائر على ضمانات من رئيس الدولة المؤقت تؤكد حرص السلطات الجزائرية على تقديم دعمها الكامل لبناء دولة مدنية وديموقراطية في ليبيا، وحرصها على وحدة أراضيها، رغم الوضع الصعب والضغوطات الداخلية التي تمر بها مع استمرار الحراك الشعبي المطالب برحيل رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وعشية اللقاء الذي جمع السراج برئيس الدولة الجزائرية المؤقت عبد القادر بن صالح كشف مُفوضُ السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي أن ليبيا أضحت مسرحا لحرب بالوكالة بين فاعليين أجانب يدافعون عن مصالحهم الخاصة.
وأكد، عن طريق ندوة عبد الفيديو من أديس أبابا، أن “الوضع لا يزال معقدا لأن ليبيا أضحت تمثل أساسا معركة بالوكالة بين بعض الفاعليين الأجانب الذين يدافعون عن مصالحهم الوطنية عن طريق مفوضين محليين”.
وقال إن “هؤلاء الفاعلين الأجانب ساهموا في اغراق ليبيا بالأسلحة الأمر الذي ساهم في خلق أرضية خصبة لتطوير نشاط الجماعات الإرهابية”.
وحذر شرقي قائلا أن “هذه التداخلات زادت من تأزم الوضع غير المستقر أساسا في الميدان” موجها بالمناسبة نداء إلى مختلف الفاعلين من أجل الحرص على “صون مصالح الشعب الليبي والحفاظ على سيادته والوحدة الترابية لليبيا”.
كما أشار إلى أن المعارك في ليبيا قد أفضت إلى العديد من التحالفات بين المليشيات المسلحة والسلطتين المتنازعتين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي