السلايدر الرئيسيحقوق إنسان

طلبة الطب في المغرب يرفضون مقترحات الوزارة ويختارون تصعيد احتجاجاتهم

فاطمة الزهراء كريم الله

ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ قررت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب من خلال خوض أشكال احتجاجية تصعيدية بمقاطعة الدروس التي تدخل شهرها الثالث، وتنظيم احتجاجات محلية في مختلف الكليات اليوم الجمعة، فضلا عن مقاطعة التداريب الخاصة بطلبة السنة السابعة الداخليين بالمستشفيات الجهوية والإقليمية لمدة أسبوعين، في أفق مسيرة وطنية يوم الخميس 30 ماي بالعاصمة الرباط.

وفي بيان لهم، أوضح طلبة أن “هذا التصعيد يأتي بعد أن طرحت الوزارة مقترحات لا تجيب عن مطالب الطلبة الأطباء المشروعة، وتتبنى الضبابية في معظم صيغه، ودون إجراءات فعلية لما تم الاتفاق عليه”، مشيرين إلى أنهم “سجلوا رفضهم لمقترح وزارة الصحة، بنسبة بلغت 91 في المائة، على الصعيد الوطني”.

ورفض طلبة الطب مشروع الاتفاق الذي تقدمت به وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة من أجل إتمام السنة الجامعية الحالية واستدراك ما تبقى من الزمن الجامعي، بأغلبية ساحقة.

وعقد طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، مساء الأحد الماضي، جموعا عامة حاشدة في مختلف كليات الطب والصيدلة بالمغرب، انتهت بالتصويت بنعم لمواصلة المقاطعة ومقاطعة الامتحانات إلى حين تحقيق الحكومة كافة مطالبهم.

وصوت طلبة الطب للاستمرار في المقاطعة في مدينة وجدة بنسبة بلغت 96.4 في المائة، وفي طنجة بنسبة 88 في المائة، وفي الدار البيضاء بنسبة 98 في المائة بالنسبة لطلبة طب الأسنان، و92.8 في المائة بالنسبة لطلبة الصيدلة، و95.46 في المائة بالنسبة لطلبة الطب. وفي الرباط: طب الأسنان 85 في المائة والصيدلة 67 في المائة والطب 80 في المائة. وفي كلية الطب بفاس بلغت نسبة التصويت للمقاطعة 93.7 في المائة، وفي كلية الطب بمراكش 89.9 في المائة، وفي مراكش 98.9 في المائة.

تحذير من سنة بيضاء…

في سياق التصعيد الحاصل، حذّرت المنظمة الديمقراطية للشغل من “سنة بيضاء” في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، والتضحية بأبناء الشعب وحرمانهم من إتمام دراستهم، ودعت الحكومة إلى المعالجة الجدية والسريعة لملفهم المطلبي، والزيادة في أجور وتعويضات أساتذة التعليم العالي لتفادي هجرة الدمغة إلى القطاع الخاص أو للخارج.

وقالت في بيان لها، إن “احتجاجات الطلبة تأتي للوقوف أمام سعي الحكومة إلى تدمير كليات الطب العام، لفائدة القطاع الخاص وتشجعيه على حساب المدرسة والجامعة العموميتين، ورفضهم لمشروع القانون الإطار رقم 51.17 وخاصة المادتين 45 و48 الهادف إلى إلغاء المجانية بالتعليم العالي، عبر فرض رسوم التسجيل بها”.

وشددت النقابة، على ضرورة الإنصات إلى المطالب ذات الأولوية بالنسبة لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، من أجل الإسراع في المعالجة الجدية والمنصفة لهم، محملة كامل المسؤولية إلى حكومة الطبيب سعد الدين العثماني التي تواصل تجاهلها لقطاعه المهني، بنهجها لسياسات عمومية تستهدف الجامعة المغربية العمومية ومحاولة تدميرها وتفكيكها لفائدة الجامعات والمعاهد العليا الخاصة.

نداء الفرصة الأخيرة…

بعدما أعلنت التنسيقية التي تمثلهم عن رفض العرض الحكومي، الذي تقدمت به وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب وزارة الصحة، الأسبوع الماضي، بغية استدراك ما تبقى من الزمن الجامعي. دخلت هيئة التدريس في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على خط أزمة “أطباء الغد”.

ودعا أساتذة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، إلى “عقد اجتماع عاجل بين ممثلي الوزارتين وممثلي الطلبة، وذلك بحضور لجنة الوساطة”، مُطالبين بـ “بلورة اتفاق نهائي بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، والتنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان ومكتبي طلبة الصيدلة”.

وترى أنه فاديا لسنة بيضاء على الحكومة فتح حوار حقيقي مع الطلبة والأساتذة الجامعيين في أسرع وقت ممكن، من أجل المعالجة السريعة للملف والعودة إلى مواصلة الدراسة في جو سليم وبيئة علمية وبيداغوجية محفزة وناجعة، علاوة على ضرورة الزيادة في أجور وتعويضات الأساتذة الباحثين في الجامعات المغربية العمومية، للحد من هجرة الأدمغة إلى القطاع الخاص أو للخارج، وعدم الاستمرار في تكريس التعليم والتكوين الطبي والعالي بسرعتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق