العالم
مؤيدو بولسونارو في الشوارع احتجاجا على “السياسة القديمة” في البرازيل
ـ ريو دي جانيرو ـ تظاهر عشرات الآلاف من أنصار الرئيس البرازيلي اليميني القومي جايير بولسونارو الاحد، للمطالبة بانهاء “السياسة القديمة” التي يجسدها الكونغرس المتهم بعرقلة الاصلاحات الحكومية.
واتسمت التظاهرة التي نُظمت فيما تراجعت شعبية رئيس الدولة خلال أقل من خمسة أشهر من ولايته، لكنها أصغر بكثير من التظاهرات التي شارك فيها في 15 ايار/مايو أكثر من 1,5 مليون طالب ومدرس احتجاجا على التخفيضات الكبيرة للموازنة على الصعيد التربوي.
ويقول موقع “جي1” إن هذه التظاهرات المؤيدة لبولسونارو نُظمت في أكثر من خمسين مدينة في 12 من ولايات البرازيل ال 27. وفي منتصف أيار/مايو، حصلت تظاهرات في أكثر من 200 مدينة من جميع الولايات، من أجل قطاع التعليم.
واحتشد آلاف الاشخاص صباح الأحد على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو، ملوحين بالأعلام البرازيلية، وهم يرتدون القمصان الصفراء للمنتخب الوطني لكرة القدم.
وفي ساو باولو، كانوا أيضا بالآلاف في شارع باوليستا الشهير، بعد الظهر، حيث أقيمت دمية ضخمة بشكل جايير بولسونارو.
وفي برازيليا التي احتشد فيها حوالى ثلاثة آلاف متظاهر، مثلت دمية أخرى وزير العدل سيرجيو مورو، القاضي السابق المثير للجدل على صعيد مكافحة الفساد السابق، في زي سوبرمان.
“مناورات شيطانية”
فوق شاطئ كوباكابانا الطويل، كانت طائرة صغيرة تحلق فوق بحر هائج، وقد سحبت وراءها لافتة كتب عليها “ميتو ميتو ميتو” (أسطورة)، وهو الاسم المستعار الذي يطلقه على جايير بولسونارو، المعجبون به.
وقال المظلي السابق جيرالمير دوس سانتوس (50 عاما) الذي كان مع نحو عشرة من الرجال الخمسينيين ارتدوا اللباس العسكري ويعتمرون قبعات حمر، بضخ الماء إنه جاء “لدعم مشاريع الحكومة”.
واضاف أن “البرازيل لم تحرز تقدما منذ خمسة أشهر لأن رودريغو مايا (رئيس مجلس النواب)، بمناوراته الشيطانية، يعرقل كل شيء. يتعين عليهم (البرلمانيون) أن يفهموا أن البرازيل ليست لهم”.
ويزداد فتور البرلمان الذي يشغل فيه الحزب الرئاسي 10% فقط من المقاعد، للتصويت على إصلاح يعتبر المعاشات التقاعدية اساسية، حجر الزاوية في برنامج الرئيس، بالاضافة الى مشروع قانون لمكافحة الجريمة قدمه سيرجيو مورو.
وحض النواب ايضا بولسونارو على اعادة النظر في نسخته حول عدد كبير من الإصلاحات، خصوصا مرسوم يتعلق بحمل السلاح.
وقال أندريه سانتوس (35 عاما) الذي كان يتظاهر في ساو باولو، “يجب ألا نضيع الوقت، يجب أن نوافق على إصلاح نظام المعاشات التقاعدية. نريد أن نظهر دعمنا للحكومة، لأن في الكونغرس، ولسوء الحظ، يجرى كثير من الأمور غير الواضحة”.
وكان الرئيس بولسونارو الذي حضر في ريو دو جانيرو في نهاية هذا الأسبوع حفل زفاف أحد أبنائه، فكر في البداية في امكانية المشاركة في تظاهرة كوباكابانا، لكنه عدل عن ذلك في النهاية ونصح وزرائه بالامتناع هم ايضا.
لكنه لم يتوان الاحد عن تقاسم صور او اشرطة فيديو على تويتر تتعلق بالتظاهرات في عدد كبير من المدن البرازيلية.
وقال رئيس الدولة خلال مراسم إنجيلية في ريو دو جانيرو “هذه تظاهرة عفوية تحترم القانون والمؤسسات لتوجيه رسالة إلى الذين ما زالوا متمسكين بالممارسات القديمة”.
وكتب في تغريدة بعد ذلك ان “الغالبية العظمى من الناس نزلوا الى الشوارع في اطار من الشرعية والديمقراطية”.
“فلنساعد رئيسنا”
أقنع بعض المستشارين المقربين، الرئيس بألا يتوجه الى هذه التظاهرات، لأنهم يتخوفون من شعارات متطرفة جدا، على اثر دعوات وجهتها الجماعات المتطرفة على الشبكات الاجتماعية ل “إغلاق الكونغرس”.
وفي كوباكابانا، زُينت شاحنة بلافتة كتب عليها “التدخل العسكري الآن”، وتطالب الجيش بتولي السلطة كما حدث في 1964، عندما دشن انقلاب عقدين من الديكتاتورية. وهي فترة يشيد بها الكابتن السابق جايير بولسونارو باستمرار.
وكُتب على لافتة أخرى “الأحزاب السياسية في البرازيل هي فصائل إجرامية”، بينما انتقدت لافتة أخرى “ديدان وطفيليات السلطات الثلاث”.
وكانت لافتات أخرى أكثر واقعية، وتضمنت رسائل على غرار “دعونا نساعد رئيسنا لإعادة بناء البرازيل”.
وكُتب على لافتة تحملها فتاة سوداء في الخامسة من العمر “شكرا للبرازيليين الذين يناضلون من أجل مستقبلي”. (أ ف ب)