السلايدر الرئيسيتحقيقات

أشهر المشاحنات والصراعات في القمم العربية بين الزعماء… ابطالها القذافي وصدام والاسد ومبارك والملكان فيصل وعبدالله

سعيد سلامة

ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ شاهدت القمم العربية منذ تأسيسها عام 1945، عددا من الخناقات والمشاحنات كانت نهايتها، حينًا، رفض حضور قائد دولة عربية القمة، وفي حين آخر التراضي بوساطة دولة عضو أخرى، وما زالت الدول العربية تجتمع رغم الأزمات فيما بينها، فتعقد، اليوم الخميس، قمة عربية طارئة في مكة
واستعرضت وكالة “سبوتنيك” الروسية للانباء أبرز الشخصيات التي تشاجرت فيما بينها هي الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي والملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والرئيس السوري حافظ الأسد الراحل.

أول شجار بطله القذافي عام 1969 في المغرب

رأى معمر القذافي في القمة العربية الخامسة في المغرب كيف يقبل رئيس الديوان الملكي المغربي يد الملك، فقال القذافي: ما هذا؟ تقبيل أيادي؟ عدنا إلى عصر العبودية… لا… لا… هذا شيء مرفوض… مرفوض تماماً”.
كما كان القذافي لا يكترث للبروتوكولات، فخاطب الملك بعبارة: “يا حسن” ودخل في شجار مع الملك فيصل آل سعود، ووضع مسدسه على الطاولة، مما دفع الملك السعودي إلى أن يغادر محتجاً على “لغة المسدسات”، قبل أن يتدخل كل من الملك الراحل الحسن الثاني، رئيس المؤتمر، والرئيس جمال عبد الناصر لثنيه عن المغادرة.
ثم واصل القذافي مشاجراته بعد انتهاء الاجتماع، فعندما رأى وزير الداخلية المغربي الجنرال محمد أوفقير في القاعة بدأ يصيح: “اقبضوا على هذا الرجل، ما الذي جاء به معنا؟ هذا قاتل (في إشارة إلى اتهامه بقتل المعارض المغربي المهدي بن بركة)، مكانه السجن وليس هنا”.
واختتم القذافي مشاجراته في القمة، عندما أبدى الملك فيصل، ملك المملكة العربية السعودية، بعض الملاحظات، فقال له القذافي: “يا فيصل…”، فما كان من ملك السعودية إلا أن غادر قاعة المؤتمر بصفة نهائية، ومع هذا الحادث اضطر الحسن الثاني إلى رفع الجلسة لتهدئة النفوس”. وبالخلاصة لم تكتمل أعمال القمة بسبب كل هذه الأحداث.

صدام حسين وابن الرئيس التونسي

في القمة العربية التي انعقدت بتونس عام 1979، حدث واحد من أكثر المواقف إحراجًا، عندما وصل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إلى تونس، كان الحبيب، ابن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، في مقدمة مستقبليه، فأحاط به الحرس الشخصي لصدام وقيدوا حركته لكونه غير معروف بالنسبة لهم، وازداد الموقف سوءا بعد أن تدخل الأمن التونسي واشتبك مع الحرس العراقي، لتخليص ابن رئيسهم.

صدام حسين وحافظ الأسد

جرت مشادات عنيفة في مؤتمر القمة فاس في المغرب عام 1982 بين صدام حسين والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بسبب تأييد الأخير لإيران في الحرب مع العراق، فاتهم صدام الأسد بتدبير بعض العمليات الإرهابية والاغتيالات، وحاول الملك الأردني حسين الإصلاح بينهما، فعقد لقاء بينهما عام 1986، ثم تجدد الشجار عام 1989 في قمة المغرب ما أدى إلى رفض الأسد حضور القمة العربية في بغداد في مايو/أيار 1990.

صدام حسين والسعودية

رفض وزراء كل من مصر والمملكة العربية السعودية إدانة إسرائيل وأمريكا حتى لا يحدث تعارض مصالحهم مع أمريكا للخطر، في قمة بغداد عام 1990.
وقال صدام حسين المؤتمر بقوله: “يجدر بنا أن نعلن بوضوح أن إسرائيل إذا ما اعتدت وضربت فإننا سنضرب بقوه، وإذا ما استخدمت أسلحة دمار شامل ضد أمتنا سنستخدم ضدها ما نملك من أسلحة دمار شامل وأنه لا تنازل على تحرير فلسطين، ومن الحقائق التي أكدتها التجارب أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية رئيسية بل مسؤولية أولى في السياسات العدوانية والتوسعية التي يُمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والأمه العربية”.
ثم بدأ صدام في توجيه النقد للدول العربية الخليجية التي بحسب قوله: “تمارس نوعاً من الحرب الاقتصادية ضد العراق”، وذلك في إشارة مبطنة إلى كل من الكويت والإمارات اللتين كانتا في ذلك الوقت تقومان بتكثيف استخراج النفط غير عابئتين بانخفاض سعره، وتأثر العراق بذلك.
ولم تنته المشكلات الاقتصادية بين العراق والكويت ما أدى إلى اجتياح العراق للكويت بعد شهرين من القمة.

صدام بين مبارك والقذافي في قمة القاهرة

شاهدت القمة عام 1990 أجواء حادة بسبب غزو العراق للكويت، حيث طالب القذافي بعقد جلسة مغلقة لمناقشة البيان الختامي الذي يدين الاجتياح العراقي للكويت. رفض مبارك عقد تلك الجلسة بوصفه رئيس الاجتماع، بينما ألح القذافي على ضرورة انعقادها، وهذا ما دعا الرئيس المصري إلى طلب تصويت الأعضاء، فأتت النتيجة لمصلحته.

العراق والكويت

بعد غزو العراق للكويت وفي أحد القمم العربية في أواخر التسعينات، بالدوحة، هاجم ممثل العراق عزت إبراهيم الدوري، دولة الكويت، قائلاً: “كل يوم يخسر العراق بسبب التأمر الكويت مع الخونة والصهيونية” واصفا الوفد الكويتي “بالقردة”، مما تسبب اعتراض الوفد الكويتي عليه.

القذافي والملك عبدالله

اتفق القادة العرب في القمة العربية التي عقدت في مصر، عام 2003، على “الرفض المطلق” لضرب العراق وضرورة حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية و”تجنب الحرب” واستكمال تنفيذ العراق قرار الامم لمتحدة رقم 1441.
وسرعان ما هاجم القذافي ولي عهد السعودية وقتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بسبب سماح السعودية للقوات الأجنبية بدخول أراضيها لاحتلال العراق.
ورد عليه الملك بقوله: “المملكة السعودية مسلمة، ولا تتطاول على أسيادك”، وأضاف: “السعودية ليست عميلة للاستعمار أو القوات الأمريكية، من أنت كي تتحدث عن السعودية، لا تورط نفسك في أشياء لن يصدقها غيرك”، وتم بعدها قطع البث التلفزيوني خوفًا من أن يتطور الوضع إلى ما هو أبعد من ذلك.

كرر القذافي مهاجمته للملكة العربية السعودية، في القمة العربية عام 2009 في الدوحة، وصف القذافي ملك السعودية الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بـ”الهارب والخائف من المواجهة” مدعياً بأنه صنيعه بريطانيا وتحميه أمريكا.
وتابع القذافي: “أنت ست سنوات خائف من المواجهة… لماذا تخاف بعد ست سنوات فواجهني… أنت من صنعتك بريطانيا وتحميك أمريكا”.
وقال القذافي في كلمته: “أنا ملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين ولا يجب على أن أقدم تنازلات أكثر… إنني مستعد لزيارتك وأنت تأتي تزورني”. وفي نهاية القمة عقد الطرفان، اجتماع مصالحة برعاية قطرية.

القذافي “بكرا جاي الدور عليكم كلكم”
هاجم القذافي الرؤساء العرب، خلال كلمته أمام القمة العربية في دمشق عام 2008، بسبب عدم مطالبتهم بتحقيق في مقتل صدام حسين وياسر عرفات، قائلًا “بكرا الدور يجي عليكم كلكم”.

وتعقد في مكة، اليوم الخميس، القمة الخليجية الطارئة التي دعت لها السعودية لمواجهة التدخلات الإيرانية، تليها في نفس اليوم قمة عربية طارئة، لبحث الموقف العربي من الاعتداءات الإيرانية على سفن تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، يعقب القمتين في اليوم التالي مباشرة انعقاد قمة دول منظمة التعاون الإسلامي برئاسة السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق