بسام البدارين
يثيرني جدا “مهنيا” أن يتدفق الإعلام الامريكي ليتحدث لنا نحن معشر الاردنيين عن ما حصل في اللقاء مع الفتى الغر كوشنر ورفاقه الثلاثة فيما “يصمت جماعتنا” المعنيون دون تقديم اي رواية “رسمية” للرأي العام.
قياسا بالموقف التاريخي لجلالة الملك ادامه الله ..وبحساسية الموضوع… وبكلفة زيارة الغضيب كوشنر ينبغي ان تقدم “رواية ما للناس” حتى نتجنب جميعا دولة وحكومة وشعبا “مزالق التفاخر والمنافخة” والمبالغة والتهويل والتأويل أو منحنيات تقزيم موقفنا والتشكيك به وتقليص صلابته.
أين الرواية الرسمية للحدث ولما حصل؟..أين الناطق الرسمي؟..أين المستشارين ؟.
هذا الاداء المهني الارتجالي المرتجف الخائف ينبغي ان يتغير…الاستسلام للرواية الاسرائيلية والامريكية ينبغي ان يتوازن برواية “أردنية”.
فعلا معيب وبعد كل ما يحصل وما يقوله جلالة الملك الإفتقار لمن يتجرأ على التحدث مع الناس عن “الرؤية والموقف والتوقعات”.
شعبنا صلب ويقف خلف قيادته وحقه بالمعلومة لا لبس فيه والدولة عليها ان تصارحنا فنحن لا نتحدث عن مخزون العدس هنا ..عن مصير دولة وهوية وشعب ومفصل تاريخي.
الأردني “يصبر أكثر” عندما “يعرف أكثر” ومن العبث المقلق التحدث عن “تمتين الجبهة الداخلية” بدون وضع الناس بالصورة وتعبئتهم وفي الوقت الذي تسترسل فيه “الفلاتر” في غيبوبتها.
حجم العمل “الإعلامي” عن قصة”الورء” كان مبالغا جدا فيه ولا يستحق كل هذه التأملات والافتراءات والنقاشات.
ما حضر به كوشنر أهم وأخطر.
وإذا لم تتقدم “أدوات الادارة والاعلام” برواية محبوكة للأردنيين على المسئولين ان يمتنعوا لاحقا عن “إتهام اي اردني” بالتأثر بالرواية الاجنبية وبالتشكيك.
ثمة صناعة مجانية للتشكيك تتغذى على “قصور الافصاح” وحبك الرواية الفني الضعيف و”الصيام العبثي” في وقت “الأجندات”.
*المصدر صفحة الكاتب على موقع “فيسبوك”