شرق أوسط
دول منظمة التعاون الإسلامي تجتمع في مكة
ـ مكة المكرمة ـ تواصل السعودية الجمعة محاولة التعبئة الدبلوماسية ضد إيران خلال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، فيما اتهمتها طهران بزرع الانقسامات في المنطقة، بعد بيانين شديدي اللهجة ضد الجمهورية الإسلامية صدرا ليلا عن قمتين عربية وخليجية عقدتا في مكة.
وانعقدت ليل الخميس الجمعة قمّة طارئة لدول مجلس التعاون الخليجي في مكة، تلتها قمة طارئة لدول الجامعة العربيّة، بناء على دعوة من الرياض التي نجحت في حشد تأييد لها في نزاعها المفتوح مع إيران. وتستضيف مكّة مساء الجمعة القمة الـ14 لمنظّمة التعاون الإسلامي التي تضمّ 57 دولة بينها إيران. لكن لم يعرف ما إذا كانت ستكون هناك مشاركة إيرانية في القمة، وعلى أي مستوى.
وندّد قادة الدول العربية في البيان الختامي الذي صدر بعد اجتماعهم فجر اليوم ب”سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة” الذي “يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم تهديداً مباشراً وخطيراً”، وبتدّخل إيران في الشؤون الداخلية للدول، بحسب ما جاء في البيان.
وأكدوا على “تضامن وتكاتف الدول العربية في وجه التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية”، مطالبين “المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى”.
ودانوا “الأعمال التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من العبور بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة العربية السعودية وما قامت به من أعمال تخريبية طالت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة”.
وتأتي هذه القمم في خضم توترات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى خلفية “عمليات تخريب” تعرضت لها سفن قبالة سواحل الإمارات في 12 أيار/مايو، وضربات نفذها المتمردون الحوثيون اليمنيون بطائرات مسيرة على منشآت نفطية سعودية في 14 أيار/مايو.
وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكرية الى الخليج، لمواجهة “التهديدات الإيرانية”.
وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران بسرعة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان بدأ يفك العزلة الدولية عن إيران مقابل وقف أنشطتها النووية. لكن واشنطن عادت وفرضت عقوبات مشددة على طهران، وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على لائحتها للمنظمات الإرهابية. بينما أعلنت إيران تعليق تنفيذ بعض تعهداتها في الاتفاق النووي.
تأييد الاستراتيجية الأمريكية ضد إيران
وأعلنت القمة الخليجية التي شاركت فيها قطر على الرغم من النزاع بينها وبين السعودية، تأييدها “للاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران”.
وأكدت على “تعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية”.
كما شدد المجتمعون على ضرورة أن توقف إيران “دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية”، ودعوا “النظام الإيراني إلى التحلي بالحكمة والابتعاد عن الأعمال العدائية وزعزعة الأمن والاستقرار”. وطالبوا “المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين وأن يقوم باتخاذ إجراءات حازمة تجاه النظام الإيراني، وخطوات أكثر فاعلية وجدية لمنع حصول إيران على قدرات نووية، ووضع قيود أكثر صرامة على برنامج إيران للصواريخ البالستية”.
وتتهم السعودية وحلفاؤها، لا سيما الإمارات العربية ومصر والبحرين، إيران بتدريب وتمويل مجموعات مسلحة في اليمن (الحوثيون) والبحرين، والعراق، ولبنان وسوريا (حزب الله).
وكان الملك سلمان دعا أمام القمة العربية طالب “المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانيّة (…) من تهديدٍ للأمن والسلم الدوليّين، واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحدّ من نزعته التوسّعية”.
وردّت إيران الجمعة على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية عباس موسوي الذي قال إن السعودية “تواصل السير بنهج خاطئ في مسار إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية وفي المنطقة وهو ما يروم اليه الكيان الصهيوني”.
وأضاف “إننا نعتبر محاولات السعودية لتعبئة أصوات الدول الجارة والعربية بأنها تأتي استمرارا لمسيرة عقيمة تمضي فيها أمريكا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
واعترض العراق الذي يتلقى دعما إيرانيا ماليا وعسكريا، على بيان القمة العربية.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال تلاوة البيان الختامي “في حين أن العراق يعيد التأكيد على استنكاره لأي عمل من شأنه استهداف أمن المملكة وأمن أشقائنا في الخليج”، يسجل “اعتراضه على البيان الختامي في صياغته الحالية”.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح حذر خلال القمة من اندلاع حرب شاملة في المنطقة في ظل استمرار الأزمة مع إيران.
وشارك رئيس وزراء قطر الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني في القمتين. وزيارة رئيس الحكومة القطريّة هي الأولى لمسؤول قطري رفيع إلى السعوديّة منذ الأزمة التي اندلعت في الخليج عام 2017، إثر قرار الرياض قطع علاقاتها مع الدوحة، متهمة إياها بالتقرب من إيران وبدعم مجموعات متطرفة. (أ ف ب)