شرق أوسط
حشود مصلين في المسجد الاقصى واستشهاد فلسطينيين أحدهما طعن إسرائيليين
ـ القدس ـ أقدم فلسطيني الجمعة على طعن إسرائيليين بسكين فأصابهما بجروح قبل أن تطلق عليه الشرطة الإسرائيلية النار وترديه في القدس القديمة، فيما استشهد آخر برصاص جنود إسرائيليين خلال محاولته اجتياز الجدار الفاصل في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، بحسب الشرطة.
ويأتي ذلك في آخر يوم جمعة من شهر رمضان وهو أيضا ليلة القدر حيث أدى نحو 260 ألف فلسطيني الصلاة في المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة وسط انتشار امني كثيف للشرطة الاسرائيلية في شوارع القدس القديمة.
كما يصادف قبل يومين من مسيرة كبرى للإسرائيليين بمناسبة “يوم القدس” الذي يحتفلون فيه “بإعادة توحيد” المدينة التي احتلت الدولة العبرية شطرها الشرقي في حزيران/يونيو 1967.
وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن فلسطينيا في التاسعة عشرة جرح إسرائيليا أحدهما قرب باب العمود في الجانب الشرقي من البلدة القديمة، والآخر قرب باب الخليل في الجانب الآخر المقابل.
وقال لوكالة فرانس برس إن “وحدات الشرطة في المكان رصدت المعتدي مزودا بسكين وقام رجال الشرطة بإطلاق النار عليه وقتله”.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن “الارتباط المدني بلغ وزارة الصحة رسميا باستشهاد الشاب يوسف وجيه برصاص الاحتلال في مدينة القدس صباح اليوم وهو من عبوين قضاء رام الله”.
واشار روزنفيلد الى أن أحد الجريحين الإسرائيليين، وهو رجل في السابعة والأربعين في حالة خطيرة، وقال المستشفى الذي أدخل اليه إن حاله مستقرة، رغم أنه “يعاني من جروح بالغة” في كل أنحاء جسمه.
وشهدت القدس القديمة في السنوات الماضية هجمات عديدة نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فتى فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وأصدرت وزارة الصّحة بيانا أعلنت فيه “استشهاد الطفل عبد الله لؤي غيث (16عامًا) قرب بيت لحم، برصاصة أطلقها جنود الاحتلال، واخترقت قلبه ورئتيه”، مشيرة الى إصابة الشاب مؤمن أبو طبيش (21 عاما).
وأفادت وسائل إعلام أن الفتى كان واحدا من عشرات المواطنين الذين حاولوا تجاوز الجدار للوصول إلى المسجد الأقصى.
وقال روزنفيلد إن الجنود الاسرائيليين “أطلقوا النار على فلسطيني كان يحاول المرور عبر السياج الامني في منطقة بيت لحم”، من دون مزيد من التفاصيل.
ليلة القدر
ويفصل بيت لحم عن القدس ما تطلق عليه اسرائيل اسم “سياج أمني”، وتقول إنها شيدته لمنع هجمات مصدرها الضفة الغربية المحتلة. وبدأ بناؤه في أوج الانتفاضة الفلسطينية (2000-2005) وسيبلغ طوله عند الانتهاء منه 712 كلم.
ويصفه الفلسطينيون ب”جدار الفصل العنصري”، وهو مكون من أسلاك شائكة وخنادق وأسلاك كهربائية وجدران من الاسمنت المسلح يبلغ ارتفاعها تسعة أمتار.
ويقع 85 بالمئة من الجدار في أراضي الضفة الغربية المحتلة. وهو يعزل 9,4 بالمئة من الأراضي الفلسطينية، بحسب الأمم المتحدة.
من جهة اخرى قال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب لفرانس برس “شارك نحو260 ألف شخص في صلاة الاخيرة من شهر رمضان”.
وأضاف” كنا نتوقع اكثر ولا زلنا نتوقع ان يحيي الليلة ليلة القدر اعداد اكبر” قائلا “أتمنى أن يكون الوضع جيدا وتستطيع الناس الوصول لاحياء هذه الليلة”.
في باحات الاقصى، نشرت خيم للاسعاف من جميعة الهلال الاحمر وغيرها من الجمعيات مع ارتفاع درجات الحرارة كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وقالت جمعية الهلال إنها “عالجت أكثر من مئة شخص معظمهم مصابون بضربات شمس ونقلت عددا منهم الى المستشفى”.
وقامت الشرطة الاسرائيلية بإغلاق باب العمود، المدخل الرئيسي للمدينة القديمة لساعات، وخلا السوق من الناس بسبب الحواجز داخل البلدة وأبقت على إغلاق نحو 50 محلا في المنطقة. وقال تجار إن الشرطة طلبت منهم إبقاء محلاتهم مغلقة السبت أيضا.
وقال الصيدلي فهد السلايمة لفرانس برس “أخبروني بأن محلاتنا ستبقى مغلقة أيضا يوم غد السبت”.
وأضاف “أعتقد أن ما يفعلونه هو تحضير لتظاهرة يوم الأحد التي يقوم بها الإسرائيليون بالدخول الى البلدة القديمة والتظاهر فيها”.
وتتسبب هذه المسيرة بتوتر كل سنة.
وقال تاجر آخر فضل عدم الكشف عن اسمه “في كل عام يأتي شخص من خارج القدس ويفعل ما يريد في القدس وتقوم الشرطة بمعاقبة المقدسيين والتجار”.
وأضاف “ماذا يريدون منا؟ نحن لسنا حراسا للشرطة لتقوم الشرطة بإغلاق محلاتنا.. هذا حرام”.
وأضاف “التجارة راكدة في القدس طوال العام، وتنشط هذه الأيام قبيل العيد” مع إعطاء أذونات لعشرات آلاف الفلسطينيين بدخول القدس.
ويريد الفلسطينيون جعل القدس الشرقية عاصمة لدولة يتطلعون إلى إقامتها، بينما تعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها “موحدة وغير قابلة للتقسيم”. (أ ف ب)