السلايدر الرئيسيشرق أوسط
نصر الله يحذّر من خطر توطين اللاجئين في لبنان… والمقدح يتحدث عن تهجير الى سيناء… ومناورة للجيش في عين الحلوة
الياس مفرفح
ـ بيروت ـ من الياس مفرفح ـ خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة بمناسبة عيد “المقاومة والتحرير” وحديثه خلالها عن الملف الفلسطيني، حمل دلالة واضحة أن هناك إصراراً امريكياً على لبنان لتوطين اللاجئين الفلسطينيين والذي وصفه نصر الله بأنه “يقترب بسرعة”، وإذا ما قورن هذا الكلام مع كلام نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي “أن هناك طروحات بإعادة النازحين السوريين الى بلدهم مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”. فهذا يشير بوضوح الى ان لبنان دخل مرحلة عض الأصابع، وعليه إما الموافقة او الرفض، وتحمل تبعات كلا الخيارين.
حتى الآن فإن لبنان لم يتلق أي دعوة لحضور مؤتمر المنامة الذي ينظم في 24 و25 حزيران/يونيو المقبل، ويهدف للبحث في وضع خطة اقتصادية تكمّل الحل السياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وحتى في حال وُجهت دعوة للمشاركة في المؤتمر فإن لبنان سيعتذر انطلاقا من التوافق اللبناني على رفض التطبيع والتوطين.
نصر الله يمد يده للفلسطينيين في لبنان
دعا نصر الله لعقد لقاء عاجل بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان لـ”وضع خطة لمواجهة خطر التوطين الزاحف والقادم”، هذه الدعوة سرعان ما لاقت تجاوبا وترحيبا فلسطينيا، وأعلن السفير الفلسطيني في بيروت اشرف دبور تثمينه لدعوة نصر الله، كما أصدرت فصائل منظمة التحرير بياناً أعربت عن استعدادها لعقد اللقاء بشكل فوري وعاجل، والتعاون مع الجهات الرسمية اللبنانية، وفي المقابل رحب رأفت مرة رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس في منطقة الخارج بالدعوة معتبراً أنها جاءت في وقتها ودعا مرة الى ان يشمل الحوار ايضا منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم الاجتماعية والتعاون في تكريس الامن والاستقرار .
هذه الاستجابة الفلسطينية لدعوة نصر الله، ستساهم وبلا شك تجعل الحزب يتصدر مواجهة المشروع الأمريكي الذي يمر عبر البحرين، وسيجعل القرار الفلسطيني مرتهناً للقرار في الضاحية الجنوبية واستغل حسن نصر الله المنبر الإعلامي ليحرج الفصائل الفلسطينية لتنضوي في حوار تحت مظلته يكون حزبه فيه رأس الحربة، وان كانت حماس والجهاد الاسلامي تجلس أساسا في محور الحزب، فانه قد استطاع استقطاب حركة فتح وفصائل المنظمة الى طرفه.
المقدح: فلسطينيو لبنان الى سيناء
كشف اللواء منير المقدح عضو قيادة فتح في لبنان عن تسريبات اردنية فيما يتعلق بمصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشير الى ان المعلومات تؤكد “بأن غالبيتهم سينتقلون الى سيناء جنوب مصر لتصبح سيناء الدولة او الأرض البديلة لفلسطينيي الشتات في حين ستوطن المملكة الهاشمية 70% من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها.”
ما تحدث به المقدح يتساوق تماما مع مشروع قانون أعدّته “لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني” يهدف إلى “إدارة مخيّم نهر البارد وسائر مخيّمات اللاجئين في لبنان” وتحويل المخيمات الى أحياء شعبية خالية من السلاح تتبع لإدارة الدولة اللبنانية لكن بطريقة غير مباشرة عبر لجان شعبية فلسطينية لبنانية مشتركة، على ان يتم عرضه على مجلس النوّاب قريباً، وهو يُعنى “بتنظيم إدارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع الحفاظ على هويتهم الوطنية الفلسطينية، ومع تأكيد سيادة الدولة اللبنانية كدولة مضيفة على مخيم نهر البارد وسائر المخيمات التي يقيمون فيها، كما على دور “الأونروا” الأساسي بإغاثة اللاجئين وتشغيلهم حسب القرارات الدولية”، بحسب ما ورد في مادّته الأولى.
إلا ان المشروع يقتصر على نهر البارد وبعض المخيمات كالمية ومية ومار الياس والجليل، دون ذكر المخيمات الكبرى الأخرى كبرج البراجنة وعين الحلوة والرشيدية، والتي لا يزال مصيرها مجهولا، سواء ان كان سيتم الابقاء عليها وجعلها تابعة للإدارة المحلية، ام سيصار الى ترحيل سكانها الى خارج لبنان، سواء الى سيناء المصرية او غيرها ضمن الحلول المطروحة في صفقة القرن.
لكن الكلام عن تحويل المخيمات الى كيانات غير معزولة لبنانيا، أثار ارتياباً لدى بعض القوى ومنها “الرّابطة المارونية” التي وصفته بأنّه “حلقة نحو التوطين المقنّع”، قائلة إنّه “حلقة من السياسة التي اعتمدتها بعض حكومات ما بعد الطائف الهادفة إلى التّلاعب بديمغرافية لبنان عن طريق التّوطين المقنّع، والتّهجير، والهجرة وعدم معالجة أسبابها”. وأشارت الرابطة في بيان إلى أنّ “الاقتراح يأتي بالتزامن مع الحديث عن “صفقة القرن” التي يسعى إلى فرضها ترامب ومن بنودها الرئيسية إسقاط حقّ العودة للفلسطينيين وتراجع الحديث في الأوساط العربية عن هذا الحقّ”.
مناورة في محيط عين الحلوة
وان كان الحديث عن مصير مجهول لعين الحلوة فإن التحضيرات للسيناريوهات الأسوء لا تزال مستمرة فقد شهد محيط المخيم مناورة هي الأولى من نوعها نفذها الصليب الأحمر اللبناني بالتنسيق مع قيادة الجيش وبمشاركة أمانة سر لجنة ادارة الكوارث والازمات في محافظة الجنوب، وهي مناورة تحاكي ميدانيا سيناريو فرضية وقوع حدث أمني عند أسوار مخيم عين الحلوة.
وقد أشارت المعلومات ان المنشأة التي تم اختيارها لتنفيذ المناورة فيها فهي مدرسة عين الحلوة الابتدائية الرسمية الواقعة بمحاذاة منطقة حي الطوارئ في منطقة تعمير عين الحلوة المتداخلة مع المخيم حيث كانت المهمة المفترضة كيفية التعاطي مع اي حدث أمني ضخم منذ اللحظة الأولى لوقوعه واخلاء تلامذة المدرسة عبر ممرات آمنة الى خارج المنطقة وقد شملت المناورة الدخول الى سرداب تحت الأرض كان يستخدم في الماضي كمنفذ بين منطقتي حي الطوارئ والتعمير لكن تم اقفاله في فترة سابقة من قبل الجيش اللبناني لدواع أمنية.