يبدو أن الحكومة الأردنية ترى أنه من المبكر الرد بشأن المشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي، الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية، من عدمها، بسبب مدة الشهر التي تفصلنا عن بدء المؤتمر الشهر المقبل”.
وكانت الولايات المتحدة، دعت في 20 مايو الجاري، إلى عقد مؤتمر دولي في البحرين، يونيو المقبل، تحت شعار “تشجيع الاستثمار بالأراضي الفلسطينية”، ضمن ما يبدو أنه أول ملامح صفقة القرن التي تعد واشنطن عدتها لإعلانها مباشرة بعد شهر رمضان.
عمّان وفي سياق رفضها الذي أعلنته مرارا وتكرارا وعلى لسان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لصفقة القرن اخذت مؤخراً تتحرك في فضاء يبتعد أكثر عن المحور السعودي – الإماراتي عبر التركيز على بعد استراتيجي جديد في العلاقة مع العراق، وتمكين العلاقات مع الكويت وقطر وتركيا بصورة مكثفة، وكذلك الاهتمام بالعلاقة مع لبنان.
وكثيرا ما أبدت عمّان انزعاجها من مغامرات دول في المنطقة العربية فيما يتعلق بقضية الوصاية الهاشمية على القدس والتعامل مع القضية الفلسطينية، حيث تمارس عليه ضغوطاً اقتصادية وابتزازاً سياسياً تجاه عمّان على حساب مصلحة القدس والشعب الفلسطيني.
كما أكدت عمّان ، مرارا، على ضرورة معالجة قضايا المنطقة ضمن ظروف سياسية ملائمة لتحقيق الازدهار الاقتصادي.
الأردن الذي تابع الدعوة الأمريكية لعقد ورشة عمل حول الأوضاع الاستثمارية والاقتصادية في المنطقة، المزمع عقدها في المنامة الشهر المقبل، يدرك إن هناك تحديات اقتصادية واستثمارية جمّة يرتبط بعضها بمشكلات هيكلية في البنية الاقتصادية والمؤسسية والظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية.
لذلك فهي ترى ان المعالجة الناجعة للتحديات تتطلب صدق النوايا وتكاتف الجهود من اللاعبين الإقليميين والدوليين، وأن تتوفر الظروف السياسية الملائمة لتحقيق الازدهار الاقتصادي.
وفي هذا السياق ترى أن ذلك يكون وفق إطار يرتضيه الشعب الفلسطيني، يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة ذات سيادة كاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى حق العودة للاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
ويواجه المؤتمر رفضاً واسعاً من قبل الشارع الأردني، رغم توجيه الولايات المتحدة الدعوات للاردن لحضور المؤتمر.
ويطالب الأردنيون حكومتهم بعدم المشاركة في المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في العاصمة البحرينية المنامة، ضمن الترويج لـصفقة القرن.
واعتبروا إن الورشة الاقتصادية ستكون باكورة خطط الانقضاض على القضية المركزية للأمة، وباباً واسعاً للتطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني، الذي لم يتوقف يوماً عن قتل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم وأسر شبابهم”.
ويرى الأردنيون أن صفقة القرن، وورشتها الاقتصادية، تأتي ترجمة لمواقف رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، التي كان يروج لها منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ووجد في الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضالته ومنفذ رغباته”.
واليوم وفي ظل لاءات الملك عبدالله الثاني الثلاث، والتي أعلن عنها مؤخراً وهي لا تنازل عن القدس ولا للوطن البديل ولا للتوطين، هل ينجر الأردن الذي لا يزال موقفه صلبا تجاه صفقة القرن، للمشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية التي ستكون الخطوة الأولى من خطوات صفقة القرن.
*نضال العضايلة
*كاتب صحفي وباحث أردني