شرق أوسط
مقاتلون معارضون يتخلون عن سلاحهم الثقيل قرب إدلب ويبقون على استنفارهم
– على أحد خطوط الجبهة الأمامية مع الجيش السوري، الواقعة ضمن المنطقة العازلة المرتقبة في إدلب ومحيطها، يبقي مقاتلون معارضون على استنفارهم داخل أنفاق وتحصينات رغم تخليهم عن السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق الروسي التركي.
بلباس عسكري ترابي اللون وجعبة مدججة، يجول قيادي في الجبهة الوطنية للتحرير، ائتلاف فصائل معارضة تنشط في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، على المقاتلين الذين توزعوا داخل خنادق ومواقع عدة على تل العيس الاستراتيجي في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
ورغم أن بضعة كيلومترات فقط تفصل بين نقاط الفصائل المسلحة والجيش السوري، الا أن حالة من الهدوء تسود على هذه الجبهة التي تشكل جزءاً من المنطقة المنزوعة السلاح، بموجب اتفاق توصلت اليه روسيا وتركيا الشهر الماضي، جنّب إدلب ومحيطها هجوماً واسعاً لوحت به دمشق طيلة أسابيع.
وبموجب الاتفاق، على كافة الفصائل المسلحة أن تسحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة التي يتراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً في مهلة أقصاها العاشر من الشهر الحالي، وتشمل أطراف محافظة إدلب وريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.
كما يجدر على الفصائل الارهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، والتي تسيطر على ثلثي المنطقة العازلة المرتقبة، الانسحاب منها بشكل كامل بحلول الـ15 من الشهر الحالي. ولم تحدد الهيئة موقفها بعد من الاتفاق.
وأكدت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير بدورها قبل يومين بدئها سحب السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق.
من موقعهم على تل العيس الذي يتوسطه عامود ارسال ضخم وغرف بعضها مدمر، يؤكد المقاتلون المعارضون أن عملية سحب السلاح الثقيل مستمرة حتى يوم الأربعاء، لكن ذلك لا يعني تخليهم عن الاستنفار والجاهزية للتصدي لأي هجوم محتمل.
تحصين وتدشيم
ويقول القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير أبو وليد لفرانس برس “حسب الخطة الزمنية المتفق عليها بدأنا في سحب السلاح الثقيل والعملية مستمرة حتى العاشر من الشهر الحالي”.
ويوضح أن “عملية سحب السلاح الثقيل لن تؤثر على نقاط الرباط، والإخوة مستمرون في عمليات التحصين والتدشيم والتعليمات لنا اننا سنبقى في هذه المناطق ولن نتراجع حتى آخر نقطة دماء”.
على بعد أمتار منه، يدخل مقاتل يرتدي جعبته ويحمل سلاح كلاشينكوف الى داخل خندق تحيط به أكياس رمل من الجهتين. يستقر في مكانه ثم يتفقد سلاحه. وفي نقاط قريبة، يختبئ مسلحون في حالة من الجاهزية خلف تحصينات تطل على بلدة الحاضر وسهولها المنكشفة أمامهم.
وتسيطر قوات النظام على بلدة الحاضر الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من بلدة العيس، التي تسيطر هيئة تحرير الشام عليها فيما تنتشر فصائل أخرى تابعة للجبهة الوطنية للتحرير على مواقع عدة على خطوط الجبهة.
ويفصل بين البلدتين معبر تجاري، تمكن مراسل فرانس برس من رصد حركة نشطة عليه لسيارات وشاحنات بالاتجاهين.
وتراهن الفصائل المعارضة، التي تخشى أن يكون تنفيذ الاتفاق مقدمة لعودة قوات النظام الى مناطق سيطرتها، على الضامن التركي لحمايتها، خصوصاً بعد اعلان دمشق أن الاتفاق خطوة لـ”تحرير إدلب”.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريح الأحد إن اتفاق إدلب “اجراء مؤقت”، مجدداً عزم قواته على استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية.
ويؤكد أبو وليد أن “دخول القوات التركية الى النقاط المعروفة لدى الجميع تتعزز يوماً بعد يوماً”، لافتاً الى وصول “جنود ودبابات وسلاح ثقيل الى الإخوة الأتراك”.
وترسل تركيا الراعية لاتفاق إدلب منذ أسابيع، قوات عسكرية وآليات الى نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب ومحيطها، والموجودة أساساً في المنطقة بموجب اتفاق خفض التصعيد.
وتقع على تركيا مهمة الاشراف على تنفيذ الاتفاق من جهة الفصائل، التي ستتخلى عملياً عن سلاحها الثقيل على خطوط الدفاع مع قوات النظام. ويتوقع محللون أن تنشر تركيا تعزيزات ثقيلة لتكون بمثابة “خط الدفاع الأول” عن مناطق سيطرة الفصائل المعارضة. (أ ف ب)