أقلام مختارة

حياة المريض (مش بعزأة)

مشعل السديري

مشعل السديري

وصلت إليّ على (الواتساب) هذه الرسالة من الدكتور وحيد عبد الصمد، ولأهميتها آثرت تلبية طلبه بنشرها وإفساح المجال لها في هذا العمود، لتصل إلى أكبر عدد من الأطباء… يقول فيها:
خيانة أن يبيع الطبيب مريضه لشركات الأدوية، التي تمنحه مالاً أو هدايا أو حضور مؤتمرات، مقابل أن يكتب الدواء الذي تنتجه هذه الشركات.
ومن الخيانة أيضاً أن يبيع الطبيب مريضه لمختبرات التحاليل الأغلى تكلفة مقابل (عمولة)، ومن الخيانة كذلك أن يجري الطبيب أو الطبيبة عملية قيصرية لا تحتاجها الحامل من أجل المال وقد يكون بالإمكان توليدها طبيعياً… من الخيانة أن يوقف الطبيب إجراء عمليات جراحية بالمستشفى العام لينفرد بإجرائها في المستشفيات الخاصة ويضع تسعيرات خيالية تقصم ظهر أهل المريض.
من الخيانة أن يطلب الطبيب وضع المولود في حضّانة وهو يعلم أن لا حاجة لذلك؛ كله فقط من أجل المال. من الخيانة أن يذهب سائق الإسعاف الذي يناط به إغاثة الملهوف بالمريض إلى المستشفى الذي يعطيه نسبة مقابل كل مريض.
ومن الجشع والخيانة أن يتم استنزاف أموال المريض في مستشفى لا يوجد لديه الإمكانات والتخصصات لمثل هذه الحالة، وفي الأخير يقال له: نحن آسفون، الحالة خطيرة ولازم تنقلها إلى مستشفى مختص رغم علمهم بذلك منذ البداية. ومن الخيانة والجشع أن يتم تأجير سيارة الإسعاف بمبالغ باهظة وخيالية لنقل الحالات التي تستدعي التحويل إلى مكان آخر.
ويمضي الدكتور متسائلاً: هل ندرس الطب لنرتقي به ونخدم المرضى أم لنمتطي به ظهور البشر؟ الطب يا سادة رسالة سامية ومهنة إنسانية لها ضوابط وميثاق شرف غير مكتوب يحمله الأطباء في قلوبهم وليس في جيوبهم. تحية للأطباء الشرفاء أصحاب الضمائر الحية أينما كانوا – ولا نستطيع إيفاءهم حقهم من الشكر والثناء، ولكن أجرهم عند ربهم أكبر وأعظم من كل أموال الكون.
الضمير هو السلطة الرقابية العظمى، فراجع ضميرك أيها الطبيب لأنه مفتاح قبول الأعمال الصالحة عند رب العالمين – انتهت رسالة الدكتور وحيد عبد الصمد.
وأنا بدوري أقول لكل طبيب: تذكر ذلك المثل القائل: كل شيء العب به إلا رأس أبيك، بمعنى: كل شيء من الممكن أن تلعب به إلا حياة المريض. وإنني أهيب بمعالي وزير الصحة؛ وهو الرجل النزيه، أن يقرأ كلام الدكتور وحيد، وأن يضرب بيد من حديد على كل متلاعب؛ إذا تطلب الأمر، فحياة المريض مثلما يقول إخواننا أهل مصر بلهجتهم الدارجة: «مش بعزأة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق