مشعل السديري
طور سلاح البحرية الأميركي برنامجاً غريباً، يسمى: (بليس رايدر) – أي الغازي -، وذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن هذا البرنامج خاص بنظام (أندرويد) وقد تأكدت فعاليته بعد إثبات قدرته على سرقة معلومات مالية شخصية والتنصت على مكالمات هاتفية، بل وحتى سرقة معلومات من جهاز حاسوب مجاور.
وألعن من ذلك كله بمراحل، أن ذلك الغازي يستطيع أن يغزوك لا في عقر دارك فقط، ولكن حتى وأنت في عقر فراشك – إن صح التعبير- بمعنى أنه يقوم بإنتاج صور ثلاثية الأبعاد عن أي مكان يوجد فيه الهاتف الجوال المزود بهذا البرنامج، أي أنه يستطيع تسجيل تفاصيل الحياة الحميمية لأي شخص كان وذلك بواسطة عدسة الجوال والمجسات الأخرى.
بمعنى آخر صادم: أنه لن تكون هناك بعد اليوم حميميّة خاصة، وإنما كل الحميميات البشرية في غرف النوم متاحة وسوف تصبح حميميات عامة للقاصي والداني، (واللي ما يشتري يتفرج).
ورغم حبي وتعلقّي بالدنيا، إلاّ أنني أتمنى أن أغادرها على عجل مستوراً، قبل أن يطرح هذا (الغازي) في الأسواق، (ويقع الفاس بالراس).
***
عندما عاد القاضي الأميركي السابق فرانك بيكارد من رحلة قام بها إلى باريس، قال لأحد أصدقائه: كانت رحلة رائعة. إن باريس مكان عظيم، ولكني كنت أود لو أنني قمت بالرحلة منذ 20 عاماً، فسأله الصديق: تعني عندما كانت باريس، باريس حقاً؟!
فهز القاضي بيكارد رأسه وقال: كلا، أعني عندما كان بيكارد، بيكارد حقاً – انتهى.
سبحان الله، وكأن التاريخ يعيد نفسه بتوارد الخواطر، لأن هذا ما ذكره لي بالضبط صديق عائد لتوه من بلد عربي شقيق – له شنّة ورنّة – وما علينا إلاّ أن نشيل اسم بيكارد، ونضع بدلاً منه اسم الدوسري.
ورحم الله الشاعر الشعبي عبد الله اللويحان، عندما ذهب إلى مصر في أوائل الأربعينات من القرن الماضي، وانبهر مما شاهده، فما كان منه إلاّ أن يكتب وصيته ببيت الشعر هذا:
إن مت بشارع فؤاد ادفنوني
ياطا على قبري بناتٍ مزايين
ومات رحمه الله، دون أن يلتفت أحد لوصيته، ناهيكم عن تنفيذها.
***
السر عند المرأة هو: إما سر تافه لا داعي لكتمانه، أو سر خطير لا تستطيع كتمانه.
هذا القول أو هذه الحكمة البليغة ليست هي من (عندياتي)، ولكنني سمعتها بطرف أذني المتحركة بكل الاتجاهات، وذلك عندما كنت – الله لا يعاقبني – أسترق السمع على إحداهن وهي جالسة مع صديقاتها.
ولم يكذب من أكد: أن أصدق القول ما قالت (حذام).
وألعن من ذلك كله بمراحل، أن ذلك الغازي يستطيع أن يغزوك لا في عقر دارك فقط، ولكن حتى وأنت في عقر فراشك – إن صح التعبير- بمعنى أنه يقوم بإنتاج صور ثلاثية الأبعاد عن أي مكان يوجد فيه الهاتف الجوال المزود بهذا البرنامج، أي أنه يستطيع تسجيل تفاصيل الحياة الحميمية لأي شخص كان وذلك بواسطة عدسة الجوال والمجسات الأخرى.
بمعنى آخر صادم: أنه لن تكون هناك بعد اليوم حميميّة خاصة، وإنما كل الحميميات البشرية في غرف النوم متاحة وسوف تصبح حميميات عامة للقاصي والداني، (واللي ما يشتري يتفرج).
ورغم حبي وتعلقّي بالدنيا، إلاّ أنني أتمنى أن أغادرها على عجل مستوراً، قبل أن يطرح هذا (الغازي) في الأسواق، (ويقع الفاس بالراس).
***
عندما عاد القاضي الأميركي السابق فرانك بيكارد من رحلة قام بها إلى باريس، قال لأحد أصدقائه: كانت رحلة رائعة. إن باريس مكان عظيم، ولكني كنت أود لو أنني قمت بالرحلة منذ 20 عاماً، فسأله الصديق: تعني عندما كانت باريس، باريس حقاً؟!
فهز القاضي بيكارد رأسه وقال: كلا، أعني عندما كان بيكارد، بيكارد حقاً – انتهى.
سبحان الله، وكأن التاريخ يعيد نفسه بتوارد الخواطر، لأن هذا ما ذكره لي بالضبط صديق عائد لتوه من بلد عربي شقيق – له شنّة ورنّة – وما علينا إلاّ أن نشيل اسم بيكارد، ونضع بدلاً منه اسم الدوسري.
ورحم الله الشاعر الشعبي عبد الله اللويحان، عندما ذهب إلى مصر في أوائل الأربعينات من القرن الماضي، وانبهر مما شاهده، فما كان منه إلاّ أن يكتب وصيته ببيت الشعر هذا:
إن مت بشارع فؤاد ادفنوني
ياطا على قبري بناتٍ مزايين
ومات رحمه الله، دون أن يلتفت أحد لوصيته، ناهيكم عن تنفيذها.
***
السر عند المرأة هو: إما سر تافه لا داعي لكتمانه، أو سر خطير لا تستطيع كتمانه.
هذا القول أو هذه الحكمة البليغة ليست هي من (عندياتي)، ولكنني سمعتها بطرف أذني المتحركة بكل الاتجاهات، وذلك عندما كنت – الله لا يعاقبني – أسترق السمع على إحداهن وهي جالسة مع صديقاتها.
ولم يكذب من أكد: أن أصدق القول ما قالت (حذام).