جهاد الخازن
رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد اشتيه تكلم باسم الفلسطينيين جميعاً، وهو يقول إن شعب فلسطين يواجه انهياراً كبيراً وإسرائيل تريد ضم الضفة الغربية، كما أنها لا تعطي السلطة الفلسطينية حقها من أموال الضرائب.
السيد اشتيه قال إنه «إذا وصلت السلطة الوطنية إلى هذا الموقع فهي قد تمنح رجال الشرطة فيها إجازة»، ما يعني تهديد أمن إسرائيل التي تعتمد على عمل الشرطة الفلسطينية في الضفة.
رئيس الوزراء هاجم أيضاً إدارة ترامب، وقال إنها تحاول ابتزاز الفلسطينيين، بعقد مؤتمر اقتصادي قاطعته السلطة الوطنية ورجال الأعمال الفلسطينيون.
السيد اشتيه عمره ٦١ عاماً، وهو الثاني في السلطة بعد الرئيس محمود عباس، وهذا في الثمانينات من العمر ويواجه مشاكل صحية. رئيس الوزراء يواجه مشاكل مالية أكبر من قدرة السلطة الوطنية. في شباط (فبراير) الماضي إسرائيل بدأت تخصم ١٣٨ مليون دولار من حوالى 2.5 بليون دولار هي حق السلطة من الضرائب والرسوم التي تجمعها وتنقلها إلى الفلسطينيين.
الخصم الإسرائيلي من فلوس السلطة يساوي الدعم الذي تقوم به السلطة للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل ولعائلات الشهداء من الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل وتركت أسرهم من دون أي مُعين.
إسرائيل والولايات المتحدة تعتقدان أن الدفع لأسر الشهداء حافز على «الإرهاب»، أو ما نسميه نحن المقاومة. السلطة تقول إن كثيرين من الفلسطينيين في سجون إسرائيل لم يمارسوا أي عنف ولم يتلقوا محاكمات عادلة.
السلطة ترفض موقف إسرائيل من الدخل الذي تجمعه للسلطة الوطنية. والرئيس عباس رفض قبول أي مال من إسرائيل أخيراً، ووضع شعبه في احتمال مواجهة مسلحة مع إسرائيل إذا لم تغير موقفها. السلطة خفضت مرتبات ألوف الموظفين في الضفة ورجال الشرطة، وأصبحت تدفع للواحد من هؤلاء حوالى ٥٠ في المئة من مرتبه.
رأي السيد اشتيه وكثيرين في القيادة الفلسطينية أن إسرائيل تريد انهيار السلطة الوطنية، غير أن انهيارها سيطلق يد رجال المقاومة، من الضفة أو من حماس وغيرها، وهذا يعني أيضاً سقوط التعاون بين قوات الأمن الإسرائيلية ورجال الأمن الفلسطينيين في مواجهة أي «إرهاب» ضد إسرائيل.
مع ما سبق، قرأت مقالاً كتبه أرون ديفيد ميلر، وهو يهودي أميركي طالب سلام عمل في وزارة الخارجية الأميركية حوالى عقدين لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. رأيه المكتوب خلاصته أن «صفقة القرن» التي طلع بها الرئيس ترامب ستلقى الفشل ككل صفقة قبلها، وأن مصيرها لن يكون أفضل وعمليات سلام سابقة باءت كلها بالفشل.
طبعاً إسرائيل مقبلة على انتخابات جديدة للكنيست في ١٧ أيلول (سبتمبر) المقبل، فقد صوّت أعضاء الكنيست إلى إجرائها بعد فشل الإرهابي بنيامين نتانياهو في جمع ٦١ صوتاً لتأييد حكومة جديدة لأقصى اليمين بقيادته. أعتقد شخصياً أن نتانياهو يستحق محاكمة أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي لا قيادة إسرائيل، ولعلنا نراه في قفص الاتهام في يوم قريب.