شرق أوسط

محافظة إدلب آخر معاقل الفصائل الإرهابية في سوريا

– تُعد محافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا، آخر أبرز معاقل الفصائل الإرهابية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في البلاد.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على غالبية المحافظة مع تواجد فصائل إرهابية أخرى أبرزها حركة أحرار الشام. وكانت قوات النظام تقدمت فيها بداية العام الحالي خلال هجوم في ريفها الجنوبي الشرقي.

وبموجب اتفاق روسي-تركي حدد يوم الاربعاء 10 تشرين الاول/اكتوبر مهلة أخيرة لاتمام كافة الفصائل سحب سلاحها الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح والتي تشمل أطراف محافظة ادلب وأجزاء من محافظات مجاورة تحت سيطرة الفصائل الإرهابية ، على خطوط التماس مع قوات النظام.

 إدلب في النزاع 

تكتسي محافظة إدلب أهمية استراتيجية فهي محاذية لتركيا، الداعمة للمعارضة، من جهة ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد، من جهة ثانية.

وتقع مدينة إدلب، مركز المحافظة، على مقربة من طريق حلب – دمشق الدولي.

قبل الحرب، كان غالبية سكان إدلب يعتمدون على الزراعة وخصوصاً القطن والقمح.

وانضمت محافظة إدلب سريعاً الى ركب الاحتجاجات ضد النظام السوري التي اندلعت في اذار/مارس 2011، وتحولت لاحقاً الى نزاع مسلح تعددت أطرافه.

وفي آذار/مارس العام 2015 سيطر “جيش الفتح”، وهو تحالف يضم فصائل إرهابية بينها جبهة النصرة سابقاً (هيئة تحرير الشام حالياً) على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.

وشكلت السيطرة عليها ضربة للجيش السوري اذ كانت مدينة إدلب ثاني مركز محافظة يخسره بعد مدينة الرقة التي تحولت الى معقل تنظيم داعش في سوريا، قبل طرد الإرهابيين منها العام الماضي.

وطوال سنوات، شكلت محافظة إدلب هدفاً للطائرات الحربية السورية والروسية، كما استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورياً قياديين إرهابيين فيها.

ويعيش نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من النازحين في محافظة إدلب ومناطق سيطرة الفصائل الإرهابية المحاذية لها في محافظات حماة وحلب واللاذقية.

وشكلت إدلب على مر السنوات الماضية ملجأ لأعداد كبيرة من المقاتلين المعارضين الذين أجبروا على مغادرة مناطقهم اثر رفضهم اتفاقات تسوية مع الحكومة السورية.

هجوم كيميائي

في الرابع من نيسان/أبريل العام 2017، تعرضت مدينة خان شيخون في إدلب لهجوم كيميائي أودى بحياة أكثر من 80 شخصاً بينهم 30 طفلاً. واتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بشن الهجوم، الأمر الذي طالما نفته دمشق وحليفتها موسكو.

وتعرضت المحافظة في السابق أيضاً لهجمات بغازات سامة.

وفي الحادي والعشرين من تشرين الاول/تشرين الاول 2016 صدر تقرير عن لجنة التحقيق المشتركة يفيد بأن الجيش السوري شن هجوما بالسلاح الكيميائي مستخدما مادة الكلور في بلدة قميناس في اذار/مارس 2015.

وكانت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة أفادت في تقرير سابق بأن مروحيات عسكرية سورية ألقت غاز الكلور على بلدتي تلمنس (21 نيسان/ابريل 2014) وسرمين (16 اذار/مارس 2015) في محافظة إدلب.

وفي الرابع من شباط/فبراير 2018، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إصابة 11 شخصاً على الأقل في حالات اختناق في مدينة سراقب، ونقل عن مصادر طبية إنها ناتجة عن استخدام “غازات سامة”.

 اقتتال داخلي 

وشهدت محافظة إدلب على مرحلتين في العام 2017 ثم بداية 2018 اقتتالاً داخلياً بين هيئة تحرير الشام من جهة وحركة أحرار الشام وفصائل إرهابية متحالفة معها من جهة ثانية.

وفي آب/أغسطس 2018، أعلنت فصائل إسلامية إرهابية على رأسها حركة أحرار الشام وفصيل نور الدين الزنكي تحالفها في إطار “الجبهة الوطنية للتحرير”، لتصبح المنافس الأبرز لهيئة تحرير الشام.

هدفنا هو إدلب

تشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في أيار/مايو في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في إدلب في أيلول/سبتمبر الماضي.

لكنها تعرضت في نهاية العام 2017 لهجوم عسكري تمكنت خلاله قوات النظام بدعم روسي من السيطرة على عشرات البلدات والقرى في الريف الجنوبي الشرقي وعلى قاعدة عسكرية استراتيجية.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق أن “هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد”.

ومنذ بداية شهر آب/اغسطس الحالي، أرسلت قوات النظام السوري التعزيزات العسكرية تلو الأخرى إلى أطراف المحافظة، كما قصفت مناطق عدة فيها، وألقت منشورات دعت فيها السكان إلى الانضمام إلى اتفاقات المصالحة على غرار مناطق أخرى كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة في سوريا.

وحذرت الأمم المتحدة من أن تسفر عملية عسكرية في المحافظة عن نزوح نحو 800 ألف شخص، ما قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية”.

وتؤوي ادلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى وبينهم عشرات الآلاف من المقاتلين المعارضين الذين تم اجلاؤهم من محافظات أخرى، بعد هجمات شنتها قوات النظام على معاقلهم.

 اتفاق روسي-تركي

في 17 ايلول/سبتمبر اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان على انشاء “منطقة منزوعة السلاح” تحت اشرف روسي-تركي حول المحافظة.

وتشمل المنطقة المنزوعة السلاح، والتي يرواح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً، أطراف محافظة ادلب ومناطق سيطرة الفصائل الإرهابية في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي.

نص الاتفاق على ان تسحب الفصائل الإرهابية أسلحتها الثقيلة من المنطقة بحلول 10 تشرين الاول/اكتوبر كما يجدر بالفصائل الإرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام الانسحاب منها بشكل كامل بحلول الـ15 من الشهر نفسه، على ان تكون المنطقة خاضعة لسيطرة القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية.

وفي 8 تشرين الاول/أكتوبر أعلنت الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف فصائل إرهابية غير جهادية تنشط في محافظة ادلب وأجزاء من محافظات مجاورة تشملها المنطقة العازلة المرتقبة، انجاز سحب عتادها الثقيل من المنطقة. وفي اليوم نفسه أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن هيئة تحرير الشام “سحبت مع فصائل إرهابية جهادية أقل نفوذاً وبشكل غير علني أسلحتها الثقيلة من أجزاء واسعة من المنطقة المنزوعة السلاح”.

والثلاثاء أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان المنطقة العازلة في محيط ادلب باتت شبه خالية من السلاح الثقيل بعد إتمام الفصائل المعارضة والجهادية سحب الجزء الأكبر منه عشية انتهاء المهلة المحددة لذلك. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق