السلايدر الرئيسيتحقيقات
في ظل تواصل إلقاء البالونات الحارقة…قرار حماس هل يأتي من تركيا أم من غزة؟
احمد محمود
– القاهرة – من أحمد محمود -جاءت الساعات الأخيرة وما حملته من توتر واضح بين حركة حماس وإسرائيل لتزيد من دقة المشهد السياسي والتوتر الحاصل بين الحركة وإسرائيل، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار عدد من النقاط الهامة أبرزها ان اسرائيل قررت وخلال الساعات الأخيرة وقف نقل الوقود الى محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهو التوقف الذي تم الإعلان عنه الثلاثاء الماضي.
والحاصل فإن الكثير من الدوائر سواء السياسية أو الدولية تتساءل وفي ذروة هذا التصعيد عن الجهة أو القيادة التي توجه المتظاهرين الفلسطينيين في القطاع لضرب إسرائيل بالبالونات الحارقة ، خاصة وأن الكثير من قيادات حركة حماس وتحديدا المتواجدة في غزة تعهدت أكثر من مرة على هامش اللقاءات أو الاجتماعات الأمنية التي عقدتها مع عدد من المسؤولين المصريين إنها ستعمل على وقف اي تصعيد عسكري من غزة يستهدف إسرائيل، فضلا عن فرض إسرائيل لعقوبات على الفلسطينيين في غزة نتيجة للبالونات الحارقة التي تضربها المقاومة الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية .
وتشير بعض من التقارير إلى الدور التركي البارز في هذا التصعيد، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن عدد من القيادات التابعة لحركة حماس والداعمة للتصعيد تتواجد في بعض من المدن التركية، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية.
اللافت إنه وفي ذروة كل ذلك تنشر بين الحين والأخر تقارير تشير إلى مدى شعور الفلسطينيين في القطاع بالإحباط مع تكرار وسائل الردع أو العقاب الذي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بداية من منعهم من الصيد لمسافات واسعة، وحتى منع إدخال الوقود عبر معبر كرم ابو سالم، وهو القرار الذي تم اتخاذه أخيرا واثار جدالا في الأوساط الفلسطينية.
تعدد القرارات
والحاصل فإن هناك أزمة استراتيجية يعتقد عدد من الخبراء إنها موجودة بحماس ، لعل أبرزها تعدد مسارات اتخاذ القرار في الحركة ، وهو ما يعود لأكثر من سبب ، أبرزها تشبب قيادات الحركة في اكثر من عاصمة ودولة ، وعلى سبيل المثال يتواجد الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومعه موسى ابو مرزوق في قطر ، فيما يعيش القيادي صالح العاروري في لبنان ، بينما يتواجد رئيس حركة حماس يحيى السنوار ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وقيادات الحركة الأخرى في القطاع، فضلا عن وجود عدد من القيادات في تركيا والتي تثير بين الحين والأخر جدالا سواء بتصريحاتها أو توجهاتها السياسية.
عموما فإن تواجد القيادات التابعة لحماس في أكثر من موقع أثار جدالا واسعا، وهو الجدال الذي اهتمت به عدد من التقارير التي أشارت إلى أن ما أسمته بتشتت القيادات التابعة لحركة حماس ينعكس بصورة سلبية على القرار داخل الحركة، خاصة وأن بعض من القيادات تؤيد الآن التصعيد عسكريا ـ فيما ترفض قيادات أخرى مبدأ التصعيد وترى أن الحل الأمثل للأزمة هو في التفاوض سياسيا.
يذكر أن أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت ثلاثة نشطاء من حركة حماس من مدينة نابلس خططوا لتنفيذ عمليات ضد “إسرائيل” خلال انعقاد ورشة البحرين. واشارت تقارير إلى أن عدد من نشطاء حركة حماس خططوا لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، موضحة أن من بين هؤلاء عضو حركة حماس عمر عصيده، وهو أحد المفرج عنهم في “صفقة شاليط”.
وتشير تقارير إلى أن عمر عصيده يعتبر أحد قادة قيادة الضفة الغربية في قطاع غزة، حيث اتصل عصيدة مع عدد من عناصر حركة حماس وطلب منهم تنفيذ عمليات فترة ورشة البحرين، وهم وافقوا من حيث المبدأ، ولكن خلال انتظارهم تقلي الأموال والتعليمات تم اعتقالهم على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ونقلهم للتحقيق.
عموما بات من الواضح أن منظومة العلاقات الخارجية التي ترتبط بها الحركة مع اي طرف الان هي التي ستحدد منظومة إصدار القرار وآلياته على الساحة السياسية بصورة واضحة.