العالم
بومبيو يزور الهند لمناقشة الخلافات التجارية
ـ نيودلهي ـ التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأربعاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي في مسعى للحفاظ على التحالف السياسي بين البلدين رغم الخلاف بينهما حول التجارة وصفقة شراء اسلحة روسية بقيمة 5,2 مليار دولار.
وبوصفها قوة ديموقراطية في منطقة تهيمن عليها الصين، تعدّ الهند شريكاً طبيعياً لواشنطن في جهودها لمواجهة زيادة قوة بكين، وفي 2016 منحت الولايات المتحدة الهند صفة “شريك الدفاع القوي”.
لكن سياسة “أمريكا أولاً” التي انتهجها الرئيس دونالد ترامب ولجوئه إلى فرض رسوم جمركية مرتفعة بهدف إعادة الوظائف إلى بلاده، تثير غضب نيودلهي.
ولم يعقد بومبيو ومودي مؤتمرا صحافيا عقب لقائهما، إلا أنه من المقرر أن يُصدر بومبيو بيانا للإعلام في وقت لاحق من الأربعاء.
والعلاقات الأمريكية الهندية حساسة بشكل خاص بسبب سياسة الحمائية التي تتبناها الهند والمتمثلة في الاجراءات الروتينية التي تمنع الشركات الأجنبية من المنافسة في السوق الهندية التي تعد أكثر من مليار مستهلك، بحسب المنتقدين.
وتأتي محادثات بومبيو مع مودي صباح الأربعاء في نيودلهي قبل الاجتماع المقرر بين رئيس وزراء الهند وترامب في قمة مجموعة العشرين التي تعقد في اليابان هذا الأسبوع والتي يتوقع أن تهيمن عليها الرسم الجمركية على الواردات.
وبعد أن فرض ترامب رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وأطلق حروبا تجارية مع كل من الصين واليابان والمكسيك والاتحاد الأوروبي، استهدف الهند ووصف البلد بأنه “ملك الرسوم الجمركية”.
والعام الماضي رفضت واشنطن اعفاء الهند من الرسوم الجمركية العالية على وارداتها من الألمنيوم والصلب.
وشهدت العلاقات بين البلدين مزيدا من التدهور هذا الشهر عندما سحبت واشنطن من نيودلهي وضع شريك تجاري مفضل كان يسمح لعملاق جنوب آسيا بتصدير كل عام ما قيمته 6 مليار دولار إلى الولايات المتحدة من دون دفع رسوم جمركية.
ورداً على ذلك، زادت الهند الرسوم الجمركية على 28 منتجاً مستورداً من الولايات المتحدة من بينها اللوز والتفاح والجوز، وهي المنتجات القريبة من قلوب ناخبي ترامب في المناطق الريفية.
– صواريخ روسية –
تشعر واشنطن بالاستياء كذلك مما تعتبره تزايدا في الإجراءات البيروقراطية التي تضعها الهند أمام شركات أمريكية مثل وولمارت التي استثمرت العام الماضي 16 مليار دولار في شركة “فليبكارت” في مراهنة كبيرة على سوق التجارة الالكترونية المحلي.
ومن بين قضايا الخلاف الأخرى بين البلدين سقف الاسعار الهندي على المعدات الطبية وإصرارها على تخزين البيانات الشخصية لشركات مثل ماستركارد، في الهند.
وأدى ذلك الى ما تردد أنه تهديدات أمريكية للحد من منح تأشيرات خاصة للهنود المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات، رغم نفي مسؤولين أمريكيين ذلك.
وإضافة إلى التجارة، فإن من القضايا الخلافية الأخرى بين البلدين هو العقوبات الأمريكية المحتملة بشأن خطط الهند شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي اس-400 بقيمة 5,2 مليار دولار.
وتعتبر روسيا من المزودين الرئيسيين بالأسلحة للهند. إلا أن استخدام نيودلهي للمعدات الروسية يعقد الجهود الأمريكية لتعزيز التعاون الأمني في المنطقة لمواجهة النفوذ الصيني، كما يعرقل جهودها للضغط على الكرملين.
كما أثر الخلاف المتزايد بين إيران والولايات المتحدة على الهند. فقد انتهت مهلة الاعفاء التي أعلنتها الولايات المتحدة على صادرات الهند من النفط الايراني في أيار/مايو الماضي.
ويعتمد الاقتصاد الهندي على النفط الإيراني بشكل كبير.
وقال اليوت انغل الديموقراطي الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية أن التصرفات الأمريكية الأخيرة تتعارض مع وعود ترامب بأنه يرى في الهند “صديقا حقيقيا”. (أ ف ب)