شرق أوسط

اجتماع أزمة في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران وترامب يختار التهدئة في اوساكا

ـ فيينا ـ اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة في أوساكا باليابان أنّ “لا داعي للعجلة” لخفض التوترات بين واشنطن وطهران، تزامناً مع اجتماع دبلوماسي في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي لعرض امكانات التحرّك الهادفة إلى منع انهيار الاتفاق النووي الإيراني.

وصرح ترامب لدى وصوله إلى اوساكا حيث يجتمع زعماء العالم للمشاركة بقمة مجموعة العشرين “لدينا كثير من الوقت. لا داعي للعجلة، يمكنهم اخذ وقتهم. لا يوجد إطلاقا أي ضغط”، وذلك بعدما تحدث الأربعاء عن “حرب” ضدّ الإيرانيين على خلفية الحوادث العسكرية الأخيرة في منطقة الخليج.

وقطعت هذه التصريحات الهادئة مع استمرار الخطاب الناري الخميس بين إيران والولايات المتحدة، وتحذير طهران لترامب من “وهم” ما وصفه بـ”حرب قصيرة” ضدّها.

ومن المتوقع أن تحضر الازمة بين الولايات المتحدة وإيران على جدول مباحثات قمة العشرين التي افتتحت أعمالها الجمعة.

في اليوم نفسه، عقدت الدول التي لا تزال مشاركة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 (ألمانيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، إيران وروسيا) اجتماعاً في فيينا عند الساعة 10,00 ت غ لمحاولة إنقاذه. ويحض الأوروبيون إيران الممثلة عبر نائب وزير خارجيتها عباس عرقجي على عدم ارتكاب “خطأ” عدم تنفيذ التزاماتها التي ينص عليها الاتفاق.

وتحدثت ايران عن تحقيق “تقدم” في محادثات فيينا، لكنها اعتبرته “غير كاف”.

وعلى هامش الاجتماع، أعلن فو كونغ المدير العام لمراقبة الاسلحة في الخارجية الصينية للصحافيين أن بلاده ستواصل استيراد النفط الايراني رغم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018.

وقال “نحن لا نتبنى سياسة +تصفير+ (واردات النفط الايراني) التي تنتهجها الولايات المتحدة. نرفض الفرض الاحادي للعقوبات”.

وكانت الولايات المتحدة أعادت عقب انسحابها من الاتفاق فرض عقوبات اقتصادية مشددة على الاقتصاد الإيراني، بما يحرم طهران من المكاسب التي كانت تتوخاها من الاتفاق.

وتشهد العلاقات المأزومة بين الولايات المتحدة وإيران منذ 40 عاماً توترا شديداً منذ نحو شهرين على خلفية التصعيد في الخليج والقلق من سقوط الاتفاق النووي.

“العدو الأساسي”

وبلغ التوتر مستوى جديداً إثر إسقاط طهران طائرة مسيّرة أمريكية في 20 حزيران/يونيو. وجاء ذلك في أعقاب وقوع عدد من الهجمات المجهولة المصدر ضدّ ناقلات نفط، وكانت واشنطن تحمّل مسؤوليتها إلى طهران التي تنفي بدورها.

وفي هذا السياق من التوتر المحموم، أشار ترامب الأربعاء إلى احتمال اندلاع حرب قصيرة مع طهران. وقال “نحن في وضع قوي للغاية (…) ولن تطول (الحرب) كثيراً”. وأضاف “لا أتحدث هنا عن إرسال جنود على الأرض”.

وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هذا التصريح بالتحذير من أنّ “+حرباً قصيرة+ مع إيران هي وهم”. .

والثلاثاء، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي إن “ايران ليس لديها أي مصلحة في تصعيد التوتر في المنطقة، ولا تسعى إلى الحرب مع أي دولة”، بما يشمل الولايات المتحدة.

رغم ذلك، فإنّ طهران تكرر تحذيراتها.

وفي طهران، منح تشييع نحو “150 شهيداً” سقطوا خلال الحرب الإيرانية-العراقية أو في سوريا، فرصة للسلطات الخميس لإبراز التمسك بـ”المقاومة” في وجه الولايات المتحدة، “العدو الرئيسي”.

وخلال التشييع، تطرّق رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي في كلمة أمام الحشد، إلى الطائرة الأمريكية المسيّرة التي تقول طهران إنّها أسقطتها في مجالها الجوي، بينما تنفي الولايات المتحدة ذلك.

وقال إنّ “اليد المباركة التي هاجمت الطائرة الأمريكية المسيّرة أكدت أنّ الجمهورية الإسلامية لا تتردد في صمودها أمام العدو”.

“اتفاق دائم”

وفي محاولة لتهدئة المخاوف من اندلاع حرب، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة مارك اسبر الخميس أمام حلف شمال الأطلسي أن بلاده لا تريد الدخول في نزاع مع ايران. وقال “ما نريده هو الدفع إلى التفاوض على اتفاق (نووي) دائم مع إيران” التي ترى بدورها إنّ اتفاق 2015 غير قابل للتفاوض.

والتزمت طهران بموجب اتفاق فيينا عدم الحصول على سلاح نووي، وعلى تأطير برنامجها في مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية.

وكرد على عودة العقوبات الأمريكية، أعلنت إيران في 8 ايار/مايو نيتها تعليق تنفيذ عدد من التزاماتها في حال لم يساعدها الأوروبيون والروس والصينيون في الالتفاف على التدابير الأمريكية.

وأشارت طهران إلى أنها باتت في حل من التزاماتها الواردة في اتفاق فيينا بشأن مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم الضعيف التخصيب، وهددت بالتخلي عن التزامات اخرى ابتداء من السابع من تموز/يوليو.

وكانت اعلنت في السابع عشر من حزيران/يونيو أن مخزونها من اليورانيوم سيتجاوز ابتداء من السابع والعشرين من حزيران/يونيو سقف ال300 كلغ المحدد في الاتفاق، لكن لم يصدر أي تأكيد أنه تم بالفعل تجاوز هذا السقف.

وأكدت مصادر دبلوماسية ذلك، فيما أرجع مسؤول إيراني التأخير إلى “سبب تقني”، وأشار إلى أنّ هذا التدبير سيبقى على جدول الأعمال. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق