شمال أفريقيا

سياح وتجار يستأنفون نشاطهم في العاصمة تونس غداة تفجيرين انتحاريين

ـ تونس ـ يقول البرتو السائح البرتغالي اثناء تنقله في أسواق المدينة القديمة في تونس إن “هجمات الأمس يمكن ان تحدث في أي مكان” وهو على بعد بضعة أمتار من موقع تفجير انتحاري استهدف قوات الأمن وادى الى مقتل احد عناصره.

ينتشر السياح أمام محلات بيع الحرف والصناعات التقليدية لشراء بعض السلع والتقاط بعض الصور التذكارية على مرأى من قوات الأمن التي تراقب المكان.

وتقول السويدية الريك بيرغ، نزيلة أحد الفنادق، وتزور تونس في اطار شراكة مع مؤسسة حكومية “انه أمر محزن جدا ولكن يمكن ان يحدث (التفجير) في أي مكان”.

لكن وفي المقابل تبدو زميلتها ايسغين جيزيلا غير مطمئنة.

وتقول في هذاالسياق “لم نتمكن من العودة الى المدينة القديمة الا مساء وكان الجو غريبا” بعد ان تلقت تطمينات من السفارة السويدية.

وتضيف الأربعينية بنظرة ثاقبة “قالوا لنا توخوا الحذر ولا تخافوا”.

وتعتبر جيزيلا ان “المستهدف هم رجال الأمن وليس السياح”.

من جانبها حذرت السفارة البريطانية الجمعة رعاياها من الاقتراب من منطقة المدينة القديمة وشارع الحبيب بورقيبة حيث استهدف انتحاري قوات الأمن الخميس.

ووقعت العملية الأولى حين فجّر انتحاري نفسه قرب دورية أمنية في شارع شارل ديغول بوسط العاصمة، ما أدى الى سقوط خمسة جرحى هم ثلاثة مدنيين وعنصرا أمن توفي أحدهما لاحقاً متأثراً بجروحه، كما أعلنت وزارة الداخلية.

وبعد وقت قصير استهدف تفجير انتحاري ثان مركزاً أمنياً في العاصمة ما أسفر عن إصابة أربعة شرطيين بجروح.

وتبنّى تنظيم داعش التفجيرين الانتحاريين، بحسب ما أفاد مركز سايت الأميركي المتخصّص برصد المواقع الإسلامية المتطرفة نقلاً عن “وكالة أعماق” الناطقة بلسان التنظيم الإرهابي.

“عادت الأمور الى طبيعتها”

تدير سعيدة متجرا صغير في أحد الشوارع الضيقة في المدينة القديمة منذ عشرين عاما وتقول “لقد عادت الأمور الى طبيعتها”.

وتلقت سعيدة اتصالات هاتفية عديدة من جزائيرين يطمئنونها بأنهم سيقومون بزيارة تونس بسبب الهجمات.

وتؤكد “لقد اعتدنا على ذلك، حتى السياح ليسوا في حيرة”.

يجاور وليد الأربعيني سعيدة، يشرف على متجر لبيع المصوغات التقليدية. وعلى غرار باقي التجار أغلق الخميس محله لان كل الطرق التي تؤدي للمدينة القديمة تم غلقها.

يقول وليد “اصبحت هذه الأخبار المحزنة من كل انحاء العالم من فرنسا وألمانيا أمرا معتادا، لكن هذا لن يؤثر على الموسم السياحي”.

يتجول عدد من السياح أمام المقاهي في شارع الحبيب بورقيبة حيث الحديث عن مشاركة المنتخب التونسي في كأس أمم افريقيا وحالة الرئيس الصحية تستأثر بالنصيب الاكبر لدى من يقصد المكان.

وتعرض الرئيس الباجي قائد السبسي (92 عاماً) الخميس ل”وعكة صحية حادة” استوجبت نقله إلى المستشفى وأعلنت الرئاسة الجمعة أن حالته الصحية تتحسن.

بدوره، قال بشير البوعزيزي العامل الشاب في محل قبالة مكان العملية الانتحارية أن “الموسم سيكون جيدا لانه لم يكن هناك استهداف للسياح”.

وتأمل تونس في مجيءتسعة ملايين سائح طيلة عام 2019.

وبدا وزير السياحة رونيه الطرابلسي “مطمئناً” ازاء الموسم السياحي، وقال لفرانس برس “يجب أن تستمر الحياة” مؤكدا انه لن يتم الغاء التظاهرات الثقافية في البلاد.

ويتقاسم السائح الفرنسي كريستوف التفاؤل ذاته قائلا “اذا اصابنا الخوف فلن نفعل أي شيئ آخر…يجب ان تستمر الحياة وان نظهر عدم مخافتنا من أحد”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق