أقلام يورابيا

مهنة الصحافة بين الامس واليوم

*شامة درشول

في مهرجان موازين 2008، كنت امثل صحيفة رقمية اماراتية، كنت من بين ثلاث مواقع الكترونية فقط اثنان منهما دولي والثالث كان تابعا لاتصالات المغرب، لم يكن القانون وقتها يعترف بالصحافة الرقمية، كنا مثل طفل غير شرعي يطالب الاعتراف به، لذلك الحصول على “البادج” لتغطية موازين او اي حدث اخر لم يكن امرا ممكنا الا في حالة واحدة”عندك جداتك فلعرس”. لذلك كانت الدهشة تغطي وجه مراسل الmbc الذي كان يقف امام غرفة ديانا حداد واثقا فقد كانت الاولوية تعطى للتلفزيون ثم الراديو ثم الجرائد المكتوبة، ووجدني اتجاوزه وادخل قبله لمقابلة ديانا حداد دون ان يستطيع الاعتراض لان”جدتي فلعرس” بعثت من يرافقني.
تذكرت هذا المشهد وانا انصت لصحفية في منتصف الخمسينات وهي تشتكي كيف انها تشعر بالقهر لانها تضطر ل”تنقاز” مع صحفيين مبتدئين بعد ان كان لها وضعها في غرفة التحرير. اقول للذين يريدون اعتماد الصحافة كمهنة مع عدم السقوط في الفخ الذي سقطت فيه هذه السيدة:
-الصحافة، مهنة متغيرة، وغير ثابتة، تتعرض لتطورات كبيرة منذ ظهرت كصناعة، لذلك الشيء الوحيد الذي يجعلك تتاقلم مع هذا التطور هو ان تفكر دائما عشر سنوات للامام حتى وانت تمارسها اللحظة، وحتى لو كنت في اوج شهرتك ونجاحك، التعلم المستمر هو احد المفاتيح لحمايتك من تقلبات هذه المهنة
-استثمر في نفسك، وان لم تكن تملك المال الكافي لكي تدفع مصاريف تكوين دولي، فعليك بالانترنت فبه ما يكفي ويزيد من عروض المنح، والتداريب بالخارج التي تقدم مجانا وتتكلف بسفرك واقامتك وتنقلك ومصاريف التدريب.
-الصحافة سلم به درج عليك صعوده من الاسفل الى الاعلى، لا يهم ان تصعده بسرعة او ببطء المهم ان تصعد جميع الدرج وبتأدة، ولا تقفز ايا من الدرجات لذلك حتى لو كنت تريد التخصص في الصحافة الرقمية مثلا فلابد لك ان تحصل على تدريب اولا في وكالات الانباء هناك حيث ستتعلم صناعة الخبر وبعدها اختر ايا من الوساىل الاعلامية وسيكون راىعا لو تعلمت قواعدها حتى وانت تشتغل في وسيلة اعلامية اخرى لان عالم الصحافة يتجه نحو الصحفي الشامل فهو اثل تكلفة وعليه الطلب اكثر من الصحفي المتخصص
-الصحافة، بحر كبير، ليس بالضرورة ان تبدا صحفيا وتنتهي صحفيا، هناك الكثير من الفروع التي يمكن ان تتخصص فيها، جربها كلها، ومع السنوات ستجد انك ملكت خبرات تؤهلك لان تخلق تخصصا خاصا بك، ويجعلك تطلب بالاسم، وعلى مستوى دولي(اتحدث عن تجربة)،
-لست مضطرا ان تساير ايقاع تطور الصحافة في بلدك، او بلدان اخرى، لتستمر في مهنة متقلبة عليك ان تكون صبورا، حالما، مجنونا، مغامرا، الامر لا علاقة له بشعار”لبلاد دايرها هاكدا”، و”الصحافة ميتة”، الامر له علاقة وطيدة بشيء واحد فقط…مستوى طموحك.
-احرص ان تبحث على الانترنت عن الموسسات اللدولية المتخصصةفي التدريب الاعلامي، راسلها، اسالها، انضم اليها، عبر عن رغبتك في ربط علاقة معهم، لا تنس انت صحفي والصحفي “مبرزيط وفيه صداع”، ان لم يجيبوك فورا، سيجيبونك ذات حاجة، المهم انك عرفت نفسك لهم، وباتوا يعرفون انه في المغرب مثلا يوجد شخص، قد تجد نفسك مع الوقت تتوصل بدعوة لموتمراتهم، تدريباتهم، او يوصى باسمك في ملتقيات دولية في بلدان اخر، او حتى تحصل على عقود شراكة معهم حصرية(بهذه الطريقة استطعت الحصول ذات سنة على توكيل حصري في المغرب مع عدد من المؤسسات الدولية المتخصصة في التدريب الاعلامي، واستطعت المشاركة كمحاضرة في عدد من الملتقيات الدولية وجبت العالم، ووصلت لمستوى “مدرب دولي”،ودربت في مناطق النزاعات والحروب، وحصلت حتى على فرصة تدريب الجنود في مواقع الحرب تخصص”الصحافة العسكرية”)
-الصحافة لا تدرس، الصحافة تكتسب، لذلك عدم قبولك في معهد متخصص ليس نهاية العالم، بل عليك حتى لو حصلت على دبلوم متخصص ان تدرس امورا اخرى لا علاقة لها بالصحافة مثل القانون او علم الاجتماع سوف تفيدك كثيرا،
-التجربة، هي افضل معلم في هذا المجال، ان عرض عليك عمل براتب هزيل اقبل به واعتبر نفسك في تدريب مدفوع وليس عملا، وفور ان تشعر انك فهمت قواعد العمل ابحث عن عمل جديد مع الوقت سوف تشعر ان التجربة اكسبتك خبرة والخبرة هي ما ستجعلك تشعر بالقوة والقدرة على الحصول على عمل جيد
-عالم الصحافة يمكن ان ينقلك من موظف براتب الى صانع قرار او رب عمل، هذا يعود لك، لا تلم الصحافة انها لم تمنحك شيء، انت من ارتضيت منها بما اخذته منها.
-استعمل حسابك على سوشيل ميديا لربط علاقات جدية مع صحفيين واصحاب مهن اخرى من دول اخرى، احرص الا يكونوا فقط من بلدك، صدقني هؤلاء سيقدمون لك خدمات لم تكن على بالك لذلك كن حريصا فيما تكتبه على صفحتك لانها تشكل تظرتهم عنك وان كسبت ثقتهم ستحصل على ما لا تتخيله.
-انشئ صفحة لك على لينكد ان ويكيبيديا وغيرها انشء لنفسك هوية رقمية اجعل نفسك معروفا لغوغل، كن دوليا حتى وانت تشتغل في مؤسسة محلية.
-الانجليزية ثم الانجليزية الانجليزية
-الصحافة لها عمر،قس تطورككل ثلاث سنوات وحضر نفسك لتجربة جديدة في السنة الخامسة، ان لم تفعل فلن تبارك مكانك يوما و”غادي يكون ضربك تران”،واخر شيء، نصيحة خاصة جدا مني دير بيها او مديرش، انتق جيدا اصدقاءك، ومحيطك، لا تهتم ان وصفوك بالمغرور، لانك لا تجالس الجميع، فمهنتك اساسها السمعة، وسمعتك ما ستجعل الناس يصدقون ما تنقله لهم ام لا، الناس يحترمونك حين يرون مدى احترامك لنفسك.

*مدونة وكاتبة مغربية

المصدر: صفحة الكاتبة على فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق