مشاري الذايدي
أثناء حضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قمة العشرين الكبار باليابان، لم يفته في زحمة الاجتماعات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبرى، إرسال بعض الإشارات الإنسانية – السياسية ذات الدلالة التاريخية الحافرة بعمق في تضاريس الذاكرة الإنسانية المشتركة.
اجتمع الأمير محمد بن سلمان بسيدة يابانية مسنة في صالون متحف هيروشيما التذكاري للسلام، أصغى باهتمام ظاهر، حدّثتنا عنه صور المقابلة لسيدة يابانية تبلغ من العمر 81 عاماً، وهي تسرد قصتها بعد وأثناء كارثة إلقاء القنبلة النووية الشهيرة على هيروشيما.
الناجية اليابانية سردت قصتها حين كان عمرها 7 أعوام، وكيف شاهدت سقوط القنبلة، مسترجعة الوميض الأزرق الذي ملأ السماء، وجدّتها، والآلاف غيرها، الذين اختفوا من الوجود ذلك اليوم العظيم.
طبعاً الغرض واضح، وهو تذكير الأجيال الجديدة من قادة العالم بأهوال الحروب الكبرى، خاصة منها التي يسخّر فيها الذكاء البشري نفسه لصناعة أسلحة الموت الأسود العامّ.
أظنها رسالة واضحة من القيادة السعودية الشابّة، بأنها تعي دروس التاريخ، وتعرف مآسي الأسلاف، وتدرك بشاعة الحروب، الكبرى منها خاصة، تحديداً النووية.
رسالة تأتي في الوقت الذي تهدد فيه القيادة الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق المعروف بالاتفاق النووي، وتتوعد بزيادة معدلات التخصيب لليورانيوم، مبتزّة العالم كله بذلك، ولسان حالها: إما النووي وإما تركي أعيث فساداً بالعالم العربي!
لكن بعض الأشرار، لن ينفع معهم أن تثير لغة العقل وعبر التاريخ لهم، أنت مجبر بهذه الحالة على «الردع»، وزيادة الضغط عليهم، والاقتصاص من جرائمهم، و: «لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
أما محاولة إرضاء النفس بأن القادة الأشرار ينفع معهم المهادنة واللين وتقديم حسن الظن، فهذا يتسبب بكوارث أبشع من كارثة قنبلتي اليابان النووية بناجازاكي وهيروشيما، كما صار مع أكبر قتلة التاريخ، النازي هتلر. هذه العبرة يدركها محمد بن سلمان جيداً، ففي أبريل (نيسان) 2018 حذّر ولي العهد السعودي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، من تكرار اتفاق «ميونيخ» قبيح الصيت الذي وقّعته بريطانيا وفرنسا مع النازي هتلر والفاشي موسيليني عام 1938. وتسبب الالتزام به في حرب عالمية ثانية، وذلك ضمن حديث الأمير عن الاتفاق النووي الإيراني الذي يدافع عنه الأوروبيون بحماسة صوفية!
معاهدة ميونيخ، التي تفاخر بها رئيس الوزراء البريطاني حينها «تشامبرلين» كانت هي القاضية عليه لاحقاً، وهي السبب الذي أطلق رياح هتلر السوداء على العالم، حاصداً ملايين القتلى والجرحى والمفقودين، في أضخم حرب عرفها البشر.
كلنا نكره الحروب الصغيرة والكبيرة، ونريد السلام، نريد النماء، نريد السكينة، ولكن ماذا نصنع مع من يفسّر ذلك هواناً وضعة واستسلاماً!
اجتمع الأمير محمد بن سلمان بسيدة يابانية مسنة في صالون متحف هيروشيما التذكاري للسلام، أصغى باهتمام ظاهر، حدّثتنا عنه صور المقابلة لسيدة يابانية تبلغ من العمر 81 عاماً، وهي تسرد قصتها بعد وأثناء كارثة إلقاء القنبلة النووية الشهيرة على هيروشيما.
الناجية اليابانية سردت قصتها حين كان عمرها 7 أعوام، وكيف شاهدت سقوط القنبلة، مسترجعة الوميض الأزرق الذي ملأ السماء، وجدّتها، والآلاف غيرها، الذين اختفوا من الوجود ذلك اليوم العظيم.
طبعاً الغرض واضح، وهو تذكير الأجيال الجديدة من قادة العالم بأهوال الحروب الكبرى، خاصة منها التي يسخّر فيها الذكاء البشري نفسه لصناعة أسلحة الموت الأسود العامّ.
أظنها رسالة واضحة من القيادة السعودية الشابّة، بأنها تعي دروس التاريخ، وتعرف مآسي الأسلاف، وتدرك بشاعة الحروب، الكبرى منها خاصة، تحديداً النووية.
رسالة تأتي في الوقت الذي تهدد فيه القيادة الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق المعروف بالاتفاق النووي، وتتوعد بزيادة معدلات التخصيب لليورانيوم، مبتزّة العالم كله بذلك، ولسان حالها: إما النووي وإما تركي أعيث فساداً بالعالم العربي!
لكن بعض الأشرار، لن ينفع معهم أن تثير لغة العقل وعبر التاريخ لهم، أنت مجبر بهذه الحالة على «الردع»، وزيادة الضغط عليهم، والاقتصاص من جرائمهم، و: «لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
أما محاولة إرضاء النفس بأن القادة الأشرار ينفع معهم المهادنة واللين وتقديم حسن الظن، فهذا يتسبب بكوارث أبشع من كارثة قنبلتي اليابان النووية بناجازاكي وهيروشيما، كما صار مع أكبر قتلة التاريخ، النازي هتلر. هذه العبرة يدركها محمد بن سلمان جيداً، ففي أبريل (نيسان) 2018 حذّر ولي العهد السعودي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، من تكرار اتفاق «ميونيخ» قبيح الصيت الذي وقّعته بريطانيا وفرنسا مع النازي هتلر والفاشي موسيليني عام 1938. وتسبب الالتزام به في حرب عالمية ثانية، وذلك ضمن حديث الأمير عن الاتفاق النووي الإيراني الذي يدافع عنه الأوروبيون بحماسة صوفية!
معاهدة ميونيخ، التي تفاخر بها رئيس الوزراء البريطاني حينها «تشامبرلين» كانت هي القاضية عليه لاحقاً، وهي السبب الذي أطلق رياح هتلر السوداء على العالم، حاصداً ملايين القتلى والجرحى والمفقودين، في أضخم حرب عرفها البشر.
كلنا نكره الحروب الصغيرة والكبيرة، ونريد السلام، نريد النماء، نريد السكينة، ولكن ماذا نصنع مع من يفسّر ذلك هواناً وضعة واستسلاماً!