السلايدر الرئيسيتحقيقات

تداعيات الأزمة الاقتصادية في تركيا تؤثر على منظومة العلاقات مع حركة حماس

احمد محمود

ـ القاهرة ـ من أحمد محمود ـ جاءت المواجهات الأخيرة التي اندلعت في تركيا بين عدد من المواطنين من جهة وأصحاب المحال والأنشطة التجارية من اللاجئين السوريين لتزيد من عمق الأزمة الاقتصادية التركية، وتؤكد أن الاقتصاد يمكن أن يكون سبب الأزمة المتواصلة للحكومة التركية في ظل توجيه وإنفاق الكثير من الأموال على الأنشطة الخارجية ومحاولة التأثير على القرار السياسي سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي بواسطة نفوذ المال التركي.

والحاصل فإن الصعود اللافت لأكرم أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الجديد ومرشح حزب الشعب والذي استطاع أن يطيح بمرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم مثل جرس إنذار واضح قرع في وجه العدالة والتنمية، خاصة مع دخول الاقتصاد التركي في حالة من الركود منذ العام الماضي حتى الان.

وتشير معطيات صندوق النقد الدولي إلى خسارة الليرة التركية 36٪ أمام الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة العجز وتصاعد نسب البطالة لتصل إلى المعدل الأعلى لها في العقد الماضي، حيث بلغت 14.7 ٪ اعتبارا من يناير 2019.

مطالب وطنية

وتشير عدد من التقارير الاقتصادية إلى أن هذه الأزمة دفعت بالعديد من المواطنين الأتراك إلى حث الحكومة على عدم إنفاق أي أموال على الأجانب الذين يصلون إلى تركيا ، وعن هذه النقطة بالتحديد تشير صحيفة ديلي تلغراف إلى أن احتجاج الشعب التركي تركز على محورين أو مركزين رئيسيين ، الأول هو الدعم الذي تقدمه الحكومة للاجئين السوريين على الأراضي التركية، بالإضافة إلى الدعم الذي توفره الحكومة وتحديدا العناصر الفاعلين بحزب العدالة والتنمية الحاكم لبعض من عناصر المنظمات الفلسطينية المتواجدين في تركيا ، وعلى رأسهم عناصر حركة حماس.

ونبهت الصحيفة إلى إدراك قيادات حزب الشعب المعارض انتبهت إلى هذه النقطة، بل وتفاعلت مع الكثير من مظاهر الغضب الشعبي التركي بسبب سياسات حزب العدالة والتنمية السياسية مع الخارج وتحديدا مع الفلسطينيين. واشارت إلى أن الحكومة التركية تنفق مبالغ كبيرة على دعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك استيعاب الفلسطينيين في تركيا والكثير منهم من أعضاء في حركة حماس.

وعبر أكرم أوغلو عن هذه النقطة بالحديث عن المساعدات المالية الكبيرة، والخصومات السكنية، والمنح الدراسية التي يحصل عليها ابناء الشعب الفلسطيني في تركيا، موضحا أن هذا الدعم يأتي حساب المواطنين الأتراك، الذين تركوا على عاتقهم للتعامل مع الأزمة المالية الهائلة، الأمر الذي ساهم بدوره في صعود نجم أوغلو بهذه القوة السياسية.

عموما فإن سلاح الاقتصاد بات واضحا انه يلعب دورا مهما في التحركات السياسية التركية الان، وهو السلام الذي تتصاعد أهميته بصورة متواصلة الان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق