السلايدر الرئيسيتحقيقات
أكثر من 100 مسجد يخضع للمراقبة في ولاية ألمانية 16 بينها لها ارتباطات بـ”الاخوان”… وتقرير يعتبر “الجماعة” خطر “السلام والوئام الاجتماعي”
سعيد سلامة
ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ وفق إحصائيات كشف عنها رئيس مكتب حماية الدستور بولاية شمال الراين وستفاليا، فإن عدد السلفيين ارتفع إلى أكثر من الضعف في الأعوام الأخيرة . كما أوضح المسؤول أن 109 مساجد من أصل 850 مسجدا يخضعون لمراقبة الاستخبارات الداخلية، فيما أشارت تحقيقات صحافية نشرها موقع “DW” الألماني و”Jihad Watch”، إلى أن هناك خططاً لـ”أسلمة” ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي من خلال ما يعرف باسم الهجرة.
وقال رئيس مكتب حماية الدستور بولاية شمال الراين وستفاليا (غرب ألمانيا) بوركارد فراير، إن 109 مساجد من مجموع 850 مسجدا موجودا في الولاية تخضع لمراقبة السلطات الأمنية. وأكد فراير في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء الماضي في مدينة دوسلدورف إن هذا العدد ازداد بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة.
وأوضح المسؤول الأمني بأنه يتم تصنيف مسجد ما بكونه “ذو ميول تطرفية” عندما يقصده سلفيون متطرفون أو تتكرر فيه خطابات الكراهية.
ومن بين 109 مساجد خاضعة لرقابة الجهات الأمنية، هناك 70 مسجدا تحوم الشكوك حول توجهاته السلفية. وتعتبر السلطات أن 16 مسجدا آخرا له ارتباط مادي وهيكلي بجماعة الإخوان المسلمين.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد السلفيين المسجلين في الأعوام الخمسة الأخيرة ارتفع إلى أكثر من الضعف، من 1500 إلى 3100 سلفي، 800 منهم لديهم ميول للعنف. كما أن 250 سلفيا في ولاية شمال الراين وستفاليا يصنفون “خطيرين” أي أنهم أقرب للإرهابيين حسب فراير. ومن بينهم عائدون من مناطق القتال التي كانت خاضعة لتنظيم “داعش”.
ويصف وزير داخلية شمال الراين وستفاليا هيربرت رويل هؤلاء العائدين بأنهم متطرفون وجزء منهم لديه تجارب في القتال. ويؤكد رويل على أن هؤلاء الأشخاص يشكلون خطرا كبيرا.
أما بخصوص نسبة النساء بين السلفيين فهي تمثل 18 في المائة حسب رئيس مكتب حماية الدستور (جهاز الاستخبارات الداخلية) بولاية شمال الراين وستفاليا.
وتشير الصحافية الكندية كريستين دوغلاس ويليامز، المعروفة بكتاباتها ضد الجماعات المتطرفة، إلى أن تزايد معدلات الهجرة أو التسلل إلى أوروبا أدى بالتالي إلى ارتفاع مستوى نجاح التطرف على الأراضي الغربية. واستطردت قائلة في تحقيق أعدته لموقع “Jihad Watch”، إن جماعة الإخوان المسلمين تعد أحد اللاعبين الرئيسيين في عملية “الجهاد”، وتسعى في سرية نحو توسيع الدعوة لتطبيق الشريعة وتحقيق أهدافها.
خداع الغرب
وتوضح ويليامز أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين نجحوا في خداع الغرب بجعلهم يعتقدون أن هجرتهم غير ضارة، بل إن السلوك المناسب للتعامل معهم هو مساعدة اللاجئين والأشخاص المحتاجين، لكن الغربيين ساعدوا اللاجئين المحتاجين لفترة طويلة مع حماية حدودهم وتوقعوا أن تكون الهجرة طريقا ذا اتجاهين.
إلا أن جماعة الإخوان المسلمين، الخادعة وغير الواضحة في خطوط التفكير، استغلت رواية “الإسلاموفوبيا” لإضعاف إرادة وعزيمة الغربيين، وقاموا بتصوير وهم زائف بأن الغربيين الذين يعارضون الهجرة من الباب المفتوح، ينتهجون مسالك تمييزية ضد جميع المهاجرين. ونتيجة لذلك، تقل أعداد الغربيين الذين يبدون استعدادهم لمناقشة ضرر “الأسلمة”، الذي يجب أن يُعارض كواجب في أي بلد حر.
ولا تدخر جماعة الإخوان المسلمين جهدا أو وسيلة في سبيل الترويج لخدعة المظلومية والضحية، تحت شعارات مناهضة “الإسلاموفوبيا” (الخوف من الإسلام) و”العنصرية”، والتي خدعت الغربيين بشكل فعال في الترويج لحقيقة أن “العنف ليس له علاقة بالإسلام”، دون التفرقة بين المسلمين التقليديين وأن هناك جماعات متطرفة مارقة تمارس العنف. ويعمل الإخوان المسلمون في الدول الغربية كجماعة “جهادية متخفية”، بينما توفر غطاء لنظرائها الجهاديين الذين يلجأون إلى العنف.
المخابرات الألمانية
وتطرقت ويليامز إلى جهود ألمانيا، التي تعد واحدة من الدول التي لم يكن من غير المرجح أن تسلط الضوء على طريقة عمل الإخوان المسلمين، ولكن الاستخبارات الألمانية قامت بهذه الخطوة، التي تمثل منعطفا رائدا، حيث تمت مراقبة جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا باعتبارها مصدرا خطرا على الديمقراطية على الرغم من “مظهرها” غير العنيف.
وجاء في مقتطفات من تقرير للمكتب الاتحادي لحماية الدستور BfV أن “الإخوان المسلمين يستغلون التناقض بين جماعتهم والجماعات الإسلامية التي تنتهج العنف مثل داعش، كوسيلة لطرح أنفسهم كبديل لا يتسبب في مشكلات”، ولكن “يمكن أن يؤدي نفوذهم إلى تهديد السلام الاجتماعي والوئام”.