– بغداد – البصرة – اثار قرار النظام الإيراني بقطع المياه الجارية من أراضيها بإتجاه العراق أمس حفيظة الشارع العراق الذي اعتبرها هجوما إرهابيا آخر ينفذه نظام ولي الفقيه في طهران ضد العراقيين ضمن خطته لتدمير العراق.
وأعلن معاون وزير الزراعة الإيراني، علي مراد اكبري، أمس في تصريح صحافي أن طهران قررت وبأمر مباشر من مرشد النظام الإيراني علي الخامنئي قطع نحو ٧ مليار متر مكعب من المياه النابعة من أراضيها والجارية بإتجاه الحدود العراقية، وتخصيص مبلغ ٨ مليارات دولار لوزارات الطاقة والزراعة ومساعدة خبراء للتحكم بعملية حركة المياه التي تدخل الى الأراضي العراقية مبينا أن هذه الكميات من المياه ستعزز بثلاثة مشاريع رئيسية منها مشروع بمساحة٥٥٠ ألف هكتار في الأحواز، وآخر بمساحة ٢٢٠ ألف هكتار في الأحواز ايضا وفي محافظة ايلام.
ويأتي قرار النظام الإيراني بقطع المياه بشكل كامل عن العراق ضمن حرب المياه التي أعلنتها طهران ضد العراق منذ عام ٢٠٠٣، فالإحصائيات الرسمية العراقية تشير الى أن طهران جففت خلال الأعوام الماضية أكثر من ٤٢ نهرا كانت تجري في الاراضي العراقية عبر تغيير مجاريها الى داخل أراضيها، ورغم أن الشارع العراقي احتج خلال السنوات الماضي في العديد من المدن العراقية على سياسات ايران في تحويل العراق الى صحراء، الا أن الرد الحكومي العراقي كان غائبا.
وقال الناشط المدني البصري، أمجد المالكي، أن إيران تواصل سياسة قطع المياه عن العراق منذ زمن، وأضاف لـ() “ايران تغير مجرى الأنهار الداخلة الى العراق، وتضخ مياه البزل المالحة (المياه الناجمة عن استصلاح أراضيها) في مياه شط العرب، وقد قطعوا حتى الآن مياه أكثر من ١٥ رافدا من الروافد المائية التي تصب داخل العراق”، لافتا الى أن خطوات ايران هذه تسببت في انخفاض مناسيب مياه شط العرب الذي يمر وسط البصرة ويصب في الخليج العربي، بالتالي ارتفاع المد الملحي في شط العرب”
واسفرت المشاريع التركية الإيرانية على نهري دجلة والفرات خلال الأعوام الماضية عن جفاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية على طول مجرى النهرين داخل الاراضي العراقية، وأثرت بشكل كبير على الحياة اليومية لسكان المدن الواقعة على ضفاف النهرين خصوصا سكان مدينة البصرة التي تشهد كارثة بيئة كبيرة بسبب الجفاف وارتفاع نسب الملوحة والتلوث في المياه اثر المشاريع التي تنفذها ايران على الأنهر التي تنبع في المدن الإيرانية المحاذية للبصرة.
من جهته حذر الناشط في مجال البيئة كاظم الزبيدي من موجات نزوح مليونية قد تشهدها البصرة مدن جنوب العراق اثر جفاف الأراضي والدمار الاقتصادي، وتابع الزبيدي لـ() “ايران دمرت الزراعة والصناعة والتجارة في العراق، اليوم نرى بأعيننا كيف أن السكان المحليين الذين يعيشون على ضفاف هذين النهرين في بلاد مابين النهرين يموتون من العطش وقد تركوا مهنهم في الزراعة والرعي والصيد، نحن نتعرض لعمليات إبادة جماعية من قبل ايران وعلى العالم أن ينقذنا من الشر الإيراني”.
وتشير احصائيات المديرية العامة للسدود في إقليم كردستان أن إيران أنشأت ٢٦ سدا على نهري الزاب الصغير وسيروان (ديالى) وبنت نفقا لتحويل مجرى نهر سيروان الى داخل اراضيها باتجاه مدينة سربيل زهاو والكرخة، وهذا النفق في طور الاكتمال الأمر الذي ظهرت آثاره بشكل كبير على الزراعة في الإقليم خلال السنوات الماضية.
من جانبه قال جاسم علي، وهو فلاح من مدينة العمارة جنوب العراق أنه قرر ترك أرضه الزراعية والهجرة الى بغداد بعد الجفاف الذي حل بالأراضي في جنوب العراق، وأوضح على لـ() “اعداد كبيرة من الأغنام والماشية نفقت الصيف الماضي جراء الحر والجفاف وارتفاع نسبة الملوحة، وتكبدت خسائر كبيرة، لذلك لا يمكننا أن نعيش هنا مجددا، ساترك الأرض والمدينة وأعيش مع عائلتي في بغداد بعد أن حصلت على عمل في احد المقاهي عن أقربائي”.
وينبع نهر دجلة من جبال طوروس جنوب شرقي الأناضول في تركيا، ويمر عبر سوريا بمسافة ٥٠ كيلومترا في مدينة القامشلي ليدخل العراق عند بلدة فيشخابور ثم الموصل وصولا إلى بغداد ومنها الى البصرة وتشكل مع نهر الفرات عند وصولها البصرة شط العرب.
وتغذي نهر دجلة مجموعة كبيرة من الروافد النابعة من الأراضي الإيرانية والتركية منها الخابور والزاب الكبير والزاب الصغير والعظيم وسيروان، وتمثل هذه الروافد ثلثي مياه النهر. أما نهر الفرات فهو الآخر ينبع من جبال طوروس في تركيا، وتنضم إليه عدة روافد قبل دخوله الأراضي السورية عند مدينة جرابلس مرورا بدير الزور ثم البو كمال، ومنها يدخل العراق عبر مدينة القائم بمحافظة الأنبار مرورا بالفلوجة ثم يتجه إلى جنوب العراق.