في واحدة من الفعاليات التى باتت الأكثر تحيزا لدولة الإحتلال فى الولايات المتحدة الامريكية، إنطلق يوم 8 يوليو2019 فعاليات مؤتمر “المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل”، وهو المؤتمر الذى يعقد في واشنطن وتسلط عليه الأضواء بنفس قوة مؤتمرات إيباك، بحكم كم التركيز الاعلامي عليه، وما يتم إثارته على الميديا بسبب تصريحات المشاركين بالمؤتمر.
وبمؤتمر أمس ووسط حضور صحفي كبير صرح وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، قائلا: إن دولة إسرائيل الحديثة هي الأمة الوحيدة الحرة في منطقة الشرق الأوسط، وهي الدولة الوحيدة بالمنطقة التى تشهد احترام كامل تجاه كافة الاديان، ولذلك تعد إسرائيل المصباح الذى يضى الطريق لباقي دول الشرق الاوسط بل والعالم أجمع”.
ويضيف بومبيو قائلا: “أن المسيحيين وباقي الأقليات الدينية الاخرى التى تسكن دول الشرق الاوسط وفي مقدمتها العراق ودول اخرى بالمنطقة تتعرض لتهديد دائم، وإحدى أولوياتنا الإنسانية ألا يُسلب حقوق هولاء”.
ومن جانبه صرح نائب الرئيس الامريكي مايك بنس قائلا: “لقد تشرفت اليوم وسعدت كثيرا بسبب الانضمام إلى ذلك المؤتمر، فنحن نقف مع إسرائيل لأن قضيتها هي قضيتنا، وقيمها هي نفس قيمنا، ومعركتها هي أيضا نفس معركتنا، ولذلك نحن نقف مع إسرائيل في خندق واحد لأننا نؤمن بالحرية، وبأن فى النهاية سينتصر الخير على الشر، وستنتصر الحرية على الطغيان”.
وبخصوص إيران، قال مايك بنس “إن واشنطن مستعدة لإجراء محادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي، كما أن الولايات المتحدة لا تسعى لشن حرب على إيران، ولكن في نفس الوقت واشنطن لن تتأخر أو تتردد فى حماية المصالح الأميركية والأميركيين بالشرق الاوسط”.
وصرح ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى دولة الاحتلال قائلا: “لقد تشرفت الليلة الماضية بالحصول على جائزة المدافع عن إسرائيل خلال مؤتمر المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل، وأنا أشعر بالفخر للمشاركة، فنحن (الولايات المتحدة) يجب أن نكون دائما أقوى وأكثر ذكاء وأكثر التزاما لعلاقتنا مع تل أبيب”.
بينما صرح رئيس وزراء دولة الإحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع القس جون هايغي عبر الفيديو كونفرنس، قائلا: “إن الاتفاق النووي مع طهران كان مبني دائمًا على كذبة مفادها أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهذا خطا فقد كشفنا عن تلك الكذبة للعالم، حينما أرسلنا عناصرنا إلى قلب العاصمة الإيرانية ليحضروا لنا الأرشيف النووي السري الخاص بإيران، والذي دل على أنهم قد عملوا بالفعل على تطوير القنابل النووية منذ 20 عامًا”.
ويضيف قائلا: “كارثية ذلك الاتفاق لم تكن مبنية على كذبة ولكن كونها مهدت الطريق أمام طهران لامتلاك السلاح النووي، بعد أن تم إزالة أي قيود وُضعت على البرنامج النووي الإيراني”.
وجائت تصريحات نتنياهو قبل أن يمتدح شجاعة إدارة الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب بسبب إنسحابه من الإتفاق النووي، ومطالبة كافة الاطراف للوقوف ضد إيران ومشروعها النووي وفى المقدمة الدول الاوروبية التى مازالت تتمسك بالاتفاق.
جدير بالذكر أن ما يسمى بـ “الصهيونية المسيحية” والتى تطلق على أتباع الطائفة الانجيلية فى الولايات المتحدة والذين ينحازوا عقائديا وسياسيا لدولة الاحتلال، خرج أغلب هولاءً من الكنائس البروتستانتية، التى تحمل فكر خاص بها سواء فى الدين أو كيفية ممارسة طقوس الدين مختلف تماما عن الارثوذكسية أو الكاثوليكية.
فطائفة الانجيليين والتى جائت تحت مسميات عديدة منها “الماسوديت” وهي الطائفة التى كان يتبع لها جورب بوش الاب وكذلك الابن، ولذلك كل تصريحات بوش على قيام امريكا بغزو العراق (أو مملكة بابل كما ردد حينها) يندرج فى الغالب تحت تحليلات دينية أكثر ما هي سياسية أو عسكرية.
فتؤمن تلك الطائفة بعودة بني اسرائيل الى ارضه، وقيام مملكة اسرائيل من جديد، وهم يروا فى إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 إعلان الالهي أكثر منه أمر سياسي، كي تتم نبؤات العهد القديم والجديد وتشكل المقدمة لمجيء المسيح الثاني إلى الأرض كملكٍ منتصر.
*باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا
[email protected]