ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ بحث وفد من جهاز المخابرات العامة المصرية في رام الله، أمس الخميس، مع مسؤولين في حركة “فتح” التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الجهود التي تقوم بها القاهرة لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة بين الفلسطينيين.
ومن المتوقع أن يزور الوفد المصري في وقت لاحق، قطاع غزة، من أجل الاجتماع مع مسؤولي حركة “حماس”، التي تسيطر على القطاع منذ 12 عاما.
زيارة مصرية
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن الوفد المصري برئاسة الوكيل أيمن بديع، اجتمع مع أعضاء اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد وروحي فتوح وحسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج.
وحسب الوكالة “ناقش اللقاء تطورات الأوضاع في فلسطين، سواء فيما يتعلق بالجهود التي تقوم بها مصر، بشأن إنهاء الانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية خاصة في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها، والموقف الفلسطيني الموحد في مجابهة ما تسمى (صفقة القرن) وضرورة البناء على هذا الموقف”.
وأضافت الوكالة “كما جرى مناقشة المصاعب التي تواجه السلطة الفلسطينية، بسبب حجز أموال المقاصة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى سياسات الاحتلال وإجراءاته، خاصة ما يتعلق بالقدس واستمرار هدم منازل المواطنين واستمرار سياسة التوسع الاستيطاني”.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية أن “الجانبين اتفقا على متابعة التحرك المشترك مع الأطراف المعنية بالقضايا التي تم بحثها”.
وجاءت زيارة الوفد المصري استكمالاً لاجتماع اللواء ماجد فرج، التي جرت يوم أمس في القاهرة، مع وزير المخابرات المصرية، عباس كامل. واتفق الجانبان على متابعة التحرك المشترك مع الأطراف المعنية بالقضايا التي تم بحثها.
وتتوسط مصر في محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لتعزيز تفاهمات وقف إطلاق النار.
اتفاق 2017
وأكد نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، تمسك حركته باتفاق 2017، الذي توصلت إليه الحركتان برعاية مصرية للمصالحة مع حماس.
وقال في تصريحات صحفية “قلنا للمصريين إننا لن نتراجع عن اتفاق 2017… احضروا موافقة خطية وواضحة من حماس بشأنه، لنعود مرة أخرى لنباشر العمل من جديد لإنهاء هذا الموضوع”.
وأضاف “إذا لم ننجز المصالحة الآن، فهذا لا يعني أن نذهب للاقتتال”، مشيرًا إلى “أهمية وقف التراشق الإعلامي، من أجل الهدف المشترك المتمثل بإفشال السياسة الأمريكية ومواجهة الاحتلال”.
وأكد العالول أن “استعادة الوحدة الوطنية، مسألة جوهرية وأساسية، وحركة فتح ستبذل كل جهدها من أجل تحقيقها، وأتمنى أن تكون هناك نتائج إيجابية بهذا الملف”.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد مساء الأربعاء، الالتزام باتفاق 2017 بشأن المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه ينتظر الرد من الجانب المصري حول الالتزام وتطبيق هذا الاتفاق.
جاء ذلك خلال حديث عباس، مع ممثلي الصحافة العربية والمحلية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، حول آخر التطورات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال عباس “اتفقنا مع المصريين على اتفاق اسمه اتفاق 2017 الذي يقضي بالحل، ونحن وافقنا عليه وإلى الآن مع الأسف لم يطبق، ونحن ملتزمون بهذا الاتفاق، وننتظر الرد”.
انتخابات شاملة
وأشار الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إلى “استعداد حماس لتقديم كل متطلبات المصالحة، وأن هناك حالة من التعنت لا تزال عند رئيس السلطة أبو مازن، والوقوف عند الموقف الأول من سنوات”.
وقال الحية “إن حركة حماس قدمت الحكم على طبق من فضة، فتم التنازل عن الحكومة العاشرة بالنصف في اتفاق مكة، ومن ثم تنازلت حماس عن كل الحكومة في اتفاق الشاطئ”.
وأضاف “بعد اتفاق القاهرة 2017، جاءت الحكومة التي غيروا ثلثيها وسلمنا كل شيء، وللأسف لم يتقدموا خطوة ولم يغيثوا غزة بشيء. ولكي نذهب إلى وحدة وطنية، لا بد من مبادرات حقيقية، إما اجتماع الكل الفلسطيني، أو انتخابات شاملة”.
وشدد على أن الوحدة الوطنية ضرورة وطنية واستراتيجية هامة لمواجهة كل المشاريع التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ضرورة المصالحة
الدكتور أيمن الرقب، السياسي الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، قال إن “مصر تحاول أن تستشرف الخطر الذي يواجه القضية الفلسطينية، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الشق السياسي لصفقة القرن”.
وأضاف في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، أن “الوفد المصري وصل اليوم إلى رام الله واجتمع مع رئيس السلطة، محمود عباس (أبو مازن)، وسيصل إلى قطاع غزة لمقابلة وفد حركة حماس”.
وأكد أن “مصر تهدف من هذه الزيارة تحقيق مصالحة فلسطينية وفرض حالة التهدئة بين الفصائل، وتحاول مصر خبرتها الكبيرة في الملف الفلسطيني أن تصل إلى رؤية شاملة واتفاق، وألا يكون الأمر فقط متعلق بالتهدئة”.
وأشار الرقب إلى أن “الزيارة تأتي في وقت حساس، تشير التسريبات فيه إلى استعداد إسرائيل لشن حرب واسعة على قطاع غزة”.
وتابع “أعتقد الأمر محرج لكل الأطراف أن يكون هناك حرب على قطاع غزة، دون أن يكون هناك مصالحة فلسطينية تنهي ملفات كثيرة عالقة وتصبح مجال لوحدة حال، لمواجهة كل المتغيرات، من ضمنها محاولة إسرائيل الدخول إلى غزة من جديد”.