السلايدر الرئيسيتحقيقات

ازمة “الجهاديين” المغاربة وعائلاتهم المحتجزين لدى “قسد” في سوريا تؤرق الحكومة واجهزة الامن المغربية… واقتراح بعودتهم عبر الجيش الامريكي او الاردن

لطيفة الدوكالي

ـ الرباط ـ من لطيفة الدوكالي ـ لا زالت ازمة “الجهاديين” المغاربة وعائلاتهم المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية تؤرق الحكومة المغربية والاجهزة الامنية في المملكة، ومع تواتر الانباء عن فرار العشرات منهم من مخيمات الاحتجاز المعلنة والسرية التابلعة لـ “قسد” ازدادت المخاوف من اعادة تمركزهم في مناطق التوتر في المنطقة.

وكشفت صحيفة “أخبار اليوم” المغربية عن الأوضاع المأسوية والكارثية التي قد تدفع زوجات وأطفال الجهاديين المغاربة إلى الفرار من مخيم الهول الواقع أقصى جنوب شرق محافظة الحسكة، وإعادة الانتشار في بؤر توتر أخرى والتسلل إلى أوروبا، وهو ما وقع في النهاية.

مصادر مطلعة أكدت للصحيفة من الأراضي السورية فرار العشرات من النساء والأطفال، من مختلف الجنسيات من بينهم مغاربة، من مخيم الهول التابع لقوات سوريا الديمقراطية، بداية الأسبوع الماضي نحو الحدود السورية مع تركيا.

وفي الوقت الذي لم تحدد المصادر عدد المغاربة الهاربين من مخيم الهول، أوضحت أن كل الفارين لازالوا عالقين في الحدود مع تركيا.

وأرجعت المصادر فرار بعض الجهاديات المغربيات وأطفالهن المحتجزين في المخيم، إلى الفوضى وتزايد الاعتداء عليهم من قبل الداعشيات التكفيريات، إلى جانب ضعف التغذية وانعدام الخدمات الصحية، وانتشار الأمراض والأوبئة، ومرض الأطفال، بحيث لم يعد هناك أي خيار أمام أمهاتهن غير خيار الهروب، مع إمكانية اختطافهن أو المتاجرة أو الاعتداء عليهن في الطريق، لإنقاذ أطفالهن.

وتابعت أن عملية تهريب المغربيات وأطفالهن من المخيم يقف وراءها مهربون سوريون مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 2500 إلى 5000 دولار أمريكي.

واكدت المصادر للصحيفة ان الظروف الكارثية والمأسوية التي تعيشها الأسر المغربية العالقة في مخيمات “قسد” في شمال سوريا، تهدد حيوات عشرات الأطفال المغاربة، والذين يحتاجون إلى التغذية والأدوية.

وهو الشيء الذي أكده، أيضا، المرصد السوري لحقوق الإنسان، بالإشارة إلى مصرع أطفال مغاربة في مخيم الهول دون أي يقدم رقما محددا. وجاء في تقرير للمرصد أنه “في ظل الأوضاع الكارثية التي تلقي بظلالها على الجانب الطبي ضمن مخيم الهول، وتقاعس جميع الجهات الدولية عن تقديم الدعم لإيجاد حل للكارثة الإنسانية في مخيم “موت الأطفال”، يواصل الموت بسط ذراعيه على مخيم الهول حاصداً أرواح المزيد من الأطفال، حيث وثق المرصد السوري مفارقة 50 طفلاً جديداً للحياة في مخيم الهول نتيجة سوء الأحوال الصحية والمعيشية، ونقص الأدوية والأغذية، والنقص الحاد في الرعاية الطبية، وبذلك فإن عدد الأطفال الذين فارقوا الحياة منذ مطلع يناير من العام الجاري حتى مساء الاثنين الـ 8 يوليو الجاري، يرتفع إلى 358 على الأقل”، موضحا أن “الأطفال الذين فارقوا الحياة هم من جنسيات دول بريطانيا وبرتغال وروسيا وتركيا وأذربيجان وأوكرانيا وبلجيكا والصين والشيشان وتركستان والمغرب وتونس وجزر المالديف وإندونيسيا والصومال والهند وجنسيات أخرى من آسيا وأوروبا وإفريقيا”.

وبخصوص مصير 15 طفلا مغربيا وأمهاتهم يحملون أيضا الجنسية الإسبانية، لازالوا عالقين في مخيمات “قسد”.

الرئيس المشترك لهيئة العلاقات الخارجية في قوات سوريا الديمقراطية، الدكتور عبد الكريم عمر، أوضح أن “قسد لم تكن لديها أي اتصالات رسمية أو غير رسمية، ولم تتلق أي طلب من أي نوع بخصوص معتقلي داعش. بكل بساطة لم يكن هناك أي اتصال مع حكومة مدريد”، وفق ما أوردته صحيفة “البيريوديكو” الكتالانية.

مصادر من “قسد” أسرت للصحيفة الكتالانية أن صعوبات ترحيل الأطفال المغاربة الـ15 وأمهاتهم، تتمثل بالأساس في العراقيل الدبلوماسية. وشرحت المصادر ذاتها قائلة “الأمهات طلبن الترحيل وعائلاتهن يضغطن على السلطات من أجل ترحيلهن. غير أنه لم يتم أي اتصال بين الجهات الرسمية المعنية”.

في نفس السياق، كشف مركز “روجآفا للدراسات الاستراتيجية “NRLS”، أن عملية ترحيل الجهاديين المغاربة مؤخرا إلى المملكة تم عبر قناة أفراد الجيش الأمريكي، الذين يشتغلون بشكل وثيق في شمال سوريا مع القوات الكردية، وليس عبر القنوات الدبلوماسية مع قوات سوريا الديمقراطية.

وتابع أنه في ظل رفض الدول المعنية بقضية الجهاديين المعتقلين لدى قسد الدخول معها في علاقات دبلوماسية لترحيلهم، فإن خيارا بديلا طُرِحَ وهو دولة الأردن التي يمكن أن تلعب دور القنطرة لتسريع ترحيل هؤلاء الجهاديين.

ويرى المرصد السوري أن أعداد المتواجدين في مخيم الهول تراجع عقب عمليات الهروب الأخيرة وتسليم الأطفال الأجانب إلى دولهم، حيث باتت هذا المخيم يضم ما لا يقل عن 70422 شخصا، من بينهم مغاربة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق