ـ القاهرة ـ من احمد محمود ـ جاءت الزيارة التي قام بها وفد من حركة حماس إلى العاصمة الروسية موسكو لتزيد من أهمية التحركات الخارجية للحركة، وهي التحركات التي تزيد مع طلب الحركة رسميا من موسكو ضرورة التدخل لحل الأزمة السياسية المرتبطة بعملية السلام، فضلا عن توجس حماس من السياسات الأمريكية التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهي السياسات التي اكتسبت ردود فعل واسعة إزاء ما يتردد عن صفقة القرن والانحياز الأمريكي لإسرائيل إزاء هذه الصفقة التي ترفضها القوى والشعب الفلسطيني.
اللافت أن هذا الطلب الذي تقدمت به حركة حماس يأتي تزامنا مع تحركات سياسية تقوم بها حماس الان على الصعيد التركي لمحاولة رأب أي صدع مع “الشعب” التركي، خاصة في ظل وجود غضب واضح من تواجد الأجانب في تركيا، والأهم من هذا اندلاع مواجهات بين الكثير من الأتراك من جهة وعدد من الفلسطينيين خاصة من أتباع حركة حماس ممن يتهمهم الأتراك بالتسبب في الكثير من الأضرار للاقتصاد المحلي للدولة.
وقال وزير الخارجية التركي الأسبق يسار ياكيس إنه ومع تغير تركيا اليوم وانحدار شعبية العدالة والتنمية نرى الحزب الحاكم مجبر على تغيير بعض السياسات. وقال ياكيس في حوار له مع صحيفة الرياض السعودية اليوم الخميس إلى إعلان برلمانيون تابعون لأردوغان عن عزمهم تغيير السياسات تجاه اللاجئين السوريين وتضييق الخناق عليهم بسبب ضغوطات الشعب التركي.
http://www.alriyadh.com/1766665#
وتشير عدد من التقارير إلى أن هذه الفرضية تتأكد مع تفجر عدد من القضايا أخيرا بشأن الأنشطة التي تقوم بها حركة حماس من تركيا، وعلى سبيل المثال وفي بداية عام 2018 اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي التركي كميل طقلي، والذي يعمل محاضرا في القانون.
واشارت التقارير الأمنية آنذاك أن طقلي ساعد عدد من العناصر التابعة للحركة ممن تواجدت في تركيا، بل وكون شبكة من النشطاء الفلسطينيين داخل أراضي الخط الأخضر.
ونبهت الصحيفة إلى الدور الذي يقوم بها القيادي التابع لحركة حماس زاهر جبارين، وهو أحد من افرجت عنهم إسرائيل في إطار صفقة شاليط.
ويعتبر جبارين المسؤول عن ملف ميزانية حماس ويعمل أيضا على دعم العمليات في الضفة الغربية بالتنسيق وتعليمات من صالح العاروري وهو نائب رئيس حركة حماس ورئيس مكتب الضفة الغربية.
عموما فإن التغيرات الحاصلة بالعالم الآن والتي تؤثر بدورها على نشاط حركة حماس أو غيرها من الأنشطة المختلفة الأخرى تعطي جرس إنذار قوي، وهو الجرس الذي بات يمثل أهمية كبيرة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتعلقة بحركة حماس الان.