العالم
نيكاراغوا المأزومة تحتفل بالذكرى الأربعين للثورة الساندينية
ـ ماناغوا ـ احتفلت نيكاراغوا الجمعة بالذكرى الأربعين للثورة الساندينية، فيما تواجه البلاد منذ أكثر من سنة أزمة سياسية واقتصادية بعيدة عن الحماس الذي أدى إلى الإطاحة بالحكم الديكتاتوري لسوموزا الذي كان يتولى السلطة منذ 1936.
فقد بدأ آلاف من أنصار الرئيس دانيال أورتيغا والجبهة الساندينية للتحرير الوطني (في الحكم) الذين توافدوا من جميع أنحاء البلاد، بالتجمع ابتداء من صباح الجمعة في العاصمة في الجادة المحاذية لبحيرة ماناغوا حيث انتظروا على وقع الأغاني الثورية.
وألقى رئيس الدولة بهد ظهر الجمعة امام الجماهير خطابا حول ذكرى هرب أناستازيو سوموزا الى باراغواي في 19 تموز/يوليو 1979.
وكان الدخول المظفر للمقاتلين الى ماناغوا شكل انتصارا الساندينين الذين كانوا يحملون آمال اليسار الاميركي اللاتيني.
وكرر أورتيغا في خطابه الذي ألقاه امام آلاف من انصاره، رفضه العودة الى طاولة المفاوضات مع المعارضة. وقال إن “الحوار الوحيد الجدير بالاهتمام في ظل الظروف الحالية” هو الحوار مع المواطنين “المستعدين للعمل” من أجل تطوير البلاد.
ودعا التحالف المدني للعدالة والديمقراطية المعارض، أورتيغا هذا الأسبوع إلى استئناف المفاوضات. وقد توقفت هذه المناقشات منذ 16 ايار/مايو عندما انسحب التحالف المدني للعدالة والديموقراطية بعد مقتل أحد المعارضين في ظروف غامضة.
ورفض أورتيغا أيضا مرة جديدة طلب المعارضة تقديم موعد الانتخابات، وأكد أنها ستجرى كما هو مقرر في 2021.
حنين وخيبة أمل
ويتحدث سكان نيكاراغوا بحنين عن القيم المثالية التي سادت في مرحلة سقوط سوموزا. وأشار عدد كبير منهم بخيبة أمل، إلى أن المقاتل السانديني الشاب آنذاك، دانيال أورتيغا الذي يبلغ الثالثة والسبعين من العمر اليوم ويتمسك بالسلطة ولا يتردد في قمع تظاهرات المعارضين بقوة وعنف.
وقد اضطر دانييل أورتيغا الذي انتُخب لأول مرة في 1985، الى مواجهة ثورة “الكونترا”، اي الفلاحين الذين تمردوا على الحكومة الساندينية بمساعدة الولايات المتحدة في عهد الرئيس رونالد ريغن.
ولم تنته الحرب الاهلية إلا في 1990 مع انتخاب الرئيسة فيوليتا شامورو. وكانت الحصيلة كبيرة جدا: 50 الف قتيل واقتصاد مدمر وتضخم متسارع بلغ 33 ألفا بالمئة ونقص في المواد الأساسية بسبب الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على النظام السانديني.
ووُجهت الى الرئيسين اليمينين أرنولدو أليمان وإنريكي بولانوس اللذين خلفا شامورو تهما تتعلق بالمحسوبية والفساد، ما مهد الطريق لعودة دانيال أورتيغا إلى السلطة في 2007.
ويرفض المقاتل السابق الذي اعيد انتخابه باستمرار منذ ذلك الحين، نتيجة تعديل دستوري، التخلي عن السلطة مع زوجته روزاريو موريو التي عينها نائبة للرئيس قبل نهاية ولايته الحالية في 2021.
شرطة مكافحة الشغب
بدأت التظاهرات المعادية للحكومة في 18 نيسان/أبريل 2018، باحتجاج على إصلاح الضمان الاجتماعي الذي تراجعت عنه الحكومة بعد ذلك. إلا ان المتظاهرين سرعان ما طالبوا باستقالة دانيال أورتيغا المتهم بإقامة دكتاتورية وإجراء انتخابات مبكرة.
وكانت حملة القمع دامية. فقد خلف العنف السياسي أكثر من 325 قتيلا وألفي جريح، أغلبيتهم الساحقة في صفوف المعارضة، كما ذكرت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. وألقي بأكثر من 500 معارض في السجن، بينما ذهب عشرات الآلاف من سكان البلاد إلى المنفى.
كذلك دفعت الأزمة بالبلاد إلى الركود مع تراجع اجمالي الناتج المحلي العام الماضي بنسبة 3،8% على الأقل وخسارة حوالى 450 ألف فرصة عمل كما تقول أوساط المؤسسات.
وتواجه الحكومة صعوبة في اقناع المواطنين بأن الوضع قد عاد إلى طبيعته، فيما تنتشر شرطة مكافحة الشغب في القطاعات الإستراتيجية في العاصمة ماناغوا والمدن الإقليمية الرئيسية.
إلا أن مؤيدي دانيال أورتيغا يؤكدون ان الفقر قد انخفض في البلاد. وتفيد إحصائيات البنك الدولي ان نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر تراجعت من 48،3% في 2005 إلى 24،9% في 2016. (أ ف ب)