طارق الشناوي
هل الضعفاء كما يعتقد البعض لا حول لهم ولا قوة، وأن خضوعهم وصمتهم أبدي، الكثرة تغلب الشجاعة، مقولة كثيراً ما نرددها، رغم أن الأصح أن نقول الكثرة دافع لبعث الشجاعة. هل لدى الكائنات الحية درجات من التحمل وبعدها يحدث الانفلات؟ نعم هناك مرحلة تتجاوز القدرة على الاحتمال، الأمر ينطبق على الإنسان والحيوان.
قرأت قبل أيام في جريدة «الشرق الأوسط» أن عدداً من الولايات الأميركية لوحظ فيها أن الطيور تعتدي على البشر، بعد أن بدأوا هم في العدوان على أعشاشهم، ما الذي غيّر توجه الطيور بدلاً من أن تلتقط الحبوب من الأرض أو الثمرة الصغيرة على الشجر، توجهت للاعتداء على رؤوس البشر.
قرأت أيضاً للكاتب المبدع د. محمد المخزنجي مقالاً عن الجراد الأحمر نشره في جريدة «المصري اليوم»، يتناول تغييراً جينياً، للجراد الأخضر الوديع، الذي يلعب دوراً حيوياً في توازن البيئة، إلا أنه تحول إلى اللون الأحمر وأصبح أكثر شراسة، ودمر البيئة، اقتراب أسراب الجراد من بعضها يمنحها شجاعة استثنائية، ويتيح لها فرض قانونها على الطبيعة.
السينما سبقت كل ذلك وتحديداً العبقري ألفريد هيتشكوك قبل نحو 60 عاماً، عندما تناول في فيلمه (الطيور)، ظاهرة انتقام الطيور التي شاهدناها في البداية، مسالمة خاضعة لرغبات البشر، حيث كانت تجري الأحداث في أحد ضواحي سان فرانسيسكو، ثم كانت لها بعد ذلك الكلمة النهائية على حياة البشر، لأنهم اعتدوا عليهم فتوحدوا ضدهم، صارت تلك الكائنات الوديعة بطبعها مليئة بالشراسة بعد أن فاضت بها مشاعر الانتقام.
التوازن في الحياة يقضي بضرورة احترام حقوق الضعفاء قبل الأقوياء.
أتذكر فيلم حسن الإمام «إضراب الشحاتين»، يعتقد البعض أن الشحاذين يبحثون فقط يومياً عن لقمة العيش، ولهذا فإن طبيعة حياتهم تحول دون إضرابهم، إلا أن القصة التي كتبها إحسان عبد القدوس ولعبت بطولتها عام 1967 لبنى عبد العزيز كانت تتناول معنى الكرامة قبل لقمة العيش.
يوجد بوسط مدينة القاهرة مقهى شهير يطلقون عليها «بعرة»، وهو الأقرب لمكاتب «الريجسير» حيث ينتظر «الكومبارس» استدعاء من المكتب ليظهر في لقطة عابرة مقابل جنيهات قليلة، هذا المقهى عرف مثلاً أنور وجدي، والذي أخذ اسم وجدي من مكتشفه الريجسير قاسم وجدي، الذي كان مؤمناً بموهبته، كُثر جلسوا على هذا المقهى، وبدأوا رحلتهم من الصفر، قبل أن يصبحوا نجوماً، ولم يخجلوا أبداً من ذكر الحقيقة، مثل سميرة أحمد، وهند رستم، وصلاح منصور، وغيرهم، على الجانب الآخر، هناك من يستمر طوال الرحلة كومبارساً، وهؤلاء يشكلون الأغلبية، من أشهرهن السمراء الراحلة فايزة عبد الجواد، التي كانت تقود مظاهرات الكومبارس للمطالبة بعضوية نقابة الممثلين، وعندما رفض النقيب، وكان في تلك السنوات حمدي غيث، قبول عضويتهم، هددوا بالتوقف عن المشاركة في الأعمال الفنية، فبدأت النقابة في السماح لبعضهم بالحصول على (الكارنيه).
الضعفاء أيضاً يملكون أسلحة، الطائر بمنقاره الهادئ الذي يلتقط فقط الحبوب من الممكن أن يتحول لو شعر بالعدوان إلى سلاح باتر يُدمي ويقتل الناس.
أشار هيتشكوك إلى تلك المأساة، عام 63 وطلب منا مراجعة أنفسنا، وعندما لم نتعلم من شاشة السينما، قدمت لنا الحياة درساً واقعياً.
قرأت قبل أيام في جريدة «الشرق الأوسط» أن عدداً من الولايات الأميركية لوحظ فيها أن الطيور تعتدي على البشر، بعد أن بدأوا هم في العدوان على أعشاشهم، ما الذي غيّر توجه الطيور بدلاً من أن تلتقط الحبوب من الأرض أو الثمرة الصغيرة على الشجر، توجهت للاعتداء على رؤوس البشر.
قرأت أيضاً للكاتب المبدع د. محمد المخزنجي مقالاً عن الجراد الأحمر نشره في جريدة «المصري اليوم»، يتناول تغييراً جينياً، للجراد الأخضر الوديع، الذي يلعب دوراً حيوياً في توازن البيئة، إلا أنه تحول إلى اللون الأحمر وأصبح أكثر شراسة، ودمر البيئة، اقتراب أسراب الجراد من بعضها يمنحها شجاعة استثنائية، ويتيح لها فرض قانونها على الطبيعة.
السينما سبقت كل ذلك وتحديداً العبقري ألفريد هيتشكوك قبل نحو 60 عاماً، عندما تناول في فيلمه (الطيور)، ظاهرة انتقام الطيور التي شاهدناها في البداية، مسالمة خاضعة لرغبات البشر، حيث كانت تجري الأحداث في أحد ضواحي سان فرانسيسكو، ثم كانت لها بعد ذلك الكلمة النهائية على حياة البشر، لأنهم اعتدوا عليهم فتوحدوا ضدهم، صارت تلك الكائنات الوديعة بطبعها مليئة بالشراسة بعد أن فاضت بها مشاعر الانتقام.
التوازن في الحياة يقضي بضرورة احترام حقوق الضعفاء قبل الأقوياء.
أتذكر فيلم حسن الإمام «إضراب الشحاتين»، يعتقد البعض أن الشحاذين يبحثون فقط يومياً عن لقمة العيش، ولهذا فإن طبيعة حياتهم تحول دون إضرابهم، إلا أن القصة التي كتبها إحسان عبد القدوس ولعبت بطولتها عام 1967 لبنى عبد العزيز كانت تتناول معنى الكرامة قبل لقمة العيش.
يوجد بوسط مدينة القاهرة مقهى شهير يطلقون عليها «بعرة»، وهو الأقرب لمكاتب «الريجسير» حيث ينتظر «الكومبارس» استدعاء من المكتب ليظهر في لقطة عابرة مقابل جنيهات قليلة، هذا المقهى عرف مثلاً أنور وجدي، والذي أخذ اسم وجدي من مكتشفه الريجسير قاسم وجدي، الذي كان مؤمناً بموهبته، كُثر جلسوا على هذا المقهى، وبدأوا رحلتهم من الصفر، قبل أن يصبحوا نجوماً، ولم يخجلوا أبداً من ذكر الحقيقة، مثل سميرة أحمد، وهند رستم، وصلاح منصور، وغيرهم، على الجانب الآخر، هناك من يستمر طوال الرحلة كومبارساً، وهؤلاء يشكلون الأغلبية، من أشهرهن السمراء الراحلة فايزة عبد الجواد، التي كانت تقود مظاهرات الكومبارس للمطالبة بعضوية نقابة الممثلين، وعندما رفض النقيب، وكان في تلك السنوات حمدي غيث، قبول عضويتهم، هددوا بالتوقف عن المشاركة في الأعمال الفنية، فبدأت النقابة في السماح لبعضهم بالحصول على (الكارنيه).
الضعفاء أيضاً يملكون أسلحة، الطائر بمنقاره الهادئ الذي يلتقط فقط الحبوب من الممكن أن يتحول لو شعر بالعدوان إلى سلاح باتر يُدمي ويقتل الناس.
أشار هيتشكوك إلى تلك المأساة، عام 63 وطلب منا مراجعة أنفسنا، وعندما لم نتعلم من شاشة السينما، قدمت لنا الحياة درساً واقعياً.