أوروبا
بوريس جونسون سيتسلم رئاسة الحكومة البريطانية وأولويته انجاز بريكست
ـ لندن ـ يتولى بوريس جونسون الاربعاء رئاسة الحكومة البريطانية بعد انتخابه رئيسا لحزب المحافظين ومهمته الاساسية إنجاز خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي بحلول 31 تشرين الاول/اكتوبر مع أو بدون اتفاق.
غداة فوز ساحق على خصمه وزير الخارجية جيريمي هانت، سيصبح بوريس جونسون (55 عاما) الأربعاء رئيس الحكومة الرابع عشر في عهد الملكة إليزابيث.
وخصص رئيس الوزراء المقبل فترة الصباح لينهي العمل على تشكيلة حكومته التي من المفترض أن يعلن عن أبرز أسماء أعضائها عند بداية المساء.
وأكدت الصحافة البريطانية أن هذه الحكومة ستتضمن عدداً أكبر من النساء ومن الممثلين عن الأقليات الاتنية.
وقال مصدر قريب من جونسون أن الأخير سيعين أحد أبرز الناشطين في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016 دومينيك كومينغز مستشاراً رئيسياً له.
واحتلّ فوز جونسون في رئاسة الوزراء الصفحات الأولى في كل صحف البلاد. وكتبت صحيفة “تايمز” أن “جونسون سيبدأ ولايته بنوايا نبيلة”، محذرة بأن “ذلك لن ينفع بشيء ما لم ينجح في حلّ مشكلة بريكست العصيبة”.
وأمضت تيريزا ماي ليلة أخيرة في مقر الحكومة في داونينغ ستريت، بعدما اضطرت للانسحاب لفشلها في إقناع النواب بالموافقة على الاتفاق الذي توصلت إليه مع المفوضية الأوروبية حول بريكست في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وستحضر ظهر الأربعاء آخر جلسة مساءلة أسبوعية لها في البرلمان.
بعد ذلك، ستلقي ماي كلمة أمام مقر الحكومة المكان نفسه الذي أعلنت منه استقالتها في 24 أيار/مايو، باكية ومعبرة عن “أسفها العميق” لإخفاقها في تنفيذ بريكست الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين من أجله في استفتاء حزيران/يونيو 2016.
وستتوجه على أثر ذلك إلى قصر باكينغهام لتقديم استقالتها رسميا إلى الملكة.
وبعد ذلك ستستقبل الملكة اليزابيث الثانية بوريس جونسون لتكلفه تشكيل حكومة جديدة.
بعد هذا اللقاء سيلقي رئيس الوزراء الجديد خطابا.
قلق
لم ينتظر عدد من الوزراء في حكومة ماي طويلا قبل تقديم استقالتهم وقرروا الانسحاب، مثل وزير المالية فيليب هاموند الذي قال إنه لا يستطيع العمل بأوامر من جونسون المستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق.
وكرر الثلاثاء رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق في حكومة تيريزا ماي هدفه، قائلا “سننفذ بريكست في 31 تشرين الأول/أكتوبر”.
وأضاف الرجل الذي بذل كل جهوده من أجل إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي “سنستفيد من كل الفرص التي سيجلبها ذلك بروح إيجابية جديدة”.
لكن رغبته في الخروج من الاتحاد بأي ثمن في هذا الموعد وحتى بلا اتفاق، يثير قلق مؤيدي أوروبا وأوساط الأعمال التي تحثه على التخلي عن هذا السيناريو الذي قد يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد.
وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه الثلاثاء إن قادة الاتحاد مستعدون لمراجعة الإعلان السياسي الذي يحدد أسس العلاقات المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنهم لن يعيدوا التفاوض حول اتفاق الانسحاب الذي تم التوصل إليه بعد جهود شاقة ويحدد شروط الانفصال.
وبينما يصر كل طرف على موقفه يبدو الوقت ضيقاً.
وفي هذه الأجواء من الغموض، قال المدير العام لغرف التجارة البريطانية آدم مارشال متوجها إلى جونسون إن “الشركات بحاجة لمعرفة ما تفعله حكومتكم عمليا لتجنب بريكست فوضوي في 31 تشرين الأول/اكتوبر سيشكل مصدر اضطرابات للسكان والتجارة”.
وفي انتظار تولي جونسون مهامه، تراجعت بورصة لندن قليلاً صباح الأربعاء.
ورأى نيل ويلسون المحلل في “ماركتس دوت كوم” أن “الأسئلة المفتاحية تتمحور حول من سيعين في الحكومة وكيف ستتصرف الحكومة مع الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة. تكاملت السوق مع أشياء عديدة لكن بريكست بدون اتفاق لن يكون واحداً منها”.
وإلى جانب المخاوف المرتبطة ببريكست، ستكون إحدى مهمات جونسون تهدئة المخاوف المرتبطة بتصاعد التوتر في الخليج. فالعلاقات بين لندن وطهران متوترة جدا بعدما احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز. (أ ف ب)