أوروبا

بوريس جونسون يبدأ العمل لإنجاز بريكست بأي ثمن

ـ لندن ـ وصف رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون اتفاق بريكست الذي توصلت إليه سلفه تيريزا ماي مع بروكسل ب”غير المقبول”، وقال ان حكومته ستولي “أولوية قصوى” للتحضيرات للخروج من الاتحاد في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع بروكسل في الموعد المحدد في 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي بداية عاصفة في البرلمان، دعا جونسون الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في رفضه التفاوض مجددا بشأن الاتفاق.

وبعد أن عيّن حكومة يمينية عقب عملية إعادة تشكيل كاملة، أكد جونسون مجددا على وعده باخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد بأي ثمن.

وفي حال الخروج بدون اتفاق، هدد جونسون بعدم دفع فاتورة الخروج وقدرها 39 مليار جنيه استرليني (49 مليار يورو) التي قالت بريطانيا سابقا انها تدين بها للاتحاد الأوروبي، وسينفق الأموال بدلا عن ذلك على التحضيرات للخروج بدون اتفاق.

وقال في الجلسة الصاخبة التي تخللتها صيحات من نواب المعارضة، ان مسودة الاتفاق التي توصلت إليها سلفه تيريزا ماي مع قادة الاتحاد الأوروبي ال27 “ستقضي على استقلالنا الاقتصادي”.

وأضاف ان شروط الاتفاق”غير مقبولة لهذا البرلمان أو لهذا البلد”، وذلك بعد يوم من تخلصه من أكثر من نصف وزراء الحكومة السابقة.

وأكد جونسون (55 عاما) “اليوم هو اليوم الأول من مقاربة جديدة ستنتهي بالخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/أكتوبر”.

 حكومة يمينية

عيّن جونسون في حكومته الجديدة فريقا من المحافظين ومؤيدي بريكست المتشددين الذين يقولون ان الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد عضوية استمرت 46 عاما دون اتفاق لن يكون مؤلما بالقدر الذي يحذر منه خبراء الاقتصاد.

وساد الارتياح في الأسواق بتعيين ساجد جاويد، الذي عمل سابقا في بنك دويتشه الالماني، وزيرا للمالية.

وحافظ الجنيه الاسترليني على استقراره أمام الدولار واليورو فيما ينتظر المتعاملون أولى تحركات جونسون بشأن سياسات بلاده.

كما عيّن جونسون في المناصب الأساسية شخصيات مشككة بقوة في الوحدة الأوروبية مثل دومينيك راب (45 عاما) الذي تولى حقيبة الخارجية، وجيكوب ريس موغ (50 عاما) الذي كلف العلاقات مع البرلمان.

وفي منصب وزير الداخلية عيّن جونسون بريتي باتيل (47 عاما) التي أعربت في السابق عن دعمها لتطبيق عقوبة الاعدام وصوتت ضد زواج المثليين.

ووصفت صحيفة “ميرور” التي تدعم حزب العمال المعارض، الحكومة الجديدة بأنها “أكثر الحكومات البريطانية يمينية منذ الثمانينات”.

 “افضل اتفاق ممكن” 

يرى جونسون أن تهديد الخروج الفوضوي من الاتحاد الأوروبي سيجبر بروكسل على الاذعان ومنح لندن شروطاً أفضل ستتيح لها ابرام اتفاقيات تجارية مع قوى عالمية مثل الصين والولايات المتحدة.

واتهم مؤيدو بريكست في البرلمان ماي بتجاهل رغبات الناخبين بوعدها الابقاء على الروابط بين بريطانيا وقوانين الاتحاد الأوروبي الاقتصادية اذا لزم الأمر للحفاظ على التجارة الحرة بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا الجنوبية.

ويتمحور حل جونسون بشأن هذه الحدود حول اقتراحات رفضها الاتحاد الأوروبي والقادة الإيرلنديون لأنها إما غير قابلة للتطبيق أو غير كافية.

وقال رئيس وزراء ايرلندا ليو فارادكار – الذي ستخسر بلاده المعتمدة على التجارة كثيرا من خروج بريطانيا دون اتفاق – لجونسون الأربعاء أن عليه التنازل.

وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مينا اندريفا في بروكسل الخميس أن موقف الاتحاد “لم يتغير”.

واضافت “الاتفاق الذي توصلنا إليه هو افضل اتفاق ممكن”.

 معضلة دبلوماسية 

سيحظى جونسون بدعم حزب المحافظين الحاكم ولكن ليس دعم بريطانيا ككل في أيامه الأولى في الحكم.

وتغلب على وزير الخارجية في الحكومة السابقة جيريمي هانت في تصويت أجراه أقل من 160 ألف من أعضاء حزب المحافظين.

ولكنه يواجه مشاكل تتجاوز بريكست، ومن بينها احتجاز ايران الجمعة ناقلة ترفع العلم البريطاني في مياه الخليج، وسط ازمة متصاعدة بين طهران وواشنطن.

كما حددت مساعي ترامب لاحتواء نفوذ الصين العالمي، خيارات بريطانيا للتكنولوجيا التي ستستخدمها لانشاء شبكة الجيل الخامس.

ويتباهى جونسون بصداقته بترامب لدرجة تجعل المشككين يخشون من أن تصبح بريطانيا رهينة لسياسات ترامب الخارجية التي لا يمكن التكهن بها.

إلا أن مؤيديه يقولون أن هذه العلاقة قد تعزز فرص بريطانيا في ابرام اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة بعد بريكست. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق