السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

ردود فعل واسعة حول تسريبات صوتية تثبت تورط قطر في تفجيرات بالصومال… وخبراء يؤكدون دعم الدوحة لحركات ارهابية

سعيد سلامة

ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ في أولى ردود الأفعال السريعة بعد تأزم الأوضاع بالصومال والتسريبات الصوتية التي نشرت في صحيفة “نيويورك تايمز” صدر بيان نفي من مكتب الاتصال الحكومي في قطر ينفي صلة الدوحة بما اسماها “التحركات الفردية التي يقوم بها بعض الشخصيات القطرية التي تربطها علاقات خاصة مع الامير تميم”.

https://www.gco.gov.qa/ar/2019/07/23/full-statement-by-the-government-communications-office-in-response-to-the-new-york-times-22-07-19/

غير أن مواقف الدوحة لم تقف عند هذا الحد حيث صدر بيان صباح اليوم على وكالة الانباء القطرية، يعلن ارسال ‏دولة قطر طائرة مزودة بتجهيزات وطاقم طبي متكامل إلى الصومال، لنقل 12 مصابا جراء الهجوم الانتحاري، الذي استهدف مسؤولين ببلدية مقديشو، إلا أن المحللين والخبراء الأمنيين يشككون في هذه النوايا وبهذا التوقيت.

وغرد سيف بن احمد ال ثاني على صفحته بموقع “تويتر”: “اعتدنا على مصداقية صحيفة

@NYTimes واحترام آرائهم ومقالاتهم، إلا أن الصحيفة لم تنقل ما جاء في بيان المكتب الذي تمت مشاركته مع  @ddknyt و @ronenbergman بتاريخ 9 يوليو والذي نص على أن الشخص المذكور لا يُمثل حكومة دولة قطر بأي صفة وسيُحاسب قانونياً على تعليقاته”.

وبحسب ضابط سابق بالاستخبارات البريطانية رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية قال لـ””: “الدوحة هذا نهجها منذ سنوات تتواجد أينما تواجدت الجماعات الإرهابية المتطرفة”.

وأضاف قائلاً “نرى ذلك جلياً في قصة الفدية بالعراق ودعمها لجماعة النصرة، والمليشيات الإرهابية في ليبيا، والحوثيين باليمن، والنازيين الجدد بإيطاليا وحركة الشباب بالصومال”.

وأضاف المصدر “قطر احترفت اللعب على المتناقضات، فهي تستغل السيولة العالية لتجميل موقفها عبر القوى الناعمة وفي ذات الوقت تمويل هذه الجماعات عبر مؤسساتها الخيرية وطرق الرشاوي الملتوية وادعاء تحرير الرهائن لإيصال هذه المبالغ للجماعات الإرهابية المتطرفة”.

وحسب مصادر مطلعة بالشأن الوضع بالصومال يراقبون الموضوع عن كثب عما تحمله الطائرة الطبية التي ارسلتها قطر، أو من ستحمل معها من قيادات جماعة الشباب الصومالية للدوحة كملاذ آمن بعد تنفيذ مهمتهم الأخيرة.

من جانبه قال خالد الزعتر، المحلل السياسي السعودي، في سلسلة تغريدات له عبر حسابه الشخصي على “تويتر”، إن قطر نسجت علاقات وثيقة مع حركة الشباب الصومالية الإرهابية، وتحتضن القيادي السابق فيها محمد سعيد أتم، والذي على الرغم من مغادرته للصومال إلا أن حكومة ولاية بونتالند أكدت أنه لا يزال يمارس نشاطاً يزعزع الأمن في الأقاليم الصومالية من خلال وجوده في قطر.

وأضاف المحلل السياسي السعودي، أن قطر تسعى لتشكيل ميليشيات في الصومال على غرار “حزب الله “، فصحيفة “سونا تايمز الصومالية” كشفت أن اجتماعاً عقد في تركيا بمشاركة ضباط قطريون وإيرانيون بحضور فهد ياسين ذراع قطر بالقصر الرئاسي الصومالي بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال تابعة لجماعة الإخوان.

ولفت خالد الزعتر، إلى أن الإرهاب في الصومال والذي تقف قطر خلفه يهدف لإضعاف الجيش الوطني الصومالي في حربه ضد حركة “الشباب الصومالية” وتنظيم “داعش” لأن إضعاف الجيش يمنح الدوحة فرصة لتغذية وتقوية الحركات الإرهابية التابعة وما تمهد له من محاولات لاستنساخ نموذج حزب الله في الصومال.

وتابع المحلل السياسي السعودي: عبر دعم الإرهاب تسعى قطر لتثبيت وجودها في الصومال كقاعدة للتمدد بالقارة الأفريقية في ظل انحسار نفوذها خاصة ما بعد الأحداث الأخيرة في السودان التي أكدت أن لا جود لقطر في مستقبل السودان بعد رفض المجلس العسكري استقبال وفد قطر وإغلاق مكاتب قناة الجزيرة.

وأوضح خالد الزعتر، أن دور قطر الإرهابي في الصومال يمكن النظر له أن الدوحة ذراع إيران وتركيا تحاول خلق الأرضية الخصبة لهما لاستعادة نفوذهم الذي انحسر بالقارة الأفريقية خاصة بعد المصالحة الإثيوبية الإرتيرية، والتغيير الحاصل في السودان، وتقدم الجيش الوطني الليبي تجاه طرابلس.

وفي السابع من حزيران يونيو 2019، قصد أمير قطر تميم بن حمد جزيرة ماوميري في إندونيسيا نزولًا عند نصيحة رياضيين قطريين زاروها قبل فترة، فقرر الشيخ تميم أخذ قسط من الاستجمام واختار وفدًا مصغرًا جدًا لمرافقته في رحلته الخاصة عبر الطائرة الخاصة ويخت دالوب الدوحة الخاص والفاخر المخصص لرحلات الغوص.

هذه الرحلة التي أرادها تميم بعيدًا عن الإعلام، وطالب السلطات الإندونيسية بعدم استقباله فيها كزعيم دولة، اختار ثلة من المقربين جدًا لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ذكرتهم الصحف الإندونيسية حينها بالتفصيل ومنهم خليفة كايد المهندي الذي أنكرته قطر بعد تسريب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مكالمته مع سفير الدوحة في مقديشو واعترافه بتنسيق بلاده مع مجموعات مرتبطة بـ”داعش” و”القاعدة” لتنفيذ أعمال إرهابية ضد المصالح الإماراتية في الصومال.

فهل يمكن اعتبار رحلة الاستجمام في إندونيسيا مكافأة من تميم المجد للمدعو خلف كايد المهندي بعد تنفيذ عملية بوصاصو بنجاح قبل شهر واحد من خلوة الغوص في جزيرة ماوميري؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق