أوروبا

البلغارية جورجيفا مرشحة اتحاد أوروبي منقسم لإدارة صندوق النقد الدولي

ـ باريس ـ اختارت حكومات الاتّحاد الأوروبي الجمعة البلغاريّة كريستالينا جورجيفا مرشحةً لادارة صندوق النقد الدولي، عقب تصويت كشف النقاب عن انقساماتٍ بين الدول الأعضاء.

وقال وزير المال الفرنسي برونو لومير الذي نظّم عمليّة التصويت في مسار غير مسبوق ضمن الاتحاد الأوروبي لاختيار مرشح لادارة صندوق النقد، “أضحت جورجيفا مرشّحة الدول الأوروبية. سندعم جميعا ترشيحها”.

وبعد يوم طويل من التّصويت والمفاوضات، فازت المحافظة جورجييفا في الجولة الثانية من التصويت في مواجهة خصمها الاشتراكي الديموقراطي الهولندي يورن ديسلبلوم الذي سبق أن ترأس “يوروغروب”، وهي هيئة غير رسمية لوزراء المال في منطقة اليورو.

ونالت البلغارية المدعومة من فرنسا في السباق على خلافة كريستين لاغادر التي ستتولى في الخريف رئاسة البنك المركزي الأوروبي، دعمَ 56 % من الدّول التي تُمثّل 57 % من سكّان الاتّحاد الأوروبي، فيما نال ديسلبلوم المدعوم من ألمانيا دعم 44% من البلدان التي تُمثّل 43 % من السكان. وعادة ما يتولى أوروبي إدارة صندوق النقد.

وكتبت جورجيفا على تويتر، وهي الرئيسة التنفيذية للبنك الدولي منذ كانون الثاني/يناير 2017 وستكون في إجازة خلال فترة الترشح، “شرف لي أن يتمّ ترشيحي لمنصب المدير العام لصندوق النّقد الدولي”.

من جانبه، هنأ الهولندي منافسته، وتمنى لها في تغريدة على تويتر “أكبر قدر من النجاح”.

وانسحب الجمعة ثلاثة مرشحين آخرين من السباق، هم الرئيس الحالي لـ”يوروغروب” البرتغالي ماريو سنتينو، حاكم البنك المركزي الفلنلندي أولي رون، ووزيرة المال الإسبانية نادية كالفينو.

وشرح مصدر فرنسي “كان هناك كثير من الانقسام حول المسألة في الأيام والأسابيع الأخيرة (…) ولكن في الختام حصل التوافق”.

مشكلة عمرية

أكد مصدر قريب من الملف لفرانس برس أنّ “القصة لم تنته هنا”، إذ سيكون على المرشحة الأوروبية الحصول على استثناء من صندوق النقد الدولي الذي تنص قواعده على ألا يتجاوز عمر المرشح لرئاسته 65 عاماً.

وستحتفل البلغارية بعيدها الـ66 في 13 آب/اغسطس، أي قبل أن تختار الدول أعضاء الصندوق رئيساً بحلول 4 تشرين الأول/اكتوبر. وحذّرت مصادر متابعة من أنّه “سيتوجب على بقية الدول منح استثناء لها، وهذا غير مؤكد”.

غير أنّ أحد المصادر لفت إلى أنّ وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين وعد بدعم هذا الاستثناء.

وكشف التصويت للاختيار بين جورجيفا وديسلبلوم الانقسامات ضمن الاتحاد الأوروبي بين دول الشمال ودول الجنوب التي تلوم الهولندي على تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها قبل عامين حين اتهم الدول المتوسطية بتبديد أموالها.

وفي الختام، ذهب خيار الأوروبيين إلى مرشحة دول الشرق، وهي الدول التي لم تحز منصبا مهما في أعقاب الانتخابات الأوروبية الأخيرة بعدما حصلت فرنسا على رئاسة البنك المركزي الأوروبي وألمانيا على رئاسة المفوضية وإيطاليا على رئاسة البرلمان.

وحذّر مصدر في إجابته على سؤال لفرانس برس، من أنّ “ترشيح (جورجيفا) يفتقد إلى تأييد الجميع وجرى التوصل إلى التوافق بصعوبة. يمكن لذلك أن يحفز مرشحين آخرين على خوض” المنافسة.

وأشار المصدر في هذا السياق إلى حاكم بنك انكلترا المركزي الحالي مارك كارني الذي يحمل ثلاث جنسيات (بريطانية وكندية وإيرلندية)، وكان جرى تداول اسمه في البدء بين المرشحين “الذين يتمتعون بشبكة جيدة جداً ضمن صندوق النقد الدولي”.

كما تطالب البلدان ذات الاقتصادات الناشئة منذ أعوام بأن تمثّل بشكل أفضل داخل المؤسسات الدولية.

وقالت مصادر لفرانس برس إنّ هذه الدول قد تتفق على ترشيح رئيس بنك التسويات الدولية المكسيكي أوغوستين كارستنس، وهو الرئيس السابق للجنة صندوق النقد للشؤون النقدية والمالية، أو على خلفه في المنصب ليسيتيا غانياغو الذي يشغل ايضاً منصب حاكم البنك المركزي في جنوب افريقيا.

ومنذ تأسيس صندوق النقد الدولي عام 1944، كان رئيسه أوروبياً على الدوام، بينما كان أميركي يحل على رأس البنك الدولي. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق