تحقيقات
الشباب الأفغان لا يثقون بأي اتفاق وشيك بين واشنطن وطالبان
ـ كابول ـ فيما تلوح بوادر اتفاق بين الولايات المتحدة ومتمردي طالبان في الايام المقبلة، من شأنه ان يضع حدا لنزاع بين الجانبين عمره نحو 18 عاما، يشكك الشبان في كابول في إمكان ان يفضي الى سلام فعلي.
يخشى كثيرون من هؤلاء أن تتسرع واشنطن في التوصل الى اتفاق يؤدي الى سحب قواتها، ما يتيح للمتمردين استعادة شكل معين من الحكم، وخصوصا أنها تستعجل إنهاء اطول حرب في تاريخها.
ويقول عبد الجميل قرشي (23 عاما) الطالب في علم النفس “لا يمكن أن نثق بطالبان ولا بتعهداتهم لانهم كانوا يمارسون قمعا وحشيا إبان نظامهم”.
ويبدي قلقه خصوصا “على النساء اللواتي ناضلن من اجل حقوقهن بعد سقوط طالبان” بيد تحالف دولي قادته الولايات المتحدة.
وبدأت جولة جديدة من المحادثات في الدوحة السبت بين حركة طالبان والولايات المتحدة، في ما قد يشكل آخر جولة من المفاوضات التي بدأت قبل نحو عام.
وتبدو الآمال كبيرة قبل هذه المباحثات. وسيستند اتفاق بين الطرفين الى انسحاب تدريجي للقوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي، وهو مطلب أول للمتمردين.
لم يتم اعلان اي عدد، لكن صحيفة واشنطن بوست نقلت الخميس أن الاتفاق المأمول به ينص على خفض عدد الجنود الامريكيين الى ثمانية آلاف مقابل 14 ألفا حاليا.
في المقابل، تعد حركة طالبان بالحؤول دون تحول افغانستان ملاذا لمجموعات ارهابية مختلفة بينها القاعدة التي شنت هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، الامر الذي دفع واشنطن الى التدخل في افغانستان.
وسيمهد هذا الاتفاق لبدء حوار بين طالبان ووفد حكومي خلال شهر آب/اغسطس في أوسلو.
ويبدي عبد الهادي (32 عاما) الذي يملك كشكا لبيع السجائر وسلع اخرى في كابول قلقا على مصير الجيش الافغاني بعد مغادرة مستشاريه ومدربيه الامريكيين.
في رأيه أن “انسحاب القوات الامريكية من افغانستان ليس الحل لان القوات الافغانية غير جاهزة لمواجهة مقاتلي طالبان وداعش”، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية.
“لا حل عسكريا”
واجهت قوات الامن الافغانية صعوبات كبيرة منذ حلت في 2014 محل القوات المسلحة الاجنبية على خطوط الجبهة في مختلف انحاء البلاد. وقتل نحو 45 ألفا من عناصرها بين ايلول/سبتمبر 2014 وكانون الثاني/يناير 2019 وفق الرئيس الافغاني أشرف غني.
وهكذا، لم تكن أعوام من التدريب بايدي خبراء أجانب ومعدات عسكرية بمليارات الدولارات كافية مع استمرار الفساد وانشقاقات واسعة النطاق.
يعتبر احمد جواد (25 عاما) الطالب في جامعة كابول أن الانسحاب الامريكي بمثابة “هروب”، مؤكدا ان طالبان “يريدون احتكار السلطة وهو امر مرفوض”.
ويضيف “لم نعد في افغانستان التسعينات، نعيش في القرن الحادي والعشرين. لا نثق بطالبان وتعهداتهم”.
اما عبدالله الذي رفض كشف بقية هويته، ومثله عدد من الافغان، فيؤيد التوصل الى اتفاق شرط ان يؤدي الى سلام دائم. ويقول ابن العشرين عاما الذي يعمل موظفا في شركة “ليس هناك حل عسكري. المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل مشاكل افغانستان”.
ويطالب قبل كل شيء بان “تتحرر البلاد من أي تدخل اجنبي”، مضيفا “اذا لم يعترض طالبان على عمل النساء وتعليم الفتيات ويحافظون على المكتسبات التي حققنها، فإن المجتمع الافغاني سيرحب بهم”.
من جهته، يرغب محمد اشرف (27 عاما) الذي يعمل سائق اجرة في كابول في أن تتوقف اعمال العنف، ويقول “لا يهمني إن عاد طالبان او لم يعودوا. ما نريده هو السلام والامن”. (أ ف ب)