السلايدر الرئيسيتحقيقات
البنتاغون يؤكد ان انسحاب القوات الامريكية من سوريا يضعف الاكراد في التصدي لـ “داعش”… والتنظيم يقوم بإنشاء “خلايا ولادة جديدة”
سعيد سلامة
ـ لندن ـ من سعيد سلامة ـ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من سوريا في الأشهر الأخيرة أدى إلى إضعاف قدرة “قوات سوريا الديمقراطية” على محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظورة في روسيا وبعض الدول).
وقال المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية جلين فاين، اليوم الأربعاء في تقرير حول التقدم في عملية محاربة “داعش”: “قامت القوات الأمريكية بالانسحاب الجزئي من سوريا خلال فترة (نيسان/أبريل- تموز/يوليو 2019)، الأمر الذي أضعف الدعم اللازم لقوات الشركاء في وقت احتاجوا فيه إلى التدريب والتجهيزات للتعامل مع خلايا تنظيم داعش الجديدة”.
وأشار فاين بالاعتماد إلى تقارير قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية، إلى أن الجماعات المدعومة من واشنطن لم تكن قادرة على القيام “بعمليات طويلة الأمد ضد مقاتلي داعش”، وعلى وجه الخصوص، لم تتمكن القوات العراقية بالاحتفاظ بالأراضي المحررة من الإرهابيين لفترة طويلة، بينما كانت القوات الكردية في سوريا “محدودة مبدئيا” من حيث عدد المقاتلين والمعدات والقدرات الاستخباراتية لمواجهة خلايا داعش المنبعثة من جديد.
وأكد فاين أن عدد المجندين في الخلايا النائمة لتنظيم داعش في سوريا والعراق قد يصل إلى نحو 18 ألف شخص.
وأضاف فاين: “تعلن قيادة العملية بناء على معلومات من مصادر مفتوحة أن لدى تنظيم داعش على الأرجح من 14 إلى 18 ألف مقاتل في العراق وسوريا، من ضمنهم ثلاثة آلاف أجنبي”.
وأعلن فاين أن المشاحنات بين القوات العراقية والقوات الكردية أدت إلى تعزيز صفوف تنظيم “داعش”.
وعلل فاين “تؤكد معلوماتنا، أن التناقضات السياسية الداخلية الكردية عميقة الجذور والنزاعات المستمرة بين الأكراد والحكومة المركزية في العراق حول الأراضي المتنازع عليها الغنية بالموارد في شمال العراق، قد سمحت لمقاتلي داعش باستخدام الفجوات بين القوات الكردية والعراقية لإعادة تجميع صفوفهم وإعداد الهجمات في المنطقة”.
وقال المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية جلين فاين، في تقرير حول نجاحات التحالف في الحرب ضد تنظيم داعش: “واصل تنظيم داعش الإرهابي خلال فترة (نيسان/أبريل- تموز/يوليو 2019)، الانتقال من تكتيكات الاحتفاظ بالأراضي بمفرده إلى حركات التمرد في سوريا، وقام بتعزيز قدرات المتمردين في العراق”.
وأَضاف: “يشير التقرير الذي لا شك فيه لقيادة غرفة عمليات محاربة داعش، أن التنظيم قام بشن الهجمات الانتحارية وعمليات الخطف وحرق المحاصيل، سواء في العراق أو في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، قام تنظيم داعش بإنشاء خلايا ولادة جديدة في سوريا وسعى إلى توسيع نقاط القيادة والسيطرة في العراق”.
يذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد أعلن في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وعودتها إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول) في سوريا.
هذا وأعلن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، في الـ11 من شهر شباط/فبراير الماضي، أنه من المحتمل أن تبدأ واشنطن خلال أسابيع سحب قواتها البرية من سوريا تنفيذا لأمر الرئيس دونالد ترامب.