السلايدر الرئيسيتحقيقات
أهمية إعادة تشكيل وتأهيل الجيش الجنوبي كواحد من أسس الانتصار في معركة التحالف العربي ضد إيران في اليمن
خاص
ـ عدن ـ خاص ـ باتت اليوم الحاجة ملحة لإعادة تأهيل وتشكيل الجيش الجنوبي النظامي القوي، من شأنه تخفيف كثير من الحمل على التحالف العربي، ويقوم بمهام حماية الرقعة الجغرافية للجنوب والتي تمثل مرتكز الأمن القومي الخليجي والعربي.
وجود جيش قوي في الجنوب، يجعل التحالف العربي مرحلياً واستراتيجياً، مطمئناً على ان كل ما تم تحقيقه من انتصارات وتحرير في الاراضي الجنوبية تحت حماية جيش أمين وقوات قادرة على حماية عدن وباب المندب والسواحل الممتدة على طول الشريط الساحلي الجنوبي، وفي نفس الوقت جيش يحمي الحدود من أي هجمات لمليشيا إيران الحوثية القادمة من شمال اليمن.
خطوة كهذه لو أقدم التحالف العربي عليها، ودعم تشكيل جيش جنوبي منظم وأكثر قوة ومسلح بعتاد كافي، ستفتح النوافذ المغلقة امام التحالف العربي في تحقيق انتصارات داخل العمق الشمالي حيث تسيطر مليشيات إيران عليها وتتخاذل قوات ما تسمى ” الجيش الوطني” الذي يسيطر عليه الاخوان المسلمين.
أهمية تشكيل جيش جنوبي
اثبتت القوات الجنوبية بمختلف تشكيلاتها الحالية انها الحليف الوفي والمخلص الوحيد في اليمن للتحالف العربي، وقدمت القوات الجنوبية نماذج مذهلة في خوض عدة معارك في نفس الوقت، فهي تواجه مليشيا الحوثي على الحدود وفي جبهات الساحل الغربي وجبهات اخرى بالحد الجنوبي للمملكة.
وهذه الاهمية في تشكيل جيش جنوبي تجعله مؤسسة عسكرية تضم مختلف الوية القوات الجنوبية تستطيع التعامل مع الاوضاع الراهنة والتصدي للمخاطر التي يتعرض لها الجنوب من مقبل المليشيات الايرانية الحوثية المتحالفة مع القوى اليمنية الشمالية، وتكون ضمانة كاملة لحماية العمق الخليجي والعربي وقادرة على شن مزيد من التقدم داخل المناطق الشمالية التي تسيطر عليها مليشيا إيران الحوثية.
فتشكيل الجيش الجنوبي النظامي هو بمثابة إحدى الأسس التي يجب أن ينجزها التحالف العربي لتعزيز هزيمة إيران وقطع اطماعها نهائياً باتجاه المنطقة الأكثر أهمية عالمية في عدن وباب المندب، والمنطقة الأكثر خطراً على الأمن القومي العربي والسلم والامن الدوليين.
تشكيل جيش جنوبي ضرورة ملحة
خلال خمس سنوات من الحرب شهد العالم مدى التطورات في سير المعركة على ارض الواقع، حيث لا تحرك لقوات ما تسمى ” الجيش الوطني” الواقعة تحت سيطرة ” فرع الاخوان المسلمين باليمن/ حزب الاصلاح”، وكل ما يحدث من معارك ضد مليشيات ايران هي بفعل بسالة القوات الجنوبية.
ومن الضروري لتعزيز المعارك وتحقيق مزيد من الانتصارات ضد المليشيا الايرانية، ان تتحول القوات الجنوبية الى جيش نظامي بإشراف ودعم التحالف العربي.
فوجود جيش جنوبي حالياً يعتبر في منطق الاستراتيجية والظروف الموضوعية الحالية ضرورة ملحة، لعدم التوقف عند بقا جبهات المواجهة ضد مليشيات الحوثي في واقعها الحالي، بل يتوجب التقدم أكثر لتحجيم التواجد الحوثي داخل عمق الجغرافيا الشمالية.
الحرب كشفت زيف القوات الشمالية في مواجهة الحوثيين
أفضت مرحلة خمس سنوات من الحرب التي بدأت في نهاية مارس 2015 الى كشف حقائق مهمة في اليمن شمالاً وجنوباً، كان أبرزها أكذوبة وجود جيش وطني والذي إما تواطئت قياداته مع المليشيا الحوثية، أو هربوا تاركين كل معسكراتهم للحوثيين بمختلف عدتها وعتادها.
الحقائق التي اثبتتها الحرب ومعركة التحالف العربي مع مليشيا إيران الحوثية، أكدت ان الإرادة الجنوبية لقوات المقاومة الجنوبية ” القوات الجنوبية بمختلف تشكيلاتها” كانت هي الحجرة الصماء التي تحطمت عليها أحلام إيران والتي دفعت بمليشيات الحوثي الى التمدد جنوباً صوب عدن وباب المندب.
صارعت المقاومة الجنوبية بكل ما تملك وبمساندة الاشقاء في التحالف العربي، لكسر المد والتوسع الايراني، وقدمت تضحيات كبيرة، كانت نتيجتها هزيمة مليشيا إيران وتقهقرها الى الاراضي الشمالية حيث لا جيش وطني ولا مقاومة يتصديان لها، وكل ما ينشر من تصريحات الاخوان المسلمين بوقوفهم ضد مليشيا الحوثي محض افتراء، حيث تسيطر مليشيا الحوثي على غالبية الرقعة الجغرافية للشمال ولم يتمكن الاخوان الذين يسيطرون على ما يسمى الجيش من تحرير أي قرية نتيجة تخاذلهم او بالأصح خياناتهم للتحالف العربي.
وهذ ما جعل التحالف العربي امام تحديات كبيرة، اعاقته عن تحقيق تقدم في شمال اليمن، وأربكت مسار المعركة أكثر من مرة حتى تركت الفرصة سانحة لمليشيا إيران لمهاجمة الجنوب مرة أخرى، في الوقت الذي كان من المفترض ان تكون مليشيا الحوثي محاصرة داخل صنعاء وعلى وشط السقوط.
لهذا فأهمية الخطوات التي يجب على التحالف العربي الاقدام عليها، هو دعمه الكامل لتشكيل جيش جنوبي قوي بمؤسسة عسكرية نظامية تأخذ على كاهلها كثير من المهام في حماية الانتصارات ومكافحة الارهاب وفي نفس الوقت تحقيق انتصارات داخل عمق مليشيات الحوثي.