مشاري الذايدي
إدراج قصة الأميرة البطلة غالية البقمية، أو غالية الوهابية، كما تُلقب في المصادر الأجنبية، في مناهج التاريخ للصف السادس الابتدائي بالسعودية، خطوة جميلة.
بعد قليل نتحدث عن قصة هذه السيدة الرفيعة المقام، الباذخة الفعال، لكن قبل ذلك دعوني أحدثكم عن نقاش قديم حصل بين الفقير إلى الله، وبعض المسؤولين عن مشروع «المناصحة» مع موقوفي «القاعدة» وكل التنظيمات المشابهة.
في ذلك النقاش بعدما طلب رأيي حول برنامج المناصحة، قلت لمحدثي إن الفكرة متميزة وحضارية، غير أني لاحظت مشكلة تتركز في تكثيف المادة الدينية السجالية مثلاً، هناك مباحث فقهية، أو شبه فقهية للدقة، عن السمع والطاعة لولي الأمر، ودار الحرب ودار الإسلام، وموضوع القتال ومن يأذن به، والافتيات على وليّ الأمر، ووجوب حماية المستأمن من غير المسلمين… الخ.
غير أن ذلك في نظري، ليس ناجعاً، وقد يفيد هنا أو هناك، لكن ماذا تفعل لو كان الخصم، من المتشربين لخطاب التكفير والحاكمية، وهو أصلاً يكفِّر كل الحكومات العربية والمسلمة، ولا يقرّ للحاكم بإسلام ولا طاعة؟!
الحل، أو بعض الحلّ، ليس لموقوفي «القاعدة» و«داعش» وأشباههم، بل حتى لمن هو خارج السجن، في تعزيز الروح الوطنية، وتكثيف المادة التاريخية التي تثير الفخر والغيرة الوطنية، وتعرّف الجيل الجديد ببطولات الأسلاف، وكيف بني هذا الوطن ومن هم خصومه، لأن الإنسان إذا امتلك حساً مميزاً تجاه ماضيه وتاريخه، كان ذلك حصانة له من تبغيضه لوطنه وتاريخ بلاده.
بالعودة لقصة بطلتنا غالية، فهي أرملة لبطل من أبطال العرب، وهو الشيخ حمد بن محيي البقمي، نظمت المقاومة ضد جيش الغزاة العثمانيين، وهزمت مصطفى بك، أحد قادة طوسون باشا ابن عزيز مصر محمد علي باشا، خلَّدها التاريخ المحلي، ذهل منها جنود الجيش الغازي حتى شاع بينهم أنها ساحرة، وشبهها بعض بجان دارك الفرنسية، وتحدث عنها الرحالة السويسري بوركهارت الذي زار المنطقة في تلك الفترة، منوِّهاً بدورها القيادي.
تحدث عنها جندي إيطالي اسمه جيوفاني فيناتي، كان مشاركاً في حملة الباشا على نجد، مكث في (تربة) 6 أشهر، وكتب الأعاجيب عن غالية، ويعتقد المؤرخ السعودي د. محمد آل زلفة أن كتابة الجندي الإيطالي هذه، هي المصدر الأساس لبوركهارت وكل الغربيين الذين كتبوا عن غالية.
لدينا العديد من هذه القصص الملهمة من كل أرجاء الأرض السعودية، من عسير وجازان ونجران حتى العلا وتبوك، ومن نخيل الأحساء ومياه العقير حتى جبال الطائف، ووديان مكة وسواحل جدة، مروراً بكثبان نجد وجبالها وواحاتها.
هذه الحكايات وإرضاعها للصغار هي الترياق الوطني، وذلك ما لا يريده الآخرون من كارهي التجذر السعودي في الأرض.
بعد قليل نتحدث عن قصة هذه السيدة الرفيعة المقام، الباذخة الفعال، لكن قبل ذلك دعوني أحدثكم عن نقاش قديم حصل بين الفقير إلى الله، وبعض المسؤولين عن مشروع «المناصحة» مع موقوفي «القاعدة» وكل التنظيمات المشابهة.
في ذلك النقاش بعدما طلب رأيي حول برنامج المناصحة، قلت لمحدثي إن الفكرة متميزة وحضارية، غير أني لاحظت مشكلة تتركز في تكثيف المادة الدينية السجالية مثلاً، هناك مباحث فقهية، أو شبه فقهية للدقة، عن السمع والطاعة لولي الأمر، ودار الحرب ودار الإسلام، وموضوع القتال ومن يأذن به، والافتيات على وليّ الأمر، ووجوب حماية المستأمن من غير المسلمين… الخ.
غير أن ذلك في نظري، ليس ناجعاً، وقد يفيد هنا أو هناك، لكن ماذا تفعل لو كان الخصم، من المتشربين لخطاب التكفير والحاكمية، وهو أصلاً يكفِّر كل الحكومات العربية والمسلمة، ولا يقرّ للحاكم بإسلام ولا طاعة؟!
الحل، أو بعض الحلّ، ليس لموقوفي «القاعدة» و«داعش» وأشباههم، بل حتى لمن هو خارج السجن، في تعزيز الروح الوطنية، وتكثيف المادة التاريخية التي تثير الفخر والغيرة الوطنية، وتعرّف الجيل الجديد ببطولات الأسلاف، وكيف بني هذا الوطن ومن هم خصومه، لأن الإنسان إذا امتلك حساً مميزاً تجاه ماضيه وتاريخه، كان ذلك حصانة له من تبغيضه لوطنه وتاريخ بلاده.
بالعودة لقصة بطلتنا غالية، فهي أرملة لبطل من أبطال العرب، وهو الشيخ حمد بن محيي البقمي، نظمت المقاومة ضد جيش الغزاة العثمانيين، وهزمت مصطفى بك، أحد قادة طوسون باشا ابن عزيز مصر محمد علي باشا، خلَّدها التاريخ المحلي، ذهل منها جنود الجيش الغازي حتى شاع بينهم أنها ساحرة، وشبهها بعض بجان دارك الفرنسية، وتحدث عنها الرحالة السويسري بوركهارت الذي زار المنطقة في تلك الفترة، منوِّهاً بدورها القيادي.
تحدث عنها جندي إيطالي اسمه جيوفاني فيناتي، كان مشاركاً في حملة الباشا على نجد، مكث في (تربة) 6 أشهر، وكتب الأعاجيب عن غالية، ويعتقد المؤرخ السعودي د. محمد آل زلفة أن كتابة الجندي الإيطالي هذه، هي المصدر الأساس لبوركهارت وكل الغربيين الذين كتبوا عن غالية.
لدينا العديد من هذه القصص الملهمة من كل أرجاء الأرض السعودية، من عسير وجازان ونجران حتى العلا وتبوك، ومن نخيل الأحساء ومياه العقير حتى جبال الطائف، ووديان مكة وسواحل جدة، مروراً بكثبان نجد وجبالها وواحاتها.
هذه الحكايات وإرضاعها للصغار هي الترياق الوطني، وذلك ما لا يريده الآخرون من كارهي التجذر السعودي في الأرض.