أوروبا
ترامب يؤكد دعمه لجونسون بشأن بريكست خلال قمة مجموعة السبع
ـ بياريتس ـ أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه الكامل الأحد خلال قمة مجموعة السبع لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في خضمّ تجاذبه مع الأوروبيين بشأن بريكست، واعداً إياه بـ”اتفاق تجارة كبير جداً” بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب إن جونسون هو “الرجل المناسب لهذه المهمة”، وذلك خلال لقائه الأول المنتظر جداً مع جونسون حول مائدة فطور في اليوم الثاني من القمة المنعقدة في مدينة بياريتس المطلة على المحيط الأطلسي في جنوب غرب فرنسا.
وأكد أن البلدين سيبرمان “اتفاق تجارة كبير جداً، بشكل سريع، (سيكون) أكبر من (أي اتفاق بيننا) في أي وقت مضى”، بعد بريكست.
وبعد أن عانق جونسون الرئيس الأمريكي بحرارة، أكد أن البلدين سيُبرمان “اتفاقاً تجارياً رائعاً فور إزالة العوائق”.
وخلال الساعات الأولى من القمة، أزال ترامب كل العلامات السيئة بعد أن تصدّى له نظراؤه فور وصوله السبت إلى فرنسا، في ما يخصّ حربه التجارية مع الصين وتهديده بفرض ضرائب على النبيذ الفرنسي.
وكتب على تويتر قبل لقائه جونسون “قبل وصولي إلى فرنسا، كانت وسائل الإعلام الكاذبة تقول إن العلاقات مع الدول الست الأخرى في مجموعة السبع متوترة جداً وأن القمة ستكون كارثة”. وأضاف “لدينا اجتماعات جيدة جداً، القادة يتفاهمون بشكل جيد جداً واقتصاد بلدنا في حالة جيدة جداً”.
وفي ما يخصّ الملف الإيراني القضية البالغة الحساسية، بدا أولا أن ترامب وشركاءه توصلوا إلى أرضية توافق أثناء مأدبة عشاء غير رسمية السبت.
فقد ذكرت مصادر دبلوماسية أن الدول السبع (الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا) كلفت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “مناقشة إيران وتوجيه رسالة إليها” لتجنّب تصعيد في المنطقة.
لكن ترامب نفى موافقته على ذلك. وقال “لا لم أناقش ذلك”. واضاف “سنقوم بمبادرتنا الخاصة لكن لا يمكن منع الناس من التكلم. إذا أرادوا التكلم، يمكنهم”.
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي أنه لا يوجد “تفويض رسمي من مجموعة السبع” للتحدث مع إيران، موضحا أن كل طرف “سيواصل التحرك بحسب دوره”، لكنه أشاد بتشارك أعضاء مجموعة السبع الأهداف نفسها. وقال إن “مجموعة السبع ناد غير رسمي، لا نعطي تفويضاً رسمياً لأحد”.
وفي تموز/يوليو، توقف الإيرانيون عن احترام بعض الالتزامات المتخذة بموجب اتفاق فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، رداً على خروج الولايات المتحدة في أيار/مايو 2018 من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات أمريكية قاسية على طهران.
“من المبكر” إعادة روسيا
في مطلع آب/أغسطس، أثار ماكرون المنخرط جداً في الجهود الأوروبية لمحاولة إنقاذ الاتفاق، غضب ترامب الذي اتهمه بأنه يتحدث “باسم الولايات المتحدة”.
وأثناء العشاء، اتفق القادة السبعة على “تعزيز الحوار والتنسيق” بشأن الأزمات الراهنة مع روسيا، معتبرين أنه “من المبكر جدا” إعادة روسيا إلى المجموعة، وفق ما قال مصدر دبلوماسي.
واستُبعدت روسيا عن مجموعة الثماني عام 2014 بعد ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية. لكن ترامب يؤيّد إعادتها إلى المجموعة، على عكس نظرائه.
وسيناقش ماكرون وترامب وجونسون أيضاً الأحد مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جوسيبي كونتي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وضع الاقتصاد العالمي الذي يُظهر مؤشرات تباطؤ مقلقة في ألمانيا والصين والولايات المتحدة.
وحمّل الأوروبيون واليابانيون جزءاً من مسؤولية تراجع النمو للحرب التجارية التي تخوضها واشنطن وبكين اللتين أججتاها الجمعة بالإعلان عن فرض رسوم جمركية جديدة. لكن ترامب أكد أن أياً من حلفائه لم يلقِ عليه لوم تصعيد النزاع التجاري. إلا أن جونسون دعاه إلى “سلام تجاري”.
وأكد ترامب الذي يؤيد كثيراً الاتفاقات الثنائية، أن الولايات المتحدة “قريبة جداً” من إبرام اتفاق تجارة “كبير” مع اليابان يعمل عليه البلدان “منذ خمسة أشهر”.
من جهة أخرى، أعلن ماكرون أن دول مجموعة السبع اتفقت على “مساعدة الدول المتضررة” من حرائق الأمازون التي تضاعفت في الأيام الأخيرة “في أسرع وقت ممكن”. وقال “يوجد توافق فعلي للقول +جميعنا متفقون على تقديم المساعدة بأسرع ما يمكن للدول المتضررة من تلك الحرائق+”.
وأضاف ماكرون الذي انتقد الجمعة “تقاعس” الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو أمام هذه الكارثة البيئية، أنه أمام دعوات المساعدة، التي أطلقتها خصوصاً كولومبيا، “علينا أن نكون حاضرين”.
“مسيرة الصور”
ومن بين المواضيع الأخرى المطروحة للنقاش، هناك أولويات الرئاسة: مكافحة اللامساواة والشراكة مع إفريقيا مع مشاركة حسب الجلسات، قادة آخرين مثل قادة الهند وأستراليا وستّ دول إفريقية.
وسيتحدّث ماكرون وميركل ورئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوريه أمام الصحافة بشأن أزمة منطقة الساحل.
سيواصل القادة الأحد الاستفادة من الإطلالة على المحيط الأطلسي بعيداً عن السياح بعد أن تمّ إخلاء قسم من بياريتس.
على بعد عشرات الكيلومترات، لا ينوي معارضو قمة مجموعة السبع وقف تعبئتهم بعد أن عقدوا قمة مضادة في نهاية الأسبوع. فقد سار الآلاف من بينهم بهدوء من اينداي إلى مدينة إيرون الاسبانية الحدودية، للمطالبة بعالم “أكثر عدلاً” وببيئة “محمية أكثر”.
ونزل مئات الأشخاص أيضاً إلى شوارع بايون رغم انتشار كثيف للشرطة التي استخدمت لفترة وجيزة خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع لتفريقهم.
ونظّم معارضو القمة الأحد “مسيرة صور” سيتمّ خلالها جمع كل صور ماكرون التي انتُزعت من البلديات.
في هذا الوقت، تتوجّه “السيدات الأول” بينهنّ ميلانيا ترامب وبريجيت ماكرون إلى بلاد الباسك خصوصاً بلدة اسبيليتا المعروفة بالفلفل الحار.