السلايدر الرئيسيتحقيقات

قاعدة حميميم الروسية في مرمى نيران الجماعات الإرهابية… ما جدوى تسويق منظومات الدفاع الجوي؟

صلاح لبيب

ـ القاهرةـ  من صلاح لبيب ـ هجمات متتالية ومكثفة تتعرض لها قاعدة حميميم الجوية الروسية شمال غربي سوريا فيما دأبت موسكو علي اتهام جبهة النصرة الإرهابية بالوقوف وراء هذه الهجمات حيث يسيطر التنظيم الارهابي على مناطق في شمالي شرقي اللاذقية

وزارة الدفاع الروسية اعلنت أن القصف جاء علي أطراف القاعدة الجوية واكدت ان عملياتها لم تتأثر بالهجوم فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا عن مصدر عسكري أن القذائف سقطت في مخيط القاعدة ونجم عنها خسائر مادية وبشرية كبيرة

ورغم إعلان موسكو أن أيا من عسكريي القاعدة وكوادرها لم يصب بأذى جراء الهجوم، وأنها تعمل بشكل معتاد إلا ان تكرار هجمات المجموعات الإرهابية غلي اهم قاعدة عسكرية روسية في المنطقة وأكثرها عتادا اثار تساؤلات حول مدي التجهيز العسكري الروسي في مواجهة جماعات إرهابية وكذلك حول مدي قدرات الجماعات الإرهابية وما إذا كانت قد امدتها دولاً بأسلحة نوعية سواء من حيث القذائف او الطائرات المسيرة دون طيار لدرجة قد تمكنها من تهديد والحاق أضرار بقاعدة جوية روسية تمتلك أقوى الرادارات في العالم ومنظومات الدفاع الجوي التي تتسابق عليها دول العالم بغية شرائها.

وفي ظل تعرض القاعدة الروسية لهجمات مكثفة أعلن عن هجومين في مايو وهجوم ارهابي في يونيو ومن بعده يوليو ثم الهجوم الأخير في بدايات أغسطس في ظل تنوع هجمات الجماعات الإرهابية بين قذائف صاروخية ودرون ما يدفع موسكو الي ضرورة الرد على الهجمات وتحصين القاعدة الجوية ومحيطها من اب هجمات لمجموعات ارهابية.

وجود عسكري روسي هائل

أكثر من 63 ألف جندي روسي شاركوا في العمليات العسكرية في سوريا حسبما أعلنت وزارة الدفاع في موسكو وفد كان للمشاركة الفاعلة للجنود الروس الدور الفاعل في قلب المعادلة لصالح بشار الأسد.

الحملة الروسية لمساندة الحكومة السورية كانت لها اهداف عدة معلنة أولها مكافحة الإرهاب والحفاظ علي النفوذ ولكن كانت للحملة العسكرية دوافع روسية خاصة ففي خلال مقابلة تلفزيونية في السابع من يونيو ألفين وثمانية عشر، أعلن بوتين أن الحرب في سوريا هي أفضل تدريب للجنود الروس، حيث قال إن استخدام قوات المسلحة الروسية في ظروف قتالية هو تجربة فريدة وأداة مميزة لتحسينها.

إذن كان هناك منافع مشتركة بين سوريا وروسيا وكل منهما حقق جانبا كبيرا مما كان يأمل به فدمشق استعادت جزءا كبيرا من أراضيها وتسعي مع روسيا إلى استعادة ما تبقى من اراض فيما استفادت روسيا بإسقاط المشروع الغربي في الشام واستعادت وجودها ونفوذها العسكري والسياسي في المنطقة بالتأسيس لوجود دائم حيث وقعت الحكومتان الروسية والسورية عدة اتفاقيات بخصوص الوجود العسكري الروسي في الأراضي السورية.

وبمقتضي هذه الاتفاقيات جرى تأسيس قاعدة حميميم الجوية التي تقع في بلدة حميميم على بعد أربع كيلومترات من مدينة جبلة، وتسعة عشر كيلومترا من محافظة اللاذقية، وقريبة من مطار باسل الأسد الدولي.

كانت حميميم قاعدة عسكرية صغيرة للطيران المروحي ولكن اتفاقا بين سوريا وروسيا عام ألفين وخمسة عشر ساهم في توسيع القاعدة وهو ما جرى بداية من عام ألفين وستة عشر اذ جرى توسعة المدرج طولا وعرضا ليتناسب مع حجم الطائرات الروسية الكبيرة والمتطورة كسوخوي خمسة وثلاثين كما جرى توسعة مساحات أكبر لطائرات النقل والشحن العسكري.

وتضم القاعدة إلى جانب ما يقدر باربعة الاف عسكري روسي منظومة اس أربعمائة الروسية وهي أحدث منظومات الدفاع الجوي في العالم وأكثرها تطورا وتساهم في حماية القاعدة من أي هجمات صاروخية باعتبارها قاعدة رئيسية للوجود العسكري الروسي في سوريا.

وقد كان لحميميم دور حاسم في المعارك إذ مكنتها من حسم معارك عدة وبفضل التعاون الروسي السوري استعادت دمشق أراضي كبيرة في سوريا كانت فريسة لجماعات كداعش والقاعدة الإرهابيين إضافة الى جماعات موالية لدول الجوار السوري التي كانت غارقة حتى أذنيها في دعم الارهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق