خالد القشطيني
لشاعر النيل، حافظ إبراهيم، رحمه الله، سجل زاخر في صحائف الإخوانيات ومداعباتها وطرائفها. كان حساساً رقيق المشاعر مأساوي الطلعة، وفي ذلك ما يكفي لتحويل الإنسان إلى ميدان النكتة والسخرية. قرأت مؤخراً في كتاب «طرائف الشعراء في مجالس الأدباء» لنجيب البعيني شيئاً من مداعباته الإخوانية في مجلس حفلة أعدت لتكريمه في مدينة بورسعيد. كان بين المشاركين فيها الشاعر الظريف عبد الله بكري الذي أعد للمناسبة قصيدة فكاهية خفيفة الروح، استهلها بهذا المطلع:
دعني من الجد دعني
فبابه لم يسعني
فقاطعه شاعر النيل على الفور قائلاً له: «يعني إيه، يا أخي؟ أهي من تخانة جسمك»؟
ضج الحاضرون بالضحك ولكن ضحكهم لم يشوش على الشاعر أو يقتل قريحته بهذا الاعتراض من أستاذه في القريض، فالتفت إليه وقال مسترسلاً ومضيفاً:
لا من ثخانة جسمي
فذاك ما لست أعني
فضحك حافظ إبراهيم واستأنس بالبيت. بيد أن عبد الله البكري عاجله بالروح نفسها الساخرة مداعباً إياه ببيت مرتجل لساعته:
أراك تضحك لكن
اضحك على غير ذقني!
وفي لبنان، قصد حافظ إبراهيم ذات يوم صديقه المهندس يوسف افتيموس في فندق البحار بمدينة عاليه، فداعبه يوسف أثناء الجلسة قائلاً له: أنا أشفق على طلعتك اللي جردها الخليل (يقصد الشاعر خليل مطران) من الجمال. تتذكر ما قاله عنك:
هذا فتى الدهر زان النبل طلعته
وإن يكن بجمال غير متسم!
فرد عليه شاعر النيل قائلاً: «للجمال بيني وبين خليل واقعة قديمة، خلاصتها أنه كان لي في مصر أصدقاء خلّص… وكان للخليل مثلهم طبعاً. اختلفوا في يوم من الأيام؛ مين فينا أجمل؟ تناقشوا في الأمر ولكنهم في الأخير حكموا بهذه النتيجة. قالوا (إن حافظ إبراهيم من دون شك أقبح إنسان، وإن خليل مطران من دون شك أيضاً، أجمل سعدان!)».
دعني من الجد دعني
فبابه لم يسعني
فقاطعه شاعر النيل على الفور قائلاً له: «يعني إيه، يا أخي؟ أهي من تخانة جسمك»؟
ضج الحاضرون بالضحك ولكن ضحكهم لم يشوش على الشاعر أو يقتل قريحته بهذا الاعتراض من أستاذه في القريض، فالتفت إليه وقال مسترسلاً ومضيفاً:
لا من ثخانة جسمي
فذاك ما لست أعني
فضحك حافظ إبراهيم واستأنس بالبيت. بيد أن عبد الله البكري عاجله بالروح نفسها الساخرة مداعباً إياه ببيت مرتجل لساعته:
أراك تضحك لكن
اضحك على غير ذقني!
وفي لبنان، قصد حافظ إبراهيم ذات يوم صديقه المهندس يوسف افتيموس في فندق البحار بمدينة عاليه، فداعبه يوسف أثناء الجلسة قائلاً له: أنا أشفق على طلعتك اللي جردها الخليل (يقصد الشاعر خليل مطران) من الجمال. تتذكر ما قاله عنك:
هذا فتى الدهر زان النبل طلعته
وإن يكن بجمال غير متسم!
فرد عليه شاعر النيل قائلاً: «للجمال بيني وبين خليل واقعة قديمة، خلاصتها أنه كان لي في مصر أصدقاء خلّص… وكان للخليل مثلهم طبعاً. اختلفوا في يوم من الأيام؛ مين فينا أجمل؟ تناقشوا في الأمر ولكنهم في الأخير حكموا بهذه النتيجة. قالوا (إن حافظ إبراهيم من دون شك أقبح إنسان، وإن خليل مطران من دون شك أيضاً، أجمل سعدان!)».