العالم
16 قتيلا في هجوم نفذته طالبان خلال زيارة الموفد الأمريكي الى أفغانستان
ـ كابول ـ قتل 16 مدنيا على الأقل في اعتداء تبنته حركة طالبان هز كابول في وقت متأخر الاثنين فيما تسعى واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام مع المتمردين.
ووقع الانفجار الذي تلاه إطلاق نار وانفجار في محطة وقود، قرب القرية الخضراء، المجمع الكبير الذي يضم وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
وقال المتحدّث باسم وزارة الداخلية الأفغانية نصرت رحيمي إنّ “16 شخصاً قتلوا وأصيب 119 بجروح في هجوم الأمس. الانفجار نجم عن جرافة مفخّخة”.
والقرية الخضراء منفصلة عن المنطقة الخضراء المحاطة بأسوار عالية والتي تخضع لحراسة مشددة على مدار الساعة وتضمّ عدة سفارات بينها السفارتان الأمريكية والبريطانية.
وتبنّت حركة طالبان الهجوم، مشيرة على لسان المتحدّث باسمها ذبيح الله مجاهد إلى أنّها تشنّ هجوماً منسّقاً بواسطة انتحاري ومسلّحين.
وهو ثالث هجوم واسع النطاق تشنه طالبان خلال أيام.
فقد شنت هجوما السبت في محاولة للاستيلاء على مدينة قندوز الاستراتيجية في شمال البلاد وتلته عملية في مدينة بول-اي-خمري عاصمة ولاية بغلان المجاورة قبل ان يتم طردها منها.
ووقع اعتداء كابول فيما كانت محطة “تولو نيوز” التلفزيونية تذيع مقابلة مع الموفد الأمريكي زلماي خليل زاد الذي قال إنّ بلاده ستسحب قواتها من خمس قواعد في هذا البلد اذا التزمت طالبان ببنود اتفاق السلام الذي يجري التفاوض حوله.
واعتبر المحلل الباكستاني رحيم الله يوسف زاي أن لجوء حركة طالبان الى أعمال العنف مع التفاوض مع الامريكيين حول السلام في البلاد في الوقت نفسه ليس مفاجئا.
وقال لوكالة فرانس برس “إن ممارسة الضغط تشكل جزءا من استراتيجية حركة طالبان. انهم مقتنعون بانه بفضل قوتهم العسكرية والاعتداءات التي يقومون بها، ارغم الامريكيون على التفاوض معهم”.
وأضاف “انه السلاح الذي يملكونه بين أيديهم، وسيواصلون استخدامه الى أن يحققوا أهدافهم”.
وأثار التفجير غضب سكان المنطقة المحيطة بالقرية الخضراء الذين تظاهروا مطالبين برحيل المنظمات الدولية من منطقتهم.
وأشعل المتظاهرون النار في إطارات وأغلقوا الطريق الرئيسي بجانب مكان الهجوم.
وقال أحد السكان لوكالة فرانس برس “نريد أن يغادر هؤلاء الأجانب منطقتنا… ليست المرة الأولى التي نعاني فيها بسببهم … لم نعد نريدهم هنا بعد الآن”.
لقاء مع غني
وتزامن ذلك مع وجود الموفد الأمريكي الخاص الى افغانستان زلماي خليل زاد الذي حل بكابول مساء الاحد، وهو من أصل أفغاني ايضا.
واجتمع فور وصوله الى البلاد مع الرئيس اشرف غني لاستعراض نتائج الجولة التاسعة من المفاوضات بين الامريكيين وحركة طالبان التي اختتمت في الدوحة.
ويسعى خليل زاد منذ سنة للتوصل الى تسوية مع المتمردين في محاولة لانهاء 18 عاما من الحرب في افغانستان، واحتمال ابرام اتفاق تاريخي في هذا الصدد بات يعتبر وشيكا.
وعرض خليل زاد الاثنين على الرئيس الافغاني مسودة الاتفاق بحسب ما أعلن مسؤولون حكوميون.
وأبقيت الحكومة الافغانية بعيدة الى حد كبير عن محادثات الدوحة لان حركة طالبان تعتبرها “دمية” في يد الولايات المتحدة.
وقال صديق صديقي الناطق باسم الرئيس الافغاني الاثنين ان “الامر الاكثر أهمية هو أن تتوقف أعمال العنف التي تنفذها طالبان”.
خمس قواعد
ويتمحور الاتفاق المحتمل حول انسحاب للقوات الأمريكية مقابل العديد من الضمانات الأمنية من حركة طالبان، وإجراء محادثات سلام أوسع نطاقا بين المتمردين والحكومة الأفغانية، ووقف محتمل لإطلاق النار.
ومع ذلك، حتى لو غادر قسم كبير من ال14 ألف جندي أمريكي أفغانستان بعد التوصل إلى اتفاق، قال الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن واشنطن ستحتفظ بوجود دائم عبر إبقاء 8600 جندي في البداية، حتى بعد الاتفاق مع طالبان.
ومقابل هذا الانسحاب يفترض ان تقدم طالبان ضمانات في مجال مكافحة الارهاب.
وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي قال في وقت سابق إنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول مطلع أيلول/سبتمبر، قبل الانتخابات الأفغانية المقرر إجراؤها في 28 من الشهر.
وكرر غني القول ان الانتخابات ستجري في الموعد المقرر لكن عددا من المراقبين في افغانستان أبدوا شكوكا حيال ذلك بسبب الفوضى في البلاد. (أ ف ب)